بلومبيرج:

المشروع النووي السعودي مهدد بالفشل

المشروع النووي السعودي مهدد بالفشل
الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

قال موقع بلومبيرج الإخباري الأميركي إن المعارضة لأي اتفاق تعقده الولايات المتحدة مع السعودية لإمدادها بتكنولوجيا الطاقة النووية تزداد يوماً بعد يوم، بسبب تصريحات لقيادة سعودية أكدت فيها أن الرياض ستطور سلاحاً نووياً، إذا ما امتلكت طهران واحداً، وذلك رغم الجولة التي يقوم بها حالياً وفد سعودي في الولايات المتحدة للترويج لسياساته.

العالم - السعودية

وأكد الموقع في تقرير له أن احتمال مشاركة شركات أميركية في بناء ما يقدّر بـ 16 مفاعلاً نووياً تسعى إليه المملكة، يُنظر إليه على أنه شريان حياة جديد للشركات العامة في هذا المجال، والتي تعاني خسائر وركوداً كبيرين جراء تراجع الصناعة النووية في أميركا.

وذكر التقرير أن ما زاد من تلك المعارض، هو التقارير التي تحدثت عن تفكير إدارة ترمب بالسماح للنظام السعودي بتخصيب اليورانيوم، وهو ما يخالف ما يسمى « المعيار الذهبي» الذي وضع كشرط للاتفاق النووي مع دويلة أبوظبي، الذي يتيح لها توليد الكهرباء من الطاقة النووية، لكنه يحظر عليها تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته.

وأوضح التقرير أن فكرة تخصيب السعودية لليورانيوم على أراضيها واجهت معارضة شرسة في الكونجرس الأميركي، مع قول مشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إن إقرار النظام السعودي باحتمال سعي الرياض لبناء مفاعل نووي كان سبباً في إيقاف المفاوضات بين الطرفين.

ونقل التقرير عن النائبة الجمهورية ورئيسة اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية بمجلس النواب إليانا روس ليتنين قولها «إن فكرة حيازة السعودية لبرنامج نووي مع القدرة على تخصيب اليورانيوم تمثّل مبعث قلق للأمن القومي الأميركي».

وعبّرت روس ليتنين عن أسفها أن الإدارة الأميركية الحالية تنظر إلى الاتفاق النووي مع السعودية من منظور اقتصادي وتجاري، بينما لا تمثل التداعيات القومية الوطنية إلا عوامل صغيرة عند التفكير في الأمر، إن لم تكن لا تأخذها في الاعتبار أصلاً.

وعملياً، يمكن للكونجرس الأميركي إعاقة الاتفاق النووي مع السعودية من خلال قانون مشترك بين الحزبين، لكن هذا القرار سيكون عرضة لفيتو رئاسي، ومعه قد لا يمكن التفوق على الفيتو لأنه يتطلب تصويت أكثر من ثلثي الأعضاء.

ولفت التقرير إلى أن فكرة السماح للسعودية بإعادة معالجة الوقود النووي المستنفذ إلى بلوتونيوم مخصص لصناعة الأسلحة النووية، كانت فكرة تلقى معارضة بالفعل من قبل شخصيات قوية داخل الكونجرس، حتى قبل أن تؤكد الرياض مخاوفها بشأن إيران. وانتقد السيناتور كريس ميرفي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ طموحات السعودية، وقال: «إن الرياض أكدت الشكوك الموجود منذ وقت طويل لدى الكثيرين، وهي أن الطاقة النووي في السعودية ليست لإنتاج الكهرباء فقط، بل لدعم نفوذها الجيوسياسي».

 أعضاء بارزون آخرون في الكونجرس مثل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب كوركر، صرّح بأنه أطلع إدارة ترمب على معارضة الديمقراطيين والأميركيين لأي اتفاق مع السعودية يسمح لها بتخصيب اليورانيوم.

ولا يلقى البرنامج النووي الذي يطمح النظام السعودي لبنائه معارضة من مؤسسات أميركية فحسب، بل هناك أيضاً سياسته الإقليمية والداخلية، إذ يسعى أعضاء في الكونجرس الأميركي لوقف دعم واشنطن للنظام السعودي ونظيره الإماراتي في حرب اليمن، التي قتلت عشرات آلاف المدنيين وسببت كارثة إنسانية هي الأسوأ عالمياً.

وعبّرت أيضاً جماعات حقوقية عن قلقها إزاء حملة القمع التي ينفذها بن سلمان ضد خصومه في الداخل، في محاولة منه لتعزيز سلطته.