توالي سقوط عناصر داعش في الجزائر خلال عمليات أمنية وعسكرية

توالي سقوط عناصر داعش في الجزائر خلال عمليات أمنية وعسكرية
الأحد ٠٥ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

قتل 200 عنصر من داعش في الجزائر منذ تأسيس التنظيم إلى جانب توقيف ثمانية آخرين من مجموعة يطلق عليها 'الذئاب المنفردة' في عمليات أمنية.

العالم - الجزائر

تمكنت الجزائر من القضاء على المئات من عناصر ثبت انتماؤهم لتنظيم داعش. وتعيش قوات الأمن والجيش الجزائري حالة استنفار قصوى خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد ورود معلومات تفيد بتسلل عناصر تنتمي إلى تنظيم داعش المتشدد، الذي تصنفه دول ومنظمات دولية “تنظيما إرهابيا”، إلى مناطق داخل البلاد.

وتنفذ قوات الأمن الجزائرية عمليات متتالية ضد تنظيم داعش في البلاد، والذي بدأ ينتشر في المناطق الشمالية من البلد الأفريقي عقب الإعلان عن تأسيسه أواخر عام 2014.

وأكدت تقارير أمنية، الجمعة الماضية، مقتل 200 عنصر من داعش في الجزائر منذ تأسيس التنظيم إلى جانب توقيف ثمانية آخرين من مجموعة يطلق عليها “الذئاب المنفردة” في عمليات أمنية.

وأعلنت مجموعة من أتباع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، في سبتمبر 2014، انشقاقها وتشكيل جماعة أطلقت على نفسها اسم “جند الخلافة ” وبايعت أمير داعش أبوبكر البغدادي.

ورغم شراسة المواجهة التي خاضتها الأجهزة الأمنية الجزائرية ضد الجماعة، فإن الأخيرة استطاعت تنفيذ البعض من العمليات الصغيرة؛ كان أبرزها اختطاف فرنسي في سبتمبر 2014 وإعدامه بمحافظة تيزي وزو (شرق).

كما نفذ التنظيم تفجيرا انتحاريا لم يسفر عن خسائر بشرية بمحافظة قسنطينة (شمال شرق) في ربيع 2017، وآخر في محافظة تيارت (300 كلم غرب العاصمة) في أغسطس الماضي.

ووفق مصادر أمنية، فإن عمليات التصدي للجماعات المتطرفة المرتبطة بداعش في الجزائر تحظى بأولوية قصوى؛ إذ تلاحقها كل الأجهزة الأمنية ممثلة بالجيش والمخابرات والشرطة وعناصر الدرك، عبر تحقيقات وعمليات مراقبة مكثفة.

وضمن عمليات الأمن الجزائري ضد التنظيم، قتل عبدالمالك قوري أمير داعش في الجزائر، خلال عملية أمنية بمدينة بومرداس (شرق) في 7 ديسمبر 2014. وفي عملية ثانية قتل عثمان العاصمي الأمير الجديد للتنظيم في مايو 2015، ضمن عملية عسكرية بمحافظة البويرة (جنوب شرق).

وتوالى سقوط أعضاء التنظيم في عمليات كان أبرزها اشتباك مسلح وقع بين قوات عسكرية جزائرية ومسلحين تابعين للتنظيم، في جبال محافظة البويرة (جنوب شرق) في أبريل 2015 قتل فيه 24 عنصرا.

وفي 26 فبراير الماضي أحبط الأمن الجزائري هجوما انتحاريا بحزام ناسف ضد مركز للشرطة بوسط مدينة قسنطينة وقتل منفذه، وتبنى داعش العملية.

وتكمن خطورة التنظيم  في الجزائر انطلاقا من انقسامه إلى مجموعتين منذ تأسيسه، كما يقول الصحافي الجزائري المتخصص في الشأن الأمني فوزي بوعلام.

