هل سيرى العالم كوريا الشمالية بحلة جارتها الجنوبية؟

هل سيرى العالم كوريا الشمالية بحلة جارتها الجنوبية؟
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

للمرة الاولى يجتمع رئيس أمريكي بزعيم كوري شمالي وجها لوجه، بعد عقود من التوتر بين البلدين، على خلفية عدد من الملفات أبرزها طموحات بيونغ يانغ النووية.

 العالم-امریکا

و في فندق كابيلا داخل جزيرة سينتوس بسنغافورة  وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم الثلاثاء مذكرة تفاهم تؤكد التقدم المحرز في المفاوضات بينهما والالتزام بمواصلتها.

وقال ترامب عقب توقيع الوثيقة إن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستفاجآن العالم بنتائج القمة المحرزة، مضيفا أن الوثيقة الموقعة "شاملة ومهمة للغاية".

ووعد الرئيس الأمريكي بتطوير العلاقات الأمريكية-الكورية الشمالية سريعا، قائلا: "خلال قمتي مع كيم نشأ بيننا رابط خاص ومستعد لاستقبال كيم في البيت الأبيض"!

وأشار ترامب في حديثه إلى أنه سيجتمع مع الزعيم الكوري الشمالي مرات عديدة في المستقبل، وقال: "سنلتقي أكثر من مرة".

من جانبه، أعرب الزعيم الكوري الشمالي عن شكره لترامب، قائلا: "توقيع هذه الوثيقة التاريخية... يعلن عن بداية جديدة، وتغييرات كبيرة".

و حول عملية نزع السلاح النووي أكد الرئيس الاميركي ان " العملیة ستبدأ قريبا جدا"، بعد عقد من التوتر حول الطموحات النووية لبيونغ يانغ.

لكن صياغة الوثيقة الموقعة غامضة جدا خصوصا في ما يتعلق بمواعيد تنفيذ بنودها، مشيرة الى مفاوضات لاحقة من اجل تطبيق ما ورد فيها.

وسيتولى وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو المفاوضات، بعد ان لعب دورا اساسيا في اعادة اطلاق الحوار مع بيونغ يانغ.

وتعهد كيم بموجب الوثيقة "ان يلتزم بشكل ثابت وحاسم نزع سلاح نووي كامل من شبه الجزيرة الكورية".

ويعتقد فيبين نارانغ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا  ان "كوريا الشمالية لم تقدم اي جديد في تعهداتها منذ 25 عاما".

وتابع "ليس هناك ما يدعو الى الاعتقاد بان هذه القمة ستؤدي الى نتيجة اكبر على مستوى نزع السلاح النووي".

ويتّفق محللون ومؤرخون على ان نظام بيونغ يانغ بات يتقن فن اطلاق الوعود وعدم تنفيذها، بعد ان تم التوصل بين 1994 و2005 الى اتفاقات لم يتم تطبيق اي منها.

وفي مؤتمر صحافي أكد الرئيس الاميركي ان العقوبات على كوريا الشمالية ستظل قائمة حتى ازالة "التهديد" الذي تشكله الاسلحة النووية.

لكن ترامب قدم في المقابل تنازلا، فقد اعلن انه سيوقف المناورات العسكرية السنوية مع سيول التي يعتبرها الشمال "استفزازية للغاية".

وشهدت قمة سنغافورة، وهي الاولى بين رئيس اميركي في السلطة وزعيم كوري شمالي عدة مصافحات بين الرجلين، في مشاهد بدت مستحيلة قبل اشهر حين بدت واشنطن على شفير النزاع مع بيونغ يانغ بعد تبادل الرجلين الاتهامات والشتائم.

وابدى ترامب استعداده لزيارة بيونغ يانغ "عندما يحين الوقت"، ودعا كيم الى زيارة البيت الابيض.