يبقى على مرِّ الزمانِ مبجلاً / واليهِ ترنو رايةُ التوحيدِ
مالتْ لهُ طهرُ القلوبِ صبابةً / والنصرُ دانَ لطُهرهِ المشهودِ
قد عاش للإسلامِ نبضاً صادقًا/في كلِّ قلبٍ مُهذّبٍ ورشيدِ
هذي البيارقُ ترتقي من هَدْيِهِ / في الموصلِ الحدباء فوق حُشودِ
فلقد أطاحتْ بالمُروقِ دواعشاً/ جاؤوا بكلِّ جرائمٍ وحُقُودِ
وتخلدتْ بالنصرِ وثبةُ زاهِدٍ/ مَحَقَ الطُّغاةَ بنهضةٍ وصمُودِ
يامنْ به دررُ الصفاتِ تألقتْ /من قانتٍ أو عالمٍ و مريدِ
يا كاتبَ التاريخِ دوّنْ ثورةً /عادتْ بوهجِ الحقِّ بعدَ خمودِ
شاهٌ طغى ثمَّ اعتلى لولا / مبارزةٍ بدتْ من فارسِ التهجيدِ
ملكٌ تمادى في التغطرسِ والأذى /فهوى بسيفِ عزيمةٍ وصمودِ
كان استخفَّ الناسَ دُونَ هوادةٍ/في عصر قهرٍ ضاق بالتنهيدِ
مستضعفونَ وما لهم من قدرةٍ/عاشوا بأيامِ الضياعِ السودِ
لم ينثنِ الشيخ الهمام لبطشه /بل قال قولاً فيه بترُ جَحودِ
هو قائدُ الحشدِ المقدسِ ثائراً/يسمو الى عالي السما بسجودِ
قد ذاب بالإسلامِ حتى طيفهِ/ ذوبوا بعشقِ القائدِ المحمودِ
وأعاد للأذهان دولةَ احمدٍ / فأتى بنهجٍ عادلٍ و حميدِ
هو كعبةُ الأحرارِ في زمن الاسى/رمزُ المهابةِ و الفدا والجودِ
بانتْ عَلَيْهِ هالةٌ قدسيةٌ / قهرتْ بقدرتها عيونَ حسودِ
نورٌ من العلياء يدنو باسما /ويفيضُ في الإرجاء دُونَ حدود
للدين قطبٌ والعلومُ سراجهُ/أضحى بنورِ الحبِّ خير عميدِ
قد كان روحاً بالإله معلقاً / باقٍ مع الأيامِ عطرُ العودِ
هو كالربيعِ الطلقِ في انفاسنا /كالروضِ يسمو زاهرا بورودِ
هو وهجةُ التاريخِ بعد ظلامهِ / من خيرِ أُمٍّ ثمَّ خيرِ جدودِ
انظر الى الانوار في تاريخنا /أسماءهمْ كاللؤلؤِ المنضودِ
فرسانُ صدقٍ لا يردُ مقالهم / تحمي البلادَ بقادةٍ و جنودِ
خطّوا على صدر الزمان كرامة/لن يمحو الطلقاءُ خيرَ جهودِ
أَحييتَ دينَ الصالحين لامّةٍ / باتتْ تغنّي للعُلا المنشودِ
و بنيت للاخلاقِ ديرَ محبةٍ / هي كعبةُ العشاقِ والتمجيدِ
و رفعتَ عن وجهِ البلادِ مذلةً /من بعد عهدٍ في الدجى مشهودِ
فلقد تجاوزتَ الزمانَ واهلَهُ / وبنيتَ صرحاً قلعةَ التجديدِ
علماً رفعْتَ فسارَ تحت لوائهِ / جيلٌ أَبى الإذعان بالتقييدِ
جاؤوا على جنحِ المحبةِ والرجا /نعموا بطيفٍ من رضا المقصودِ
ولقد عرجتْ الى السَّمَاءِ معطراً / والدمعُ فاضَ على الندى الملحودِ
ظنِّ الطغاة بانَّ ذكرك زائلٌ / وتعيشُ نبضاً في قلوب الصيدِ
وبقيتَ في سوحِ البطولة معْلماً / فخر لكل مضرجٍ و شهيدِ
ولقد رسمت لبابِ عشقكَ قبلةً / صارتْ كمنهاجٍ لكلِّ مجيدِ
والعيدُ قد عمَّ البلادِ وفرحةٌ /في كلِّ قلب عاشق التغريدِ
بزغتْ بنورِ الحقِّ ثورة عصرنا / وسعى إليكَ اليوم كلِّ مريدِ
بقلم الشاعر : عقيل حاتم الساعدي/ اوسلو