ادارة ترامب أكثر تقربا لـ"اسرائيل" من سابقتها

ادارة ترامب أكثر تقربا لـ
الثلاثاء ٠٧ فبراير ٢٠١٧ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

اعلان البيت الأبيض الذي جاء فيه “في الوقت الذي لا تعتبر فيه المستوطنات عقبة في طريق السلام، إلا أن اقامة المستوطنات الجديدة أو توسيع مستوطنات وراء حدودها الحالية، قد لا يفيد تحقيق هدف السلام”، هو تذكير بأنه لن يتغير كل شيء في عهد الرئيس الامريكي الجديد ووزير خارجيته الجديد فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بشكل عام وفي الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني بشكل خاص.

العالم - صحف عبرية

رؤساء المستوطنين الذين شاركوا في مراسيم أداء القسم للرئيس الامريكي فوجئوا، لكن لم يفاجأ من كان يدرك أن الإستمرارية هي أمر ثابت في السياسة الخارجية الامريكية بخصوص “المناطق”، “القدس″، الحدود وغيرها، بغض النظر عن الإنتماء الحزبي لمن يجلس في البيت الأبيض. الفرق هو في التشديد.
صحيفة “نيويورك تايمز″ التي خصصت لإعلان البيت الابيض مقال خاص في نهاية الاسبوع كتبت “الرئيس دونالد ترامب، بعد وعده بإجراء قطع في السياسة الخارجية لبراك اوباما، قرر الآن تبني بعض جوانب استراتيجية الإدارة السابقة، بما في ذلك تحذير ل"إسرائيل" من اجل وقف البناء في المستوطنات”.
اعلان المتحدث بلسان البيت الأبيض صيغ بلغة معتدلة أكثر، من “ولا لبنة واحدة”، كما قالت في حينه ادارة اوباما عندما صاغت علاقتها مع "اسرائيل"، وغاب عن الإعلان ايضا القول الروتيني بأن المستوطنات هي “عقبة في طريق السلام” – وبدل من ذلك جاء فقط أنها “لا تساعد على تقدم السلام”. ولكن رغم أن اللهجة مختلفة، إلا أن النغمة بقيت كما هي.
كل ذلك لا يضائل حقيقة وجود ادارة أكثر تقربا من "اسرائيل" في واشنطن. ادارة منفتحة على افكار جديدة متحررة من المواقف المسبقة “للخبراء” في شؤون الشرق الاوسط، الذين وضعوا خط في الموضوع الفلسطيني في وزارة الخارجية وفي البيت الأبيض على مدى سنوات. أعلن البيت الابيض أن العملية السلمية ستكون في مركز اللقاء القريب بين الرئيس الامريكي وبين نتنياهو. ويمكن القول إن رئيس الحكومة سيقوم في هذا اللقاء بطرح أفكاره وتحفظاته حول الطرق المختلفة من اجل حل الصراع الممتد منذ أكثر من مئة عام. ماذا ستكون هذه الافكار؟ يمكننا الافتراض، ولكن يحتمل أن تشمل ايضا الكتل الاستيطانية الكبيرة والتفاهمات في هذا السياق من عهد الرئيس جورج دبليو بوش – التفاهمات التي رفض اوباما احترامها.
إن اعلان البيت الابيض المذكور أعلاه يمكن تفسيره بالقول: “لا، ومعناها نعم”، أي اعتبار التوجه ل"اسرائيل" “عدم توسيع البناء في المستوطنات وراء حدودها الحالية في القدس وفي الضفة الغربية”، مثابة موافقة من قبل إدارة ترامب على الإعتراف بالحقائق على الارض وترتيب وضع الكتل الاستيطانية الكبيرة. ويمكن أن بنود اخرى في اقتراحات "اسرائيل" ستتحدث عن توحيد القدس والحاجة الى تعزيز المحيط الديمغرافي والامني لها والحدود التي يمكن الدفاع عنها.
هل ستشمل الصيغة التي سيعرضها نتنياهو على الرئيس الامريكي صيغة “الدولتين”، التي تشكل حجر الأساس في الموقف الامريكي التقليدي؟ الايام ستقول لنا ذلك. ويمكن القول إن نتنياهو سيرفض هذه الفكرة مبدئيا، لكنه سيقول إن الوضع غير المستقر حاليا في الشرق الاوسط، وحقيقة أن دولة فلسطينية في هذه المرحلة ستكون تحت سيطرة حماس أو جهات اسلامية متطرفة اخرى، تحتاج في هذه المرحلة حلول من نوع آخر.


• زلمان شوفال - اسرائيل اليوم

208 

تصنيف :