أبحاث جديدة تكشف حقائق خطيرة عن وسائل التواصل الاجتماعي

أبحاث جديدة تكشف حقائق خطيرة عن وسائل التواصل الاجتماعي
الأحد ٠٧ يناير ٢٠١٨ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

فيما يمكن أن يوصف بـ"وشهد شاهد من أهلها"، أكد تشاماث باليهابيتيا، نائب الرئيس السابق لشئون تنمية أعداد المستخدمين بشركة فيسبوك، أن منصات تواصل إجتماعي مثل فيسبوك وتويتر يمكن أن تزيد أواصر الترابط والتقارب بين الناس معا، ولكن في نفس الوقت يمكنها أن تحدث تأثيرا عكسيا.

العالم - العالم الرقمي 

وأعرب باليهابيتيا، خلال حديثه أدلى به على هامش مناسبة أقيمت مؤخرا في كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد، عن قلقه من أن منصات التواصل الإجتماعي أصبحت "أدوات تمزق النسيج الإجتماعي للمجتمعات".

وأكد باليهابيتيا أنه يشعر بذنب كبير لمشاركته في بناء شركة تعمل في هذا المجال.

وبحسب موقع "The Verge" المعني بتأثير التكنولوجيا على الإنسان، استشهد باليهابيتيا بالرسالة المزيفة على واتساب في الهند خلال مايو 2017، التي أدت إلى مقتل 7 أشخاص أبرياء في جريمة بشعة.

وأشار إلى أن التكنولوجيا الجديدة أصبحت ذات آثار أكثر قوة ودقة فيما يتعلق بأسلوب التفاعل بين الأشخاص وبعضهم البعض.

ويوضح باليهابيتيا أن التفاعلات مثل "أن تروق لك" likeصورة على فيسبوك أو "تفضيل" تغريدة على تويتر، ربما أصبح أكثر إشباعا على المدى القصير من أصل وأساس التواصل الحقيقي والعلاقات المجدية.

ودعا باليهابيتيا مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي إلى أخذ موقفا حاسما والإمتناع عن الدخول على مواقع التواصل الإجتماعي.

مشكلة حقيقية

وعقبت ليزبث كيم، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في علم النفس الإجتماعي في ولاية بنسلفانيا، والتي تدور أبحاثها عن وسائل التواصل الإجتماعية، على تصريح باليهابيتيا، في تصريح لموقع "Futurism" قائلة:

"أعتقد أنه (باليهابيتيا) يشير إلى قضية حقيقية للغاية تتعلق بالوسائط الإجتماعية والإشباع الفوري". وأضافت: "إنني أرى رسالته كتذكير هام بالجزء الذي قد نتجاهله عمدا في كثير من الأحيان".

وأكدت أن منصات التواصل الإجتماعية اليوم تسمح بسماع وتضخيم بل وإعطاء مصداقية لأي شخص. وهذا يمكن أن يسمح بتأصيل جذور أي شيء بدءا من مشكلات تسلط بسيطة عبر الإنترنت وصولا إلى حملات تحرش على نطاق واسع.

الجماعات الإرهابية

لقد رأينا أن الجماعات الإرهابية استخدمت منصات مثل تويتر و فيسبوك و يوتيوب في محاولة لجذب مجندين جدد.

وأنه تم الربط بين الإستخدام السلبي للهاتف الذكي وبين الإكتئاب والإنتحار في سن المراهقة، على الرغم من أن هناك في الوقت الحالي بعض المحاولات لاستخدام الذكاء الصناعي لرصد المستخدمين الذين ربما يكونون في خطر.

مثل أي نوع من التكنولوجيا الجديدة، يأتي تأثير وسائل التواصل الإجتماعية كإنعكاس لقاعدة المستخدمين.

وهناك دائما قدرة للناس على إساءة استخدام الأدوات المتوفرة لهم - ولكن هناك أيضا فوائد حقيقية جدا فقط إذا استخدمت هذه الوسائل والأدوات بشكل إيجابي.

الهرم الإجتماعي

وتقول كيم: "في حين أن هناك اهتماما متزايدا من الجمهور على الجانب المظلم لوسائل التواصل الإجتماعية، فإنني أشعر بالفضول إزاء ما يحدث عندما يحاول الناس استخدام منصات التواصل الإجتماعي لتحقيق الصالح العام.

تتمتع وسائل التواصل الإجتماعي بجميع أنواع الفوائد، مثل إتاحة المعلومات المفيدة لعامة الناس، والمساعدة على بناء المجتمعات المحلية، والسماح بالتواصل بين مختلف الفئات الإجتماعية.

ومع ذلك، فإن سلوك الناس العلني على وسائل التواصل الإجتماعية هو جزء واحد فقط من المعادلة - وينبغي أيضا أن تؤخذ ردود الفعل على هذا السلوك في الاعتبار.

أجرت كيم دراسة تضمنت مشاهدة المشاركين لسلسلة تعليقات معدة خصيصا للإختبار، وطلبت من كل مستخدم أن يتنافس مع الأخرين لكتابة ألطف تعليق.

وثبت أن الردود والتعليقات على الموضوع جاءت مختلفة بحسب نوع الشخص، ذكرا أو أنثى، وأن الأنثى كان تشعر بأنها غير محبوبة بدرجة أكبر وأكثر غضبا.

وأضافت كيم: "لقد رأى الأشخاص الذين قاموا بتحليل التعليقات أن المشاركة الأنثى كانت أكثر مصداقية بالمقارنة مع نظيرها الذكر.

إن هناك اختلافات واضحة بين الطريقة التي نتفاعل مع بعضنا البعض بشكل شخصي في الواقع، وأسلوب التواصل عبر الإنترنت في العالم الإفتراضي وأيضا في طريقة تعامل وردود الفعل عندما يكون التفاعل مع ذكر أو أنثى.

عندما نتمكن من فصل الشخص عن حسابه في وسائل التواصل الإجتماعي، فإنه يكون أسهل له أن يقوم بإساءة معاملة الأخرين، بدءا من المضايقات الطفيفة البسيطة ووصولا إلى تجاوزات أكثر خطورة.

وتقول كيم: "من الصعب تقديم ادعاء منفرد حول تأثيرات وسائل التواصل الإجتماعية على العلاقات الحالية".

الوقت كفيل بكشف المزيد

"ولكن مع مرور الوقت، ومع إجراء المزيد من الأبحاث لدراسة هذا التأثير، أعتقد أننا سنتوصل إلى فكرة أكثر دقة حول الميزات والأنشطة المحددة، التي بنيت في منصات مثل فيسبوك والتي تسهم في حدوث هذه النتائج الإيجابية والسلبية".

من المهم أن نتذكر أن وسائل التواصل الإجتماعية لا تزال ظاهرة جديدة نسبيا، على الرغم من أنها أصبحت جزءا كبيرا من الحياة اليومية لكثير من الناس. نحن ما زلنا نتعلم عن تأثيراتها على المجتمع ككل - ومن المهم أن نعتبر كل من الخير والشر الذي يأتي منه.

المصدر : اخبار 24

120-2