عاد لعمله شرطي مرور في دير الزور بعد مشاركته في تحريرها من داعش

عاد لعمله شرطي مرور في دير الزور بعد مشاركته في تحريرها من داعش
الخميس ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

بعد فك الحصار عن مدينة دير الزور وتحريرها من تنظيم “داعش” عادت معالم الحياة لتظهر بشكل تدريجي في المدينة، التي عانت ما عانته من ويلات الحرب، ولكنها في أذهان أبنائها مازالت المدينة التي عاشوا وتربوا في أزقتها ومدارسها.

العالم - سوريا

قبل أن تعود السيارات لتملأ شوارع دير الزور، التي منعت من السير فيها بسبب نقص الموارد النفطية التي قطعها “داعش” بحصاره المدينة، وبعد تحريرها بساعات، لبس عبد اللطيف العوض بزته الرسمية السوداء مع الخوذة البيضاء، وجلب كرسياً، وانتظر على أحد أرصفة الشارع عودة الحياة لمدينته. 

وقال شرطي المرور عبد اللطيف العوض لتلفزيون الخبر “بعد تحرير المدينة بشكل كامل من تنظيم “داعش” عدت لمزاولة عملي كشرطي مرور في النقاط الرئيسية بشوارع المدينة”.

وأضاف شرطي المرور، ببزته التي غسلها جيداً، “كنت كباقي أبناء مدينتي، في القوات الرديفة المساعدة للجيش العربي السوري في حماية المدينة، منعاً لدخول تنظيم “داعش” إليها”.

وأكمل العوض “عدت بعد تحرير المدينة إلى عملي الأساسي كشرطي مرور، لأن المدينة يجب أن تعود للحياة، ويجب أن تعود شوارعها مزدحمة بالسكان وبمختلف أنواع السيارات”، مردفاً “أعود لعملي لأنه من الضروري تواجد شرطي مرور لتنظيم عملية السير”.

وأوضح شرطي المرور أنه “لا يوجد في دير الزور إشارات مرور، وذلك لانقطاع الكهرباء بشكل كامل عنها”، مبيناً “نعتمد في تنظيم عملية السير على الإشارات بأيدينا للسيارات ريثما تعود الكهرباء للمدينة”.

وبين شرطي المرور أن “عدد عناصر شرطة المرور في المدينة 17 شرطياً، موزعين على ست نقاط رئيسية، تبدأ من نقطة البانوراما ونقطة الجندي المجهول ونقطة دوار الكرة الأرضية ونقطة الرقابة والتفتيش”.

أما بالنسبة للمخالفات، بين العوض “نقوم بتطبيق المخالفات القاسية، ونشدد على موضوع السرعة والتجاوزات في الانعطافات الخطيرة، التي تؤدي في بعض الأحيان لحوادث سير قاتلة، ريثما يتم تنظيم الشوارع وتعود كما كانت سابقاً”.

وعن أهمية ما يقوم به، أشار شرطي المرور عبد اللطيف العوض إلى أنه “بوجود نقاط الشرطة وشرطي المرور أصبح المواطن يشعر بالأمان وذلك لعودة الأمن الداخلي في أحياء المدينة”.

يذكر أن مدينة دير الزور فقدت خلال سنين الحرب و الحصار الكثير من أبنائها، ممن استشهدوا أو هاجروا، أو ممن انضموا إلى التنظيمات المتشددة، لاسيما “داعش”، وبعد التحرير تحتاج المدينة إلى أكثر من عبد اللطيف العوض، لترميم ما هُدِمَ من حجر وذاكرة، لتعود دير الزور كما كانت، درة في صحراء .

المصدر : شان تايمز

101