تجريم الفصل بين الجنسين في المدارس يثير جدلا في تونس

تجريم الفصل بين الجنسين في المدارس يثير جدلا في تونس
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

اتهم رجال دين ونشطاء تونسيون وزير التربية حاتم بن سالم بممارسة حرب على “الهوية” بعدما أصدر قرار جرّم بموجبه أي محاولة للفصل بين الجنسين في المؤسسات التربوية.

العالم - تونس

وكان بن سالم أصدر الثلاثاء قرارا يقضي بـ”منع تخصيص أقسام أو فضاءات للإناث وأخرى للذكور، أو تعمد الفصل بين المتعلمات والمتعلمين بأي وجه كان في الفصول أو القاعات أو الساعات والملاعب الرياضية ، وكل مخالفة لهذه الأحكام تمثل خطرا تأديبيا فادحا موجبا لمباشرة الإجراءات التأديبية ضد مرتكبيه وفق القوانين”، مشيرا إلى أن هذا القانون يهدف إلى المساواة بين الجنسين وعدم التمييز بينهما، مستندا إلى الفصل 21 من الدستور التونسي.

وأثار القرار بعض الانتقادات من قبل رجال الدين والنشطاء وبعض العاملين في الحقل التربوي، حيث كتب شوقي بن سالم (معلم): “شخصيا، لا أعرف أنّ في المدرسة التونسية فصلا بين الجنسين في الأقسام، الفصل قائم فقط في دورات المياه، اللهم إلاّ إذا كان السيد وزير التربية يريد ان تكون دورات المياه مشتركة بين الجنسين فهذا أمر آخر!”.

وأضاف على صفحته في موقع “فيسبوك”: “هذا المنشور في اعتقادي يشي أنّ السيد وزير التربية لا يفقه في التربية وليس له مشروع تربوي بل دُفع للمدرسة في اتون خلافات ثقافية وايديولوجية، فما مبرر هذا المنشور في منتصف شهر يناير (كانون الثاني)؟ ارفعوا أيديكم عن المدرسة فلو سقطت ستسقط الدولة”.

وأضاف مستخدم يدعى بهاء الدين يحيى “هو كوزير التربية السابق ناجي جلول، يسعى لإسعاد الأولياء و كسب رضاهم على حساب القيمة التعليمية والعملية التربوية، وافراغ المدرسة العمومية من محتواها نحو الهجرة الى المدارس الخاصة والتخفيض من الانفاق وايقاف الانتدبات”.

وانتقد الشيخ عادل العلمي (رئيس حزب تونس الزيتونة) هذا القرار، مشيرا إلى أنه يأتي في وقت “يتبع فيه العالم المتقدم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ويفصل بين الجنسين”، وأضاف أحد النشطاء “ما بعد الحداثة وزمن السيولة وغياب المعنى وفقدان القيمة، تلك هي العناوين الكبرى التي يشتغل عليها الوزير”، مشيرا إلى أن التلاميذ يحتاجون أساسا إلى المزيد من الاهتمام بالأخلاق التي قال إنها بلغت مستوى مدنيا جدا في المدارس التونسية.

وكتب آخر يُدعى منصف الشامخ “يجروننا جرا إلى مربع صراع الهوية من اجل قضايا فاشلة”، وأضاف بتهكم “بهكذا “إنجاز″ يمكننا ان نبارك إنهاء إصلاح المنظومة التربوية والتقدم بالتعليم من الصفوف الأمامية لدول المتحضرة، ولا تقولوا بعد ذلك أن ثمة من يحرّض ضد إنجازات الحكومة”.

وهذه ليس المرة الأولى التي تثير فيها مواقف وقرارات القائمين على القطاع التربوي الجدل في تونس، حيث أكد وزير التربية السابق ناجي جلول أن المدارس التونسية تخرج الإرهابيين وهو ما عرضه لعاصفة من الانتقادات وصلت لحد المطالبة بإقالته بعد اتهامه بـ”إهانة” القطاع التعليمي وتشويه صورة البلاد.

 

المصدر: القدس العربي   
 

كلمات دليلية :