عمليات التصدي للجماعات المتشددة المرتبطة بداعش في الجزائر تحظى بأولوية قصوى؛ إذ تلاحقها كل الأجهزة الأمنية والعسكرية عبر تحقيقات وعمليات مراقبة مكثفة

وأوضح بوعلام أن “المجموعة الأولى تتمثل في المسلحين المتواجدين في الجبال (محافظة البويرة)، وكان عددهم مجهولا، وأغلبهم منشقون عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب”. أما المجموعة الثانية فـهي “الخلايا السرية التابعة للتنظيم، وتتكون من جهاديين اقتنعوا بعقيدة التنظيم الإرهابي ودخلوا ضمن ما يسمى ولاية الجزائر، وهي مجموعة سرية تجند المقاتلين وترسلهم إلى العراق وسوريا”.

وأضاف “رغم خطورة التنظيم وانتشاره، تمكنت الأجهزة الأمنية الجزائرية من تفكيك عشرات الخلايا السرية التابعة له”.

وأعلنت مجموعة من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، في سبتمبر 2014، انشقاقها عن التنظيم وتأسيس تنظيم “جند الخلافة” في منطقة البويرة.

وقال مصدر أمني مطلع إن “الأجهزة الأمنية الجزائرية أوقفت منذ بداية العام الجاري (2017) 8 أشخاص، يعتقد أنهم من الذئاب المنفردة؛ بينهم جزائري (لم يذكر اسمه) على علاقة بمتشددين يقيمون في دول أوروبية”. وأضاف أن “الأشخاص الثمانية جرى توقيفهم في عمليات أمنية متفرقة طالت العشرات في إطار حملات ضد المتهمين بدعم الإرهاب، في محافظات وهران (شمال غرب) وبرج بوعريريج (شمال) والجزائر (العاصمة)”.

ورجح المصدر أن “الموقوفين كانوا بصدد التحضير لهجمات إرهابية، إذ ضبطت الأجهزة الأمنية لدى الذئاب المنفردة صورا لأهداف أمنية وعسكرية ومخططات لصناعة قنابل بدائية في حين لم تعثر على أسلحة”.

وأشار إلى أن “كل الموقوفين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش، أو محاولة الالتحاق به، لا علاقة لهم بجماعة جند الخلافة الفرع الرئيس المسلح للتنظيم في الجزائر”.

و”الذئاب المنفردة” تسمية إعلامية وأمنية لعناصر تنظيم داعش الذين ينفذون عمليات منفردة، دون وجود علاقة عضوية مع التنظيم.

ومحافظات جنوب وشرق العاصمة مناطق نشاط عناصر محسوبة على جماعة “جند الخلافة” الموالية لداعش، والتي قضت قوات الجيش على أغلب قادتها خلال الأشهر الأخيرة.

وتواجه سلطات الأمن الجزائرية في الوقت الراهن ثلاثة تنظيمات رئيسية شمالي البلاد، هي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكتائب أعلنت الولاء لداعش وتنظيم غربي البلاد الذي يسمى “حماة الدعوة السلفية”.

وينشط داعش في منطقة الساحل الأفريقي والجزائر، لكن تعداد عناصره لا يتجاوز العشرات ويمثله في الأخيرة (ولاية الجزائر) “جند الخليفة في أرض الجزائر سابقا” والتي أعلن عنها عام 2014.

فيما ينشط التنظيم المتشدد أيضا في دول الساحل، وخصوصا مالي والنيجر وبوركينا فاسو، من خلال تنظيم “داعش في الصحراء الكبرى” التي شكلها أعضاء منشقون عن تنظيم “المرابطون” التابع للقاعدة عام 2015.

ودفعت الجزائر خلال السنوات الأخيرة بعشرات الآلاف من عناصر الجيش وقوات الأمن إلى حدودها الجنوبية مع كل من مالي والنيجر جنوبا وليبيا في الجنوب الشرقي. وتقول السلطات الجزائرية إن نشر قواتها على حدود البلاد تهدف لمواجهة ما تسميه “تسلل الإرهابيين وتهريب السلاح” من هذه الدول التي تعيش فوضى أمنية.

العرب