استنفارٌ وتوتّرٌ على الحدودِ التركيّةِ السوريّة

استنفارٌ وتوتّرٌ على الحدودِ التركيّةِ السوريّة
الجمعة ٠٦ أبريل ٢٠١٨ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

تستمرُّ حالةُ التوتّر على الحدودِ السوريّةِ التركيّة، وتحديداً عند مدينةِ المالكيّة السوريّة في أقصى شمالِ البلادِ، على خلفيّةِ استهدافِ الجيشِ التركيّ لمواقعَ وحداتِ حمايةِ الشّعبِ الكرديّةِ وقوّاتِ الأسايش بقذائفِ المدفعيّةِ التي سقطت في محيطِ معبرِ سيمالكا النهريّ الذي تستخدمه القوات الأميركية لنقلِ التعزيزاتِ العسكريّةِ إلى الأراضي السوريّة.

العالم - مقالات وتحليلات

وعَلِمَت وكالةُ أنباء آسيا من مصادرَ داخلَ معبر سيمالكا أنَّ الاستهدافَ أدّى إلى تعطيلِ الحركةِ المروريّةِ في المعبرِ ووقفِ كافّةِ العمليّاتِ التجاريّةِ بين الإدارةِ الذاتيّةِ الكرديّة وإقليمِ شمال العراق، منوِّها إلى أنَّ الاستهدافَ أدّى إلى إحداثِ أضرارٍ مادّيّةٍ بمحيطِ المعبر، نافياً استهداف المبنى المدنيّ للمعبرِ، وغالبيّةَ القذائفِ كانت أقربَ إلى مراكزِ الوحداتِ الكرديّةِ وقوّاتِ الأسايش .

وبيّنت مصادرُ أهليّةٌ في منطقةِ المالكيّة خلال تصريحها لمراسلِ آسيا أنَّ الاستهدافَ ركّزَ على مواقعَ للأكرادِ، ومن بين المواقعِ التي تمَّ استهدافها حاجزٌ لقوّاتِ الأسايش في قرية “خراب رشك” ما أدّى إلى إصابةِ اثنين من عناصرِ الأسايش.

المصادرُ ذاتها قالت: “إنَّ وحداتِ حمايةَ الشّعبِ الكرديّةِ ردّت على مصادرِ النيرانِ في الأراضي التركيّة، واستمرّت عمليّةُ الاستهدافِ والاشتباكاتِ المتقطّعةِ في المنطقةِ لأكثر من ساعتين، تلاها قدومُ وفدٍ من القوّاتِ الأميركيّةِ إلى منطقةِ المعبرِ لتفقّدِ الأضرارِ التي طالت مرافقَ المعبرِ خاصّةً من جهتهِ الشّماليّةِ الغربيّة.

وأشارت المصادرُ إلى أنَّ الاستهدافَ جاءَ تزامناً مع استعدادِ أنصارِ حزبِ الاتّحاد الديمقراطيّ في مدينةِ رميلان للاحتفالِ بـ”عيدِ ميلادِ عبد الله أوجلان” الذي اعتبرتهُ الإدارةُ الذاتيّةُ الكرديّة يومَ عطلةٍ في كافّةِ إداراتِها ومؤسّساتِها، منوِّهةً إلى أنّهُ تمَّ إنزالُ كافّةِ صورِ عبد الله أوجلان في مدينةِ رميلان ومن السّاحاتِ العامّةِ التي تمَّ اعتمادُها من قِبَلِ الإدارةِ الذاتيّةِ الكرديّةِ للاحتفالات.

وعبّرَ الأهالي عن استيائِهم من الوضعِ وحالةِ التوتّرِ التي باتت تهدّدُ وجودهم في المنطقةِ، وأدّت إلى انقطاعِ مصادر رزقِهم، فأكثر من 1000 هكتارٍ من الأراضي الزراعيّةِ خرجت عن الاستثمارِ بسببِ عمليّاتِ القنصِ والاستهدافِ المُتكرِّرِ للبشِر والمواشي في المنطقةِ ولا سيّما القريبةِ من الحدودِ التركيّةِ إضافةً إلى فقدانِ الأهالي جزءاً من أراضيهم بعد أنْ أقدمَ الأتراكُ على تغييرِ مجرى نهرِ دجلة ومنعِ التّجوالِ في المنطقة.

وبحسب مصدرٍ مُطّلعٍ قالَ لآسيا: “حالةُ الخوفِ لمْ تقتصرْ على الأهالي؛ بل شَمِلَت أيضاً القياداتِ الكرديّة بشكلٍ عامّ، إذ لجأت خلالَ الفترةِ السّابقةِ إلى إخلاءِ كثيرٍ من المعسكراتِ وإفراغها بشكلٍ كامل، كما حصلَ في معسكرِ تل عدس بمدينةِ رميلان، خوفاً من استهجافِ الطيرانِ التركيّ لمواقعِهم .

وتابعَ المصدرُ أنَّ لجوءَ الجيشِ التركيّ إلى إزالةِ أجزاءٍ من الجدارِ الأسمنتيّ مقابل رأسِ العين والدرباسيّة ومناطقَ أُخرى يُؤكّدُ أنَّ هناكَ نيّةً حقيقيّةً لدى الجيشِ التركيّ للدخولِ إلى مناطقِ وجودِهم ولنْ يكتفيَ الجيشُ التركيّ بعفرينَ، وهذا ما رفعَ مستوى المخاوفِ والتّصريحاتِ الأخيرةِ للجيشِ التركيّ نهايةَ الشّهرِ الفائت عندما بدأ بالاستعدادِ لتطهيرِ عين العرب وتل أبيض ورأس العين والحسكة وصولاً إلى الحدودِ العراقيّةِ من المجموعاتِ الإرهابيّة”.

وفي السّياقِ ذاته، أكّدت مصادرُ خاصّةٌ لآسيا المعلوماتِ التي تحدّث عن عرضٍ مشروط قدّمتهُ قياداتٌ في الإدارةِ الذاتيّةِ الكرديّةِ إلى السّلطاتِ المحلّيّةِ التابعةِ للدولةِ السّوريّةِ بالمحافظة يتضمّنُ رفعَ العلمِ السّوريّ على المناطقِ الحدوديّةِ دونَ أيّ وجودٍ للجيشِ السوريّ أو القوى الأمنيّة السّوريّة، الأمرُ الذي قُوبِلَ بالرفضِ من قِبَلِ القياداتِ المحلّيّة.

جميل محمد - آسيا

2-10