الحريري مفارقة الخصوم والحلفاء والسبهانيين الجدد

الجمعة ١٧ نوفمبر ٢٠١٧
٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش
الحريري مفارقة الخصوم والحلفاء والسبهانيين الجدد أزمة رئيس الحكومة اللبنانية تبدو أنها شارفت على النهاية ، مع التدخل الفرنسي الذي سيفضي إلى نقله من الرياض الى باريس .

العالم - السعودية

هذه الازمة هي نهاية لقصة الاحتجاز والإقامة الجبرية ، وبداية لغضب سعودي بدأ يتبدى من خلال الهجوم الذي تشنه وسائل الإعلام السعودية على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون . وبداية لعودة الحريري التي ستطرح تحديات في الداخل اللبناني عن مرحلة ما بعد عودة الحريري. مواقف عون تجاه السعودية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين . عون لديه كافة المعطيات حول وضع الحريري وهو اطلع من البطريرك "مار بشارة بطرس الراعي " الذي التقى الحريري في الرياض لمدة 14 دقيقة فقط على أن الحريري بوضع سيء وغير طبيعي .

الرئيس عون كما اللبنانيين والفرنسيين ركزوا في مواقفهم على عودة عائلة الحريري معه ، هي لغة تعني انهم غير واثقين من أمكانية ابتزاز الحريري من قبل السعودية حتى وهو خارج الرياض .
ماهو مؤكد أن أزمة الحريري الشق الأكبر منها يتعلق بالوضع الداخلي السعودي المرتبط باعتقال الأمراء ، وأن الرمي بها باتجاه حزب الله وإيران ومخاطر اغتيال الحريري في بيروت هو في سياق اخراج سعودي سيء وبدائي للاستقالة والاحتجاز، ومحاولة استثمار في الطريق .

ما يمكن فهمه من آخر مقابلة للسيد الحريري هو إمكانية بقائه في رئاسة الحكومة ، فيما سماه رغبته في الصدمة الإيجابية للبنانيين لتحقيق سياسة النأي بالنفس ، لا أستبعد أن يكرر الحريري مواقفه ذاتها من بيروت، إذ أن تصور انقلابا للحريري على السعودية غير وارد حتى لو أهين فيها و حجزت حريته . بيد أن تسوية جديدة تحسن وضع الحريري وتعطيه أكثر مما حصل عليه للوصول إلى رئاسة الحكومة أمر صعب جدا .
لكن المفارقة فيما حدث أن خصوم الحريري في لبنان وعلى رأسهم حزب الله ، سعوا إلى حريته ودافعوا عن كرامته و قاتلوا لعودته، وتمسكوا ببقائه في منصبه ، حتى لو عاد واستقال ولكن بمليء إرادته وحريته ، حتى لو انتقد و صعد سياسيا تجاههم ، لا مشكلة لديهم فهذا أمر آخر حسب رأيهم . لم يصدقوا المسرحية و انبروا لكشفها، لم يردوا على الحريري في اقواله من الرياض ، بل دافعوا عنه وطالبوا بعودته .

أما بعض حلفاء الحريري وبعض من في خطه السياسي ، فقد استعجلوا الإجراءات ، لحسم الاستقالة وطالبوا الرئيس بالبدء بالمشاورات النيابية لاختيار البديل لرئاسة الحكومة ، لا ضير ان يكون اخ الحريري بهاء هو البديل لزعامة تيار المستقبل ، مادامت السعودية ترغب به ، دون الاكتراث بمصير الرجل . وزعوا صور الملك سلمان وولي عهده ونثروها في شوارع طرابلس، جهدوا كي يصدق اللبنانيون الرواية السعودية ، لكنهم فشلوا .. ويحسب الاقطاب في تيار المستقبل وقوفهم في وجه هذا التوجه وعدم تمريره.

أما الزعامات السياسية السنية الاخرى في لبنان فقد أخذت وضع المزهرية وجلست على مقاعد الكومبارس ، تراقب اندفاع الرئيس ووزير خارجيته الموارنة و زعيم حزب الله الشيعي وهم يكافحون من أجل هدف واحد وهو الحرية الكاملة للحريري وأعتبار استقالته غير دستورية حتى يعود إلى لبنان ، ومعهم الرأي العام اللبناني بغالبيته العظمى الذي توحد لبنانيا بعيدا عن الطوائف والمذاهب . لعمري أنها مفارقة تدخل التاريخ السياسي في لبنان .

تيار السبهانيين الجدد في لبنان لا يستهان به و ربما تتمكن السعودية من إنهاء الحريرية السياسية في لبنان كما أنشأتها، لكنها اكتشفت أن أوراقها في لبنان أقل من أن تعطيها حرية قلب الطاولة بالكامل .
يمكن القول بثقة أن مايخطط للبنان حمل بوادر الفشل من الآن ، حتى وإن كان حربا شاملة أو فوضى داخلية فتاكه.

كمال خلف- شام تايمز

113

0% ...

آخرالاخبار

الفاشر "مسرح جريمة": تحذير أممي من 100 ألف محاصر وتجاوز الفظاعة


مقام شاه سليمان علي (ع) في خراسان الجنوبية


إذا كنتِ تشعرين بالحزن بعد الولادة،شاهدي هذا الفيديو..


سموتريتش يقود خطة باهظة لمنع قيام دولة فلسطينية


عمارة كلاه فرنجي في مدينة بيرجند (2)


عمارة كلاه فرنجي في مدينة بيرجند (1)


الأمم المتحدة تتبنى قرارا يمنع التهجير والتجويع في غزة


برلين تطالب الاحتلال بوقفه الفوري لبناء المستوطنات في الضفة


الفائز بجائزة يوروفيجن يعيد الكأس بسبب مشاركة الاحتلال


أحدث موقف رسمي عراقي تجاه برنامج ايران النووي السلمي