الغوطة الشرقية التحتا

الغوطة الشرقية التحتا
الخميس ٠٥ أبريل ٢٠١٨ - ١٢:٣٧ بتوقيت غرينتش

مازال السواد عن ثغور العاصمة وانتعشت شوارعها برائحة الياسمين وأخضرت مروج الغوطة الشرقية تحت عيون العلم السوري.

العالم - سوريا

ما زال الإنجاز الكبير للجيش السوري في غوطة دمشق الشرقية يلقى الصدى الواسع في الأوساط المحلية والعالمية، لتصبح المعركة الأهم على التراب السوري خلال السنوات السابقة.

الجيش السوري لم يحرر الغوطة الشرقية المعروفة بمزارعها ومدنها وبلداتها فقط بل حرر ما هو أهم بكثير، فالأنفاق التي اُكتشفت تحت تراب الغوطة توضح الإنجاز العسكري غير المسبوق في تاريخ الحروب على الكرة الأرضية. حيث تعتبر تجهيزات الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية عامة والقطاع الأوسط خاصة بالنسبة للأمور اللوجستية والتكتيكية والدفاعية من أعقد الوسائل العسكرية التي قد تواجه الجيوش، وتمكن الجيش السوري من تخطيها بشكل ملفت وبسرعة وصفت بالقياسية.

المشاهد المصورة التي وصلت من داخل الأنفاق العنكبوتية والطبقية تحت جوبر وعين ترما وكفر بطنا وعربين وزملكا وحرستا توضح أنها تصلح لأن تكون مترو أنفاق وليست معابر لوجستية للسيارات والمشاة وملاجئ للمسلحين فقط، كما أن غرف التحكم والقيادة للجماعات المسلحة تصنف من أحصن المقرات قياساً بالمناطق الأخرى لإنشائها تحت الأرض وتحصينها بطبقات من الإسمنت المسلح.

وعملت الجماعات المسلحة على ربط مناطق سيطرتها في بلدات الغوطة الشرقية بشبكات من الأنفاق والخنادق المعقدة للاحتماء من ضربات الجيش السوري، ووضعت بداخلها مستودعات الذخيرة والعتاد الثقيل ومدافع الهاون وقذائفها التي كانت تمطر المدنيين في العاصمة دمشق، وتم تجهيز الأنفاق بالمستشفيات الميدانية وفتح التهوية والأنارة وتجهيزها بشبكة اتصالات متطورة.

وبالمقارنة العسكرية مع حروب الجيوش المنظمة في الدول المجاورة، يعتبر دخول الجيش السوري إلى الغوطة الشرقية إعجاز عسكري بدون مبالغة، فعلى سبيل المثال لم يتمكن (جيش الإحتلال الإسرائيلي) من التقدم لو مئات الأمتار في قطاع غزة بسبب الأنفاق وكذلك في جنوب لبنان في حرب الـ2006.

انتصر الجيش السوري في معركة الغوطة الشرقية بعد إرغام المسلحين على الاستسلام ليرحلوا إلى محافظة إدلب عقب سلسلة من الهجمات الشرسة المتتالية، ويعالج الجيش السوري ملف دوما حالياً بترحيل مسلحيها إلى جرابلس ليعلن قريباً سيطرته على كامل الغوطة الشرقية وتحرير مئات آلاف المدنيين ممن حاصرهم الإرهابيين وآلاف المختطفين.

محمد كحيلة / دمشق الآن

109-1

تصنيف :