"داعش" يستسلم في دير الزور ونهايته قريبة

الخميس ٠٧ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

معركة دير الزور التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ستكون مفصلية وستحدد الوضع في كل سوريا وعلى الحدود السورية - العراقية، وستقلب المقاييس مع انتصار الجيش العربي السوري، والتقدم الكبير الذي يحققه يومياً، وتمكن خلاله من فك الحصار عن الكتيبة 137 من الحرس الجمهوري بقيادة العميد عصام زهرالدين المحاصرة منذ 3 سنوات.

العالم - مقالات

ويستكمل الجيش السوري معركته لتحرير كل دير الزور. وقد حشد للمعركة 300 دبابة، وبدأت مرابضه بقصف عنيف لمواقع "داعش" في دير الزور، وأدى الى تدمير دشم "داعش"، وقطع طرق امداده ومحاصرته، بالاضافة الى غارات الطيران السوري والروسي على كل تحصينات "داعش" وتدميرها، وبات عناصر "داعش" "مضعضعين" ومفككين.

وكما دمرت مدفعية الجيش السوري وحزب الله والجيش اللبناني مواقع "داعش" و"النصرة" في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة والقلمون. فان مدفعية الجيش السوري تدمر كل مراكز داعش في دير الزور.

معركة دير الزور ضد مسلحي "داعش" تشبه معركة الموصل، حيث كانت معركة الموصل المفصل الاساسي للقضاء على "داعش"، ومنها انطلق الجيش العراقي والحشد الشعبي نحو تلعفر ونجح في السيطرة على هذه المحافظة.

وكذلك فان الجيش العربي السوري سيطر على مداخل دير الزور ويخوض معارك عنيفة لتحرير كامل دير الزور، وحشد للمعركة 15 الف ضابط ورتيب وجندي و300 دبابة وصواريخ ذكية قدمتها روسيا للجيش العربي السوري، اضافة الى الغارات الروسية والسورية، والمعركة ستكون حتماً لمصلحة الجيش العربي السوري وستؤدي الى خسارة "داعش" المطوق من كل الجهات بعد ضربه بكل انواع الاسلحة، كما ان طائرات سوخوي 25 الروسية تقوم بـ 90 غارات يومياً.

وتؤيد الدول العربية والاوروبية وحتى اميركا الجيش العربي السوري في حربه ضد "داعش" في دير الزور. وتريد هذه الدول ان ينتصر الجيش السوري في دير الزور وبضرب "داعش" ضربة قاضية، بعد تزايد العمليات الارهابية في اوروبا ودول العالم.

فتح طريق حمص ــ حماه والمسلحون بين فكي كماشة

واذا سقطت دير الزور، وهي ستسقط حتماً، فان الكرة ستتدحرج على بقية المناطق، وما تبقى من مجموعات لـ"داعش" في ارياف حمص وحماه ودمشق وكذلك تطويق محافظة ادلب، وهي المحافطة الوحيدة الباقية لـ"داعش" .وسيخوض الجيش العربي السوري معركة تحريرها، لكن الاولوية الان لمعركة دير الزور وتحريرها بالكامل والوصول الى البوكمال على الحدود السورية - العراقية.

وفي معركة دير الزور يشارك حزب الله بقوى نخبوية، ولها خبرة كبيرة في القتال، ولدى مجاهدي حزب الله صواريخ هامة جداً، اضافة الى وحدات القتال. كما ان مجاهدي الحزب اعتادوا قتال "الشوارع" والمدن، والطرق المؤدية الى المدن، وسيؤدي حزب الله دوراً كبيراً في القضاء على "داعش".

ويشكل حزب الله "رأس الحربة" مع الجيش العربي السوري في قتال "داعش"، وهو حشد قوة مهمة للسيطرة على دير الزور مع الجيش العربي السوري، كما ان مجاهدي حزب الله يعرفون كيف يقاتل عناصر "داعش" واصبح لديهم خبرة في قتالهم وتدميرهم في حرب الشوارع الداخلية والمدن.

وتقدر قوة حزب الله بأعداد كبيرة من المقاتلين والمجاهدين الذين سيكونون في قلب المعارك الداخلية في دير الزور للسيطرة عليها وضربها في الداخل فيما الجيش العربي السوري سيقوم بالقصف المدفعي والصاروخي والجوي مع الطيران الروسي من الخارج.

ويقسم نهر الفرات الوادي الخصب الآهل بالسكان والممتد بطول 260 كيلومترا وعرض 10 كيلومترات وسط الصحراء السورية من الرقة إلى مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية.

ومع فقدانها السريع للسيطرة على أراض في سوريا والعراق تراجعت "داعش" إلى بلدات واقعة على نهر الفرات تابعة لمحافظة دير الزور منها الميادين والبوكمال اللتان يعتقد كثيرون أنهما ستشهدان آخر معارك للدولة الإسلامية.

وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إن عدد مقاتلي "داعش" الباقين في سوريا يتراوح بين 6000 و8000 رغم فقدان التنظيم لمعظم الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق منذ أيلول 2014.

وبالتوازي مع عملياته في دير الزور يقاتل الجيش السوري وحلفاؤه "داعش" في آخر جيوبه في وسط سوريا قرب بلدة السلمية الواقعة على طريق حمص حلب السريع.

وتقع دير الزور بمحاذاة الضفة الجنوبية الغربية لنهر الفرات. ويضم القطاع الذي تسيطر عليه الحكومة النصف الشمالي من المدينة وقاعدة عسكرية إلى الغرب يتمركز بها الفوج 137.

كما تسيطر الحكومة على قاعدة جوية وشوارع مجاورة يفصلها عن باقي القطاع مئات الأمتار من أراض تسيطر عليها "داعش" ما زالت بمنأى عن تقدم الجيش.

فتح طريق حمص ـ حماة

بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توصل الجانب الروسي إلى اتفاق مع المعارضة السورية بشأن فتح طريق حمص-حماة الاستراتيجي، وكشفت عن تفاصيل عملية رفع الحصار عن دير الزور.

كما تناول الجنرال الروسي سيرغي رودسكوي الوضع في ريف دير الزور، معتبرا أن  انتصار الجيش السوري في المعركة لفك الحصار المفروض على المدينة، يفوق بأهميته وحجمه النجاحات السابقة للجيش السوري، الذي تمكن خلال الأسبوعين الماضيين من  تحرير أراض مساحتها 4800 كم مربع و59 قرية وبلدة من أيدي الإرهابيين.

وكشف أن الهجوم من الطرفين الذي نفذته القوات القادمة بقيادة العميد سهيل الحسن، والقوات الموجودة داخل المدينة بقيادة العميد عصام زهر الدين، سمحت باختراق طوق الحصار الداعشي وشق ممر عرضه 3 كيلومترات غلى داخل المدينة. وأضاف أنه تم توسيع الممر خلال الليلة الماضية ليبلغ عرضه 6 كيلومترات، فيما بدأت مجموعة من القوات السورية قادمة من اتجاه مدينة السخنة، بالهجوم على مواقع محصنة لعصابات "داعش" على تخوم دير الزور، بالتزامن مع استمرار تقدم القوات الحكومة من الاتجاه الجنوبي بمحاذاة نهر الفرات.

وأوضح سوروفيكين قائلا: "بذلك أصبحت القوات الأساسية لمسلحي "داعش" القادمة إلى هذه المنطقة من الموصل والرقة والمناطق الأخرى، بين فكي الكماشة، فيما تكتمل عملية للقضاء على آخر معقل كبير للإرهابيين في الأراضي السورية".

103-2