كيف كانت الجماعات المسلحة تجند الأطفال وتستخدمهم بالعراق وسوريا؟

كيف كانت الجماعات المسلحة تجند الأطفال وتستخدمهم بالعراق وسوريا؟
السبت ١٧ فبراير ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة الواشنطن بوست، تقريرا بشأن كيفية توظيف داعش للأطفال الذين تقل اعمارهم عن 7 سنوات واستخدمهم كمقاتلين وسعاة وسائقين وحراس.

العالم - سوريا
 

وبحسب الصحيفة فأن دراسة جديدة لجامعة الأمم المتحدة، حللت أنماط تجنيد الأطفال من قبل 10 من الجماعات المسلحة الرئيسية المشاركة في الصراعات المرتبطة جغرافيا في سوريا والعراق، حيث وجدت أنه في حين أن مسارات الأطفال داخل وخارج الجماعات المسلحة نادرا ما تكون خطية وأدوارها مائعة، ما زلنا نرى عدة أنماط.

وتضمنت الدراسة أدلة من مقابلات متعمقة مع 144 فردا، من بينهم 16 طفلا و 33 شخصا بالغين مرتبطين سابقا أو سابقا بالجماعات المسلحة، ودراسة استقصائية تجريبية لـ 45 طفلا عراقيا محتجزين في إطار إصلاح الأحداث في أربيل بتهمة الانضمام إلى “داعش”، وقد تم تغيير جميع الأسماء أو تفاصيل الهوية لحماية الذين تمت مقابلتهم.

وكان احد الصبيان العراقيين يعمل في مصنع للصلب في محافظة نينوى، و منذ انقطاعه عن المدرسة الابتدائية قد تم تجنيده أولا من قبل “داعش” في سن 17 عاما لطهي الطعام للمقاتلين.

وعلى الرغم من أن الجماعة قتلت والده، وهو ضابط شرطة سابق، فإن وظيفة “داعش” دفعت أفضل من المصنع وساعدته على دعم والدته وستة أشقاء، وفي نهاية المطاف هرب إلا أنه قبض عليه من قبل قوات الأمن الكردية وحكم عليه بالحبس في إصلاح الأحداث في أربيل.

سائقو تجنيد الأطفال في العراق وسوريا

الأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراع غالبا ما يشعرون بالعجز، والجماعات المسلحة توفر لهم شعورا بالسيطرة في بيئة فوضى لا يمكن التنبؤ بها.

وقال العديد من الأطفال الذين تمت مقابلتهم أو شملتهم الدراسة أنهم انضموا إلى الجماعات المسلحة من أجل الحماية أو البقاء.

وانضم صبي عراقي يبلغ من العمر 17 عاما يعاني من أمراض القلب إلى جماعة “داعش” مقابل الوعد بإجراء عملية جراحية مجانية لم يتمكن من تحملها.

كما انضم الأطفال أو تزوجوا من أفراد الجماعات المسلحة “كنوع من صفقة الحماية”، بحسب أحد الأشخاص الذين أجريت الصحيفة معهم مقابلات.

كما يرتبط تجنيد الأطفال من قبل هذه الجماعات المسلحة ارتباطا وثيقا بأشكال أخرى من الاستغلال، بما في ذلك عمل الأطفال والزواج المبكر والاعتداء الجنسي والاتجار.

ولأن هذه الممارسات المختلفة تتفاعل في كثير من الأحيان مع بعضها البعض وتضخيم بعضها البعض، فإن الطفل الذي يعاني من تجربة واحدة من المرجح أن يختبر الآخرين.

وكثير من الأطفال الذين أجريت الصحيفة معهم مقابلات واستطلعت للدراسة كانوا قد تسربوا من المدارس في السابق، وكانوا يعملون في أشكال عمل منخفضة الأجر وغير متطورة وغير خطرة في وقت تجنيدهم.

وطالب أحد المحتجزين البالغ من العمر 16 عاما والذي ترك المدرسة في التاسعة من عمره لبيع الدجاج بإذن والده، بالتحرك للحصول على وظيفة أفضل، لكنه انضم إلى جماعة “داعش” للهروب من ما رأى مهنة مسدودة مع “لا مستقبل”.

والخروج من الجماعات المسلحة أمر ممكن، ولكن الأطفال الذين يسعون إلى فك الارتباط – إما طوعا، عن طريق الفرار أو الإكراه، عن طريق الاستيلاء والسجن – يجب أن يتغلبوا على الحواجز الاجتماعية والقانونية والاقتصادية والنفسية الحادة.

وقد وجدت الدراسة أن بعض الأطفال الذين انسحبوا من الجماعات المسلحة مهتمون بالعودة إلى المدرسة. ومن بين ال 45 محتجزا من الأحداث الذين شملهم الاستطلاع، قال 79 في المئة من الذين ردوا أنه إذا تم الإفراج عنهم، فإن التعليم أو التدريب المهني سيكون أهم مورد لتحقيق أهداف حياتهم.

وفي الموصل والمناطق الأخرى التي كانت تسيطر عليها “داعش” سابقا، أعيد فتح المدارس، الا ان العديد من الأطفال السوريين والعراقيين ما زالوا يجدون أنه من المستحيل تصور مستقبل غير عنيف بسبب الصدمة التي تعرضوا لها، والعقبات التي تعترض إعادة الإدماج، واستمرار قربهم من صراع لا نهاية له في الأفق.


وكالات

106-10