ظريف يدعو اوروبا لعدم تكرار أخطائها السابقة بمواكبة اميركا

ظريف يدعو اوروبا لعدم تكرار أخطائها السابقة بمواكبة اميركا
الإثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٧:١٠ بتوقيت غرينتش

دعا وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف اوروبا لعدم تكرار أخطائها السابقة بمواكبة الادارة الاميركية في إضعاف الاتفاق النووي.

العالم إيران

وفی مقال له نشرته صحیفة "نيويورك تايمز" کتب ظریف: للاسف انه خلال الاشهر الاحد عشر الماضیة کان رد حکومة الرئیس الامیرکی دونالد ترامب على حسن نیة ایران (بعد الاتفاق النووي) مجرد التحجج بالاعذار وسوء التصرف، الا ان عدم الثقة بامیرکا متوقع تماما – من اتفاق باریس للبیئة حتى قضیة القدس.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى نكث العهود من جانب أميركا في الماضي ومواكبة الدول الأوروبية لها بعد الإجراء الطوعي الذي قامت به إيران بوقف عملية التخصيب النووي كخطوة لبناء الثقة، معرباً عن أمله بأن لا تكرر أوروبا خطأها السابق وأن لا تواكب أميركا هذه المرة.

وأضاف أنه و: قبل 10 أعوام من المفاوضات التي انتهت إلى الاتفاق النووي في العام 2015 كانت هنالك لإيران مفاوضات مماثلة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإن الدبلوماسيين الأميركيين ومن أجل تشجيع إدارة بوش على إعطاء الفرصة للدبلوماسية، طلبوا من إيران وقف الأنشطة المتعلقة بالتخصيب موقتاً بصورة طوعية وقد قبلت إيران ذلك إلا أنه وبعد أن بدا إرضاء أميركا أمراً صعباً ارتكب الأوروبيون خطوة خاطئة وطلبوا من إيران تحت ضغوط أميركا بان تتخلى عن جميع أنشطتها المتعلقة بالتخصيب وهو الأمر الذي أفضى إلى فشل المفاوضات؛ ولم يتمكن الأوروبيون لا من لإقناع أميركا ولا وقف البرنامج النووي الإيراني.

وتابع ظريف أن: المفاوضات المتقطعة التي جرت في الأعوام التي تلت ذلك لم تصل إلى نتيجة ولغاية العام 2013، حيث جئنا إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى ودخلنا المفاوضات مع أميركا بصورة مباشرة، رفعت إيران عدد أجهزة الطرد المركزي لديها من نحو 200 في العام 2005 إلى أكثر من 20 ألفا ولم يتم الحديث عن إنهاء عملية تخصيب اليورانيوم داخل إيران.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق النووي كان انتصاراً نادراً للدبلوماسية على المواجهة، وأن من الخطأ إضعاف هذا الاتفاق. وأضاف: ينبغي على أوروبا عدم تاجيج قرار واشنطن لتغيير التركيز إلى أزمة غير ضرورية أخرى - سواء المتعلقة بالبرنامج الصاروخي الدفاعي الإيراني أو نفوذنا في الشرق الأوسط – .

وتابع: ينبغي علي التأكيد بأن القدرات العسكرية الإيرانية تأتي مطابقة للقوانين الدولية وهي دفاعية الطابع تماما.. إن موقفنا الدفاعي نابع من الحسابات الجيوستراتيجية الدقيقة والمعتقدات الدينية والأخلاقية الراسخة.. وعقيدتنا الدفاعية كذلك مبنية على تجربة تاريخية: انه خلال الحرب العراقية الإيرانية، أطلق صدام حسين صواريخ روسية الصنع على مدننا، صواريخ احتوى بعضها مواد كيمياوية وضعها الغرب تحت تصرف هذا البلد (العراق).. وحينها لم يلتزم العالم الصمت فقط بل لم تكن هنالك أي دولة مستعدة لبيع السلاح لإيران لنتصدى للعدوان على الأقل.

وأضاف ظريف في مقاله أن: تعهدنا بالدفاع عن أنفسنا ليس شعارا، لقد نشرنا صواريخنا فقط أمام عدد محدود من الأعداء الأشرار؛ نظام صدام حسين وحلفائه الارهابيين وداعش، وإن هجماتنا كانت فقط للرد على مجازرهم البشعة ضد الإيرانيين.. إن أي حكومة في البلاد لن تجعل الشعب مكشوفا بلا دفاع. ينبغي على المجتمع الدولي خاصة أوروبا أن يدركوا هذا الأمر وأن يركزوا جهودهم بدلاً عن ذلك على مواجهة التهديدات الحقيقية في العالم مثل الحروب التي تجتاح الشرق الأوسط.

وكتب ظريف: إننا نطلب من الأطراف المسؤولة ليدركوا ضرورة النظرة للمستقبل وأن يسمحوا لنبحث عن الأمل في آفاق مشتركة في مستقبل أكثر سلاماً وأن نمتلك الشجاعة الكافية لنقوم بإجراءات ملموسة لتحقيق هذا الأمر، لقد اقترحت في العام 2015 عقد اجتماع للحوار الإقليمي كسبيل لجمع إيران وجيرانها للتعاون في مسار السلام.. إننا نأمل بأن يركز اللاعبون المسؤولون من خارج منطقة الشرق الأوسط جهودهم لإرغام حلفائهم في المنطقة لأخذ مقترحنا بجدية.. إننا نعتقد بأن هذا المقترح يمكنه أن يشكل بداية جدية ومرة أخرى ندعو جميع جيراننا للمشاركة في هذا المشروع.

104-10