طائرات ورقية تتفوق على طائرات حربية متطورة في غزة

طائرات ورقية تتفوق على طائرات حربية متطورة في غزة
الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٥٠ بتوقيت غرينتش

حول الشبان على حدود قطاع غزة طائرات ورقية صغيرة كاقوى سلاح ضد المستوطنين المتواجدين على حدود قطاع غزة حيث جعل هذا الامر قادة الاحتلال واجهزتهم الامنية والعسكرية بان يواجهوا كابوسا لايمكنهم التخلص منه.

العالم - فلسطين المحتلة

واتخذ الفلسطينيون خلال مسيرة العودة الكبرى؛ انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي، طرقًا جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي باتت أكثر نجاحًا من الحجر، من خلال استخدام الطائرات الورقية المحملة بالزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة.

حوّل الشبان الطائرات الورقية إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.

ونجح الشبان بإحراق آلاف الدونمات المزروعة للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة بواسطة تلك الطائرات؛ ردًّا على مجازر قوات الاحتلال بحق متظاهري مسيرة العودة السلميّين.

وهددت "وحدة الطائرات الورقية الحارقة" بمخيم العودة وسط قطاع غزة بتوسيع دائرة استهداف الحقول الزراعية للمستوطنين، حتى 40 كيلومترا خارج قطاع غزة، متوعدة بإطلاق 5 آلاف طائرة ورقية مشتعلة.

وتسببت تلك الطائرات، باحتراق مساحات واسعة من أراضي المستوطنين المزروعة بالقمح والشعير، وكذلك باحتراق مئات الدونمات من الغابات، ما كبد الاسرائيليين خسائر مالية بالغة بسبب احتراق محاصيلهم، واضطرار بعضهم إلى حصادها بشكل مبكر.

وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن بعض الحرائق حرجت عن السيطرة بسبب درجات الحرارة العالية.

وتقول تل أبيب إنها تعتزم الاستقطاع من أموال الضرائب التي تحولها إلى الفلسطينيين، من أجل تعويض المزارعين الإسرائيليين المتضررين من هذه الطائرات الحارقة.

وزعمت الصحافة الاسرائيلية ان تكلفة اطفاء الحرائق فقط بلغت مليوني شيكل، فيما قدم المستوطنون 65 مطالبة بالتعويضات نتيجة بأضرار ناتجة من الطائرات الورقية إلى حكومة الاحتلال، مشيرة الى ان التقديرات توضح ان الخسائر تقدر بـ 7 ملايين شيكل بفعل الحرائق منذ مارس الماضي.

وشبّه الوزير في الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، الطائرات الورقية بالصواريخ، قائلًا إن الرد على عمليات إطلاقها يجب أن يكون مشابها للرد على إطلاق الصواريخ، وأضاف: “يجب ألا ننتظر حتى يصاب المواطنون الإسرائيليون بأذى، لنستيقظ عندها فقط”.

وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن وجود خلافات بين المستويين السياسي والعسكري بشأن التعامل مع مطلقي الطائرة الورقية الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة.

وبحسب الصحيفة، فإنه خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" الاخير لمناقشة القضية، رفض رئيس الأركان غادي آيزنكوت وكبار قيادة الجيش المطالبات من قبل الوزراء بضرورة التخلص من مطلقي الطائرات الورقية الحارقة من خلال استهدافهم جسديا عبر اغتيالهم.

وقالت الصحيفة، أن آيزنكوت أخبر الكابنيت أن حماس هي التي تبادر وتطلق الطائرات الورقية، موضحا أن الجيش سيواجه مشكلة قانونية في تعريف الطائرات الورقية بأنها مهددة للحياة ما يبرر قتل مطلقيها.

وقال كبار المسؤولين في الجيش للمستوى السياسي أن موقفهم الجديد يتمثل في مهاجمة أهداف حماس وعدم إلحاق الأذى جسديا بمطلقي الطائرات الورقية الحارقة.

فيما قال وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان لمسؤولي مستوطنات غلاف غزة أن الجيش قريبا سيعمل على تنفيذ هجمات أكثر عنفا منها تصفية مطلقي تلك الطائرات.

وفي اشارة الى عجر قادة الاحتلال من مواجهة هذا السلاح الذي تعمل بفاعليه فان وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان هدد بالعودة إلى سياسة الاغتيالات والتصفيات" في قطاع غزة، ردًا على استمرار إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة.

وقال ليبرمان، إن الجيش سينتقل قريبًا إلى عمليات رد أشد عنفًا، بما في ذلك القيام بعمليات اغتيال لمطلقي هكذا وسائل باتجاه ما يسمى بغلاف غزة.

ونوهت وسائل اعلام اسرائيلية إلى أن وزراء يضغطون بالقوة للعودة لسياسة الاغتيالات بالقطاع بعد تحول الغلاف إلى “جحيم” بفعل الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات بعد أن تحول تهديد الطائرات الحارقة إلى تهديد فعلي لمستوطني الغلاف.

وأوضحت أن الجيش يرى أن العودة لسياسة التصفية ستعجل من الانحدار نحو حرب جديدة وأنه يفضل الحرائق على بقاء سكان الغلاف داخل الغرف الآمنة.

وفي هذا السياق، استهدفت طائرات صهيونية عصر اليوم الأحد (17-6) صاروخًا تجاه مجموعة من الشبان الذين كانوا يطلقون بالونات حارقة تجاه المستوطنات الصهیونیة.

ووصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الطائرات والبالونات الحارقة المطلقة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحيطة به بـ"الكابوس الحقيقي الذي يتوجب علاجه".

ونقل موقع "والا" الاسرائيلي عن نتنياهو قوله أن "مسألة الطائرات والبالونات الحارقة تعدّ تحديًا، ومن المفيد التفكير في كيفية تسخير التكنولوجيا لمكافحة هذه الظاهرة".

اذا لجا كيان الاحتلال الى استخدام طائراتها الحربية المتطورة لاستهداف مطلقي الطائرات الورقية البسيطة التي اصبحت كابوسا للكيان واظهرت تفوقا على احدث الطائرات في العالم.

محمