"داعش" والتشويه الممنهج للإسلام

الخميس ٠١ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

قبل ايام نقلت وكالات الانباء العالمية، خبرا عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض للحكومة السورية، اعتبره البعض “مزحة”، واعتبره البعض الاخر شائعة هدفها النيل من “داعش”، فيما اعتبره اخرون بانه اخر صرعة من صرعات “داعش” اللامعقولة والتي تتجاوز حدود الجنون.

اما الخبر وكما نقلته وكالة الانباء الالمانية فيقول:”أن تنظيم “الدولة الإسلامية” منع “التحكيم” في مباريات لعبة كرة القدم في ريف دير الزور الشرقي، لأنها تحتكم بأحكام وضعية سنها الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا تستند إلى أساس وحكم شرعي“.

وجاء في تفاصيل الخبر :”إن عناصر من “الحسبة” أبلغوا جميع أصحاب الملاعب في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، بمنع التحكيم في المباريات المقامة فيها، لأن قرارات التحكيم “لا تحكم بما أنزل الله”، وأن اللاعب الذي يتعرض للإصابة عليه أن “يقتص” من اللاعب الذي تسبب في إصابته، في حين أن قرارات الحكام تتمثل في إعطاء إنذار للمتسبب، مستندين بذلك على احاديث نبوية وآيات قرآنية“..”وتدخل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو “الحسبة” في مباريات كانت تقام في ملاعب بالمدينة، ومن ثم يقومون بـ “نصح” اللاعبين بإكمال لعبتهم من دون حكم منعاً لمخالفة أمر الله وسنة نبيه.

وكالة الانباء الالمانية اوضحت إن هذه التعليمات من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” تأتي مع بدء دوري لفرق الاحياء الشعبية بمدينة الميادين وريفها والذي سيقام خلال الأيام القادمة.
الى هنا ينتهي الخبر “المزحة” او “الشائعة” او “اللامعقول” او “المجنون”، وهي صفات اطلقها القراء على الخبر انطلاقا من خلفيتهم الفكرية والعقائدية، والذي سيشغل خلال الايام القادمة، مساحات واسعة من الاعلام الغربي، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، لاحتوائه على مادة مبررات كافية للتهجم على الاسلام والسخرية من المسلمين.

رغم اننا نعطي الحق لكل الذين وصفوا هذه الممارسة “الداعشية” بتلك الصفات التي اشرنا اليها، لانها ببساطة لا تستقيم مع العقل السليم، وتتناقض معه تناقضا فاحشا، الا اننا نسمح لانفسنا ان نختلف مع هذا البعض، وننضم الى الاغلبية الساحقة التي ترى في ممارسات “داعش”، دون ادنى استثناء، عملية تشويه ممنهجة للدين الاسلامي الحنيف.

من الخطأ الفادح اعتبار ممارسات “داعش”، مثل بيع البشر، وحرق الناس والتمثيل بهم وهم احياء، وابادة الاقليات الدينية والعرقية بطريقة تتجاوز نطاق المعقول الانساني، والاساليب المقززة في قتل الناس، وهدم كل معالم الحضارة، والصاق كل هذه الممارسات التي تأنفها حتى الوحوش الكاسرة، بالاسلام والقران والسنة النبوية الشريفة، على انها ممارسات تقف وراءها عقلية جاهلة ومتخلفة، تتصور انها تخدم الاسلام بهذه الطريقة.

مما لاشك فيه ان الجهل والتعصب هما اللذان يقفان وراء هذه الممارسات، ولكن على مستوى الافراد العاديين ل“داعش”، الذين يقومون بهذه الممارسات طمعا ب“الجنة” !!، ولكن ليس على مستوى خريجي مدرسة “بوكا”، الذين يشكلون الغالبية العظمى من قادة “داعش”، فهؤلاء يعرفون جيدا ماهو الهدف النهائي من وراء هذه الممارسات الخارجة عن كل ما هو مألوف انسانيا، والتي بيضوا بها صفحة كل سفاحي ومجرمي التاريخ، وهذا الهدف ليس الا تشويه صورة الدين الاسلامي العظيم.

قادة “داعش” من خريجي “بوكا”، لا يتحملون وجود اي مانع يحول بينهم وبين تحقيق هدفهم غير المقدس المتمثل بتشويه صورة الاسلام، خدمة لاساتذتهم في “بوكا”، وهذا الامر بالذات هو الذي يفسر عداءهم وحقدهم غير الطبيعي لكل المرجعيات الدينية والسياسية التي تقف في وجوههم وتحول دون تحقيق هدفهم، وخاصة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة السيد السيستاني، الذي يعكس بمواقفه وكلامه الصورة الحقيقية والمشرقة للاسلام الاصيل، وهذا الامر بالذات يفسر لنا ايضا كل هذه الهجمة الاعلامية الشرسة من قبل الجيوش الالكترونية للوهابية و“داعش” ضد شخص السيد السيستاني.

ان تسارع العمليات العسكرية الامريكية لتصفية قادة “داعش” من خريجي “بوكا”، خلال الاشهر القلیلة الماضية، واخرها تصفية الناطق الرسمي باسم “داعش” ابو محمد العدناني، هدفها دفن اسرار العلاقة بين قادة “داعش” وبين الاستخبارات الامريكية، التي اشرفت على اعدادهم عندما كانوا ضيوفا عندها في سجن “بوكا” في البصرة جنوبي العراق، وهذا الاستهداف الامريكي المتسارع لقادة “داعش”، جاء للحيلولة دون وقوع هذه القيادات بيد الجيش السوري وحلفائه والقوات الروسية،بعد ان تم تضييق الخناق على هذه القيادات في العراق وسوريا، والا اين كانت الطائرات الامريكية دون طيار منذ خمس سنوات، عندما كان هؤلاء القادة يتحركون في مواكب من مئات السيارات بين العراق وسوريا وفي مناطق صحرواية مفتوحة؟.

* شفقنا

2-205