كيف أسكت السيد نصرالله كل الاصوات المحتجة على زيارة الخزعلي؟

كيف أسكت السيد نصرالله كل الاصوات المحتجة على زيارة الخزعلي؟
الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠١:٠٨ بتوقيت غرينتش

مفتاح خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالامس كان اعلانه باسم محور المقاومة، ان معركة السنوات العجاف قاربت على نهايتها بتحقيقانتصار، لتعود فلسطين الى صدارة الاولويات

العالم - لبنان 

هذه الرسالة الاكثر وضوحا حول وجود "استراتيجية" موحدة من أجل القضية الفلسطينية، استكملها مساء امس الجنرال قاسم سليماني عبر اتصاله بحركتي حماس والجهاد في غزة.. كلام السيد نصرالله كان كفيلا ايضا بإسكات كل الاصوات التي ارتفعت خلال الايام القليلة الماضية عن "سابق اصرار وتصميم" لتضخيم زيارة الامين العام لعصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي للحدود الجنوبية، صمت حزب الله عن تجاوزات البعض في هذه القضية، بات مفهوما اليوم بعد ان وضع السيد نصرالله «النقاط على الحروف» راسما معادلة جديدة للمواجهة مع "اسرائيل" جزء منها «الحشد الشعبي» وبالطبع «عصائب اهل الحق»، ما يعني ان كل التعليقات المعترضة كانت من جهة «لزوم ما لايلزم»، ومن جهة اخرى مجرد تسجيل موقف كما فعل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لجهة «غسل يديه» من الزيارة، وهذا امر مفهوم للرد على محاولات احراجه علنا ومن «تحت الطاولة» من قبل اصوات غير بريئة تحركت بإيعاز خارجي لمحاولة «التصويب» على اعادة احياء التسوية، ليس «لنسفها» لان الظروف غير مهيئة لذلك، بل لمحاولة تأطيرها ضمن «قواعد» جديدة لم تتضمنها اصلا...

هذه الخلاصة لاوساط وزارية بارزة تؤكد ان «النأي بالنفس» صامد لانه لم يتعرض اصلا لاي خرق، فما تم الاتفاق عليه لا علاقة له بالصراع مع "اسرائيل"، واذا كان من «رسالة» في ظهور الخزعلي على الحدود الجنوبية فهي ليست للداخل وانما لدولة الاحتلال، وكانت لتمر دون ضجيج داخلي لولا بقايا «الوصاية» السعودية في لبنان والتي حاولت «التشويش» على رئيس الحكومة... ورجحت تلك الاوساط ان يقفل هذا الملف قريبا لانه اصبح وراء جميع القوى الضامنة للتفاهم الجديد... اما انتقاد السيد نصرالله لنظام البحرين لاصراره على التطبيع، وادانته بالامس لاستمرار العدوان السعودي على اليمن، فليس خرقا «للنأي بالنفس» لان نص الاتفاق الاول الذي كان يتحدث عن وقف الحملات الاعلامية رفض بشكل قطعي، وما تم التفاهم عليه لاحقا اعطى كل فريق حق ابداء الرأي في الملفات الاقليمية، «والنأي بالنفس» هو عدم التدخل وليس عدم التصريح، لذلك فان التفاهم صامد والاتصالات التي جرت خلال الساعات القليلة الماضية اظهرت حرص الجميع بمن فيهم تيار المستقبل وحزب الله على المضي قدما بالتسوية التي تهدف اولا واخيرا الى الحفاظ على الاستقرار الداخلي ونأي لبنان عن حرائق المنطقة.