بغداد تمهل البشمركة للانسحاب وحالة من الحذر والترقب في كركوك

بغداد تمهل البشمركة للانسحاب وحالة من الحذر والترقب في كركوك
السبت ١٤ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠١:٤٤ بتوقيت غرينتش

يترقب العراقيون السبت ما ستؤول اليه المواجهة بين القوات العراقية والكرد في محافظة كركوك بعد الانذار الذي وجهته بغداد لمنطقة كردستان العراق بإخلاء آبار النفط فيها.

العالم - العراق

واستعادت القوات العراقية الجمعة دون معارك عدة مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية خلال هجوم جماعة داعش في حزيران/ يونيو 2014.

وقالت فرانس برس ان مدرعات القوات العراقية وهي ترفع العلم العراقي تحتشد على ضفة نهر على اطراف مدينة كركوك، فيما تحشدت قوات البشمركة خلف سواتر ترابية وحواجز اسمنتية عليها رايات كردية على الضفة الأخرى من النهر.

وقال ضابط في الجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه، ان "قواتنا لم تتحرك، ونحن بانتظار أوامر من قيادة القوات المسلحة".

وتقدمت الجمعة ارتال من الدبابات والقوات الحكومية اضافة الى قوات الحشد الشعبي الى هذه المناطق الواقعة جنوب كركوك واستعادت عدة مواقع، فيما انسحبت قوات البشمركة دون قتال.

وفي وقا سابق أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انه لا يريد اشعال حرب ضد الكرد، بينما تؤكد اربيل ان "التصعيد لن ياتي من جانبها" وفي ذات الوقت حشد الجانبان الاف المقاتلين في اطراف مدينة كركوك المتنازع عليها.

واكد مصدر مقرب من العبادي أن الغاء نتائج استفتاء منطقة كردستان لا زال شرطا لأي حوار مع اربيل.

واضاف ان "اي حوار لا بد ان يجري تحت سقف ومرجعية الدستور والمحكمة الاتحادية اصدرت حكما ولائيا بعدم اجراء الاستفتاء مما جعل اجراءه غير دستوري وبالتالي فان نتائجه ملغاة".

واوضح المصدر بأن قيادات منطقة كردستان رفضت سابقا اجراء حوار مع الحكومة الاتحادية تحت سقف الدستور وان موافقتها الان ان تجرى على اساس الدستور يعني بالضرورة والتلازم اعتبار نتائج الاستفتاء لاغية".

وبدأت التوترات في كركوك منذ اصرار الكرد على اجراء استفتاء الانفصال فيها على الرغم من معارضة بغداد، واصدر البرلمان العراقي قرارا بإقالة محافظ كركوك.

ومن اجل تفادي صدامات مسلحة، امهلت القوات العراقية قوات البشمركة 48 ساعة للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء السبت، حسبما اكد مسؤول كردي.

بدوره، قال احمد الاسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي ان "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة".

واضاف "هذه القوة مكلفة إعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 حزيران/ يونيو 2014".

وتابع "لذلك لن تكون هناك اي فوضى ولا انجرار لصراعات او اشتباكات جانبية (...) فلا داعي للقلق حيال ذلك سيتم اعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق ومن يخالف القانون سيحاسب وفقا للقانون".

واستغلت القوات الكردية انسحاب القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لجماعة داعش الارهابية على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة، وحولت مسار الانابيب النفطية الى داخل منطقة كردستان وباشرت بالتصدير بدون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.

وقال المسؤول الكردي رافضا الكشف عن اسمه "ان المهلة ستنتهي منتصف ليل السبت الاحد وتقضي بانسحاب قوات البشمركة الى مواقعها قبل 6 حزيران/ يونيو 2014 وتسليم القواعد العسكرية والامنية والمؤسسات النفطية الى الحكومة الاتحادية".

ومع اقتراب نهاية المهلة دخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة على خط الازمة محاولة تهدئة التوتر.

وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ان بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر وامكانية المضي قدما دون ان نحيد عيننا عن العدو" في اشارة الى قتال جماعة داعش، مضيفا ان "القوات الاميركية "تحاول ايضا ضمان استبعاد اي نزاع محتمل".

تبادل لاطلاق النار

ومع ان حشد القوات جنوب كركوك لم يؤد الى صدامات حتى الان، الا ان حوادث امنية اندلعت في مناطق اخرى من البلاد.

ففي طوز خرماتو التي تبعد 70 كليومترا عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من الحشد الشعبي والبشمركة.

وقال شلال عبدول قائمقام البلدة ان "الاشتباكات اسفرت عن اصابة عنصرين من البشمركة وثلاثة من قوات الحشد الشعبي".

وفي مدينة الحلة جنوب بغداد، فجر مسلحون مجهولون مقر شركة كورك الكردية للهواتف النقالة ما اسفر عن أضرار مادية، فيما خطف ثلاثة من العاملين فيها لفترة وجيزة.

وكان قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى اكد ان قوات البشمركة انسحبت من بعض المناطق التي دخلتها في عام 2014" مشيرا الى ان "اتصالات جارية مع رئيس الوزراء لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة".

والجمعة وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى كردستان لاجراء محادثات مع مسؤولين كرد، بحسب مصادر في منطقة كردستان.

واعلنت سلطات كردستان بشكل متكرر خلال الايام الماضية ان قوات الحكومة المركزية تستعد للسيطرة بالقوة على حقول النفط في محافظة كركوك.

وتزود حقول النفط الثلاثة الواقعة في محافظة كركوك، منطقة كردستان بـ 250 الف برميل يوميا من اصل 600 الف برميل هي مجموع ما يصدره في اليوم.

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

108