هل تشكل دمشق صحوات كردية لاستهداف القواعد الأميركية؟

هل تشكل دمشق صحوات كردية لاستهداف القواعد الأميركية؟
الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠١٨ - ٠٥:٣١ بتوقيت غرينتش

لم تكن العلاقة الأميركية ـ التركية في أحسن أحوالها منذ فترة، الورقة الكردية كانت بمثابة شفرة هددت بقطع شعرة معاوية بين أنقرة وواشنطن، لكن الأخيرة تعلم تماماً مدى أهمية تركيا ضمن صفوف حلف الأطلسي، ولن تضحي بذلك على حساب قلة حالمة بانفصال.

العالم - مقالات وتحليلات

الأميركي استطاع بعد احتلال العراق تحقيق حلم آل البرزاني بإقليم خاص، لكن في سوريا الأمر مختلف، وقف كل من الروسي والإيراني والتركي والحكومة السورية في وجه ذلك الحلم وتم وأده سريعاً.

الأميركي يعيد حساباته، صحيح هو لن يتخلى بشكل مباشر عن مقاتلي الأكراد، والذريعة داعش، لكن ريثما يتم الانتهاء من تدريب ما أسموه بـ”جيش سوريا الجديد” في التنف فإن الأميركان سيعتمدون على الأكراد في الشرق السوري، خصوصاً بعد إقامة قواعد عسكرية في الشمال والشرق السوريين.

تلك القواعد لن يكون بالإمكان حمايتها دون وجود بيئة حاضنة لها، وواشنطن تريد الحفاظ على تلك البيئة الحامية لقواعدها وهو ما يفسر استمرار الدعم الأميركي للميليشيات الكردية على الرغم من الغضب التركي.

في آخر محاولات الغزل الأميركي لتركيا، ذكر المتحدث باسم الإدارة الأميركية مايكل أنطون، بأن البيت الأبيض على علم باتهامات سورية لتركيا باستخدام أسلحة كيميائية ضد الأكراد في عفرين، مستبعدا إمكانية حصول ذلك.

لقد أراد الأميركي أن يقول للتركي بأنه حليفه الحامي له، وأنه يمكن لواشنطن وأد أي مشروع عقابي للحكومة التركية، كما يمكنه إعادة تسخينه على نار الأمم المتحدة عندما تستدعي الحاجة.

التركي فهم الرسالة وهو لن يحتاج من الأميركي سوى لضمان عدم اقتراب الأكراد، وعدم دعم إقامة كيان خاص بهم.

وما عدا ذلك يمكن التباحث فيه، فيما يبقى الأكراد هم الحلقة الأضعف في تلك اللعبة، الأمر الذي قد يجعلهم يقلبون الطاولة على الأمريكي في حال الغدر بهم، ويتعاونون مع الحكومة السورية على قتال الوجود الأميركي في مناطقهم.

فهل تشكل دمشق صحوات كردية لقتال الأميركي؟ واشنطن في موقف لا تُحسد عليه إما الغرق في وحول الشرق السوري أو زيادة الخلاف مع التركي.

علي مخلوف - عاجل

2-4