عندما تنتفض الضفة الغربية ضد عقوبات سلطة عباس على قطاع غزة

عندما تنتفض الضفة الغربية ضد عقوبات سلطة عباس على قطاع غزة
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

خرج مئات الفلسطينيين مساء الأحد في مسيرة - تعتبر هي الأولى من نوعها - دعا اليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطة الفلسطينية بدفع رواتب موظفي قطاع غزة.

العالمفلسطين

وطالب المشاركون في المسيرة التي ضمت المئات، عباس بتحمل مسؤولياته تجاه غزة بظل الوضع الكارثي الذي يحياه سكان القطاع والحصار المفروض عليهم منذ 12 عامًا.

وشددوا في هتافاتهم على رفع العقوبات عن غزة وهي حزمة إجراءات عقابية فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع بإبريل 2017.

وشهدت المسيرة اشتباكات بالأيدي بين بعض المشاركين ومناصرين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال البعض إنهم من أفراد الأجهزة الأمنية بلباس مدني.

وردت حركة فتح على المسيرة بتعليق لافتات كبيرة على واجهات عدد من البنايات وسط مدينة رام الله كتب عليها "الانقلاب الحمساوي هو سبب كل المصائب".

كما دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية للمشاركة في اعتصام احتجاجي بمدينة رام الله يوم الثلاثاء للمطالبة برفع الإجراءات العقابية التي يفرضها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومة الوفاق على قطاع غزة.

وذكرت الشبكة في بيان لها أن الاعتصام سيكون أمام مقر منظمة التحرير الفلسطينية؛ وذلك بعد التجمع قرب دوار المنارة وسط رام الله غدًا الثلاثاء الساعة 11 ظهرًا.

وأوضحت أن الاعتصام يأتي "للمطالبة برفع الإجراءات العقابية التي يفرضها الرئيس وحكومته على أهلنا في غزة".

وشددت الشبكة على المدعوين ضرورة الوقوف أمام مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية، ونعلي صوتنا ضد العقوبات.

وفرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جملة من العقوبات على قطاع غزة بأبريل 2017 بدعوى إجبار حركة حماس على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها جراء عدم اضطلاع الحكومة بمهامها، ورغم حلها في سبتمبر بذات العام إلا أن العقوبات تواصلت وزادت في أبريل الماضي ليصل الخصم من رواتب الموظفين إلى نحو 50%.

يذكر أن حركة فتح في قطاع غزة طالبت قبل أيام حكومة الوفاق برفع الإجراءات العقابية التي تتخذها السلطة الفلسطينية ضد القطاع وصرف رواتب الموظفين ومستحقاتهم كاملة وبشكل فوري ومعاملتهم أسوةً بنظرائهم في الضفة الغربية المحتلة.

ومن جانبه أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أن مسيرة رام الله التي طالبت برفع العقوبات عن غزة هي بداية صحوة حقيقية، وتأتي لرفض بيع الوهم لغزة.

وقال خريشة في تصريحات صحفية: إن هذا الحراك يأتي لرفض بيع الوهم الذي مارسه عدد كبير من القيادات على أهلنا بغزة، وادعاء أن عدم صرف الرواتب لأسباب فنية بينما هم شركاء في الحصار.

وأردف "لا يمكن مكافأة من يقاوم بفرض الحصار عليه، ولذا فإن حراك رام الله هو بداية لحراك أوسع، وفي حال لم تتم الاستجابة للمطالب ستكبر الدائرة، وتشمل كل الوطن الفلسطيني".

وأوضح النائب في التشريعي أن الحراك برام الله يحمل رسالة واضحة لكل من يعنيه الأمر وخصوصا محمود عباس وبطانته التي سولت له لحصار غزة الذين راهنوا على انفجار الغزيين بوجه المقاومة، لكنهم انفجروا بوجه الاحتلال.

كما ثمنت حركة "حماس"، خروج الفلسطينيين في مدينة رام الله، للمطالبة برفع العقوبات التي فرضتها السلطة مؤخرا على قطاع غزة وضد استمرار الإنقسام.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وقال أبو زهري: "مسيرات أهلنا في رام الله دليل على وحدة شعبنا. وغزة اليوم أشد عنفوانا واعتزازا بمشاعر الضفة الصادقة".

ولفت إلى أن "استجابة السلطة لمطالب الشعب برفع العقوبات عن غزة، تمثل مدخلا طبيعيا لاستعادة الوحدة ومواجهة المخاطر والمؤامرات (في إشارة إلى تلك التي تحدق بالقضية الفلسطينية)".

وأكد أن بأن الحراك ضد عقوبات السلطة الفلسطينية على قطاع غزة "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وذكر أنه "جاء لإنهاء هذا السلوك اللأخلاقي واللاوطني (في إشارة إلى الإجراءات المتخذة ضد غزة)".

وقال أبو زهري: "كل محاولات السلطة الفلسطينية للتضليل والخداع باءت بالفشل".

ومن جانب آخر دعا خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى استمرار وتصعيد الحراك الشعبي في الضفة الغربية وغزة والمخيمات في الشتات ، والضغط على القيادة المتنفذة في المنظمة والسلطة من أجل إلغاء جريمة العقوبات على قطاع غزة.

وقال عبد المجيد في بيان صحفي، إن الجماهير الفلسطينية التي خرجت بمسيرات حاشدة في رام الله وبيت لحم، أكدت رفضها للعقوبات المفروضة على شعبنا في القطاع الصامد من قبل قيادات السلطة والمنظمة، كما تمثل دعماً وإسناداً لمسيرات العودة التي قلبت المعادلات وأربكت الاحتلال ووجهت صفعة لصفقة القرن، وأثبتت أن وحدة الشعب أقوى من الحصار وممارسات الإحتلال وعقوبات سلطة رام الله التي تستهدف ضرب ارادة الصمود والنضال الشعبي في القطاع الباسل.

وأضاف عبد المجيد الذي يشغل أمين سر فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا "إن العقوبات والحصار والمراهنة على إخضاع وتركيع شعبنا من خلال الاستمرار بتجويع أهالي غزة، ومحاولات تجزأته كلها فشلت.

وأشار إلى، أنّه على العدو الإسرائيلي والقيادة المهيمنة على السلطة والمنظمة أن يعيدوا حساباتهم، فالجماهير التي خرجت بالأمس في رام الله وبيت لحم وكذلك مسيرات العودة في غزة قادرة على كسر الحصار ومواجهة العقوبات الجائرة والحفاظ على حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية وفرض واقع جديد في مواجهة كل هذه الجرائم العقابية التي تفرضها قيادة رام الله.

وعلى ما يبدو فإن رقعة دائرة الاحتجاجات ضد سياسات السلطة الفلسطينية تجاه غزة وتجويعها لأهالي القطاع بهدف تركيعهم تتسع وقد لا تكون بإمكان السلطة السيطرة عليها نظرا لانضمام فصائل أخرى غير حركة حماس التي تحاول سلطات رام الله أن تستهدفها عبر سياسات خاطئة تجاه حاضنتها قطاع غزة المحاصر أصلا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

216

تصنيف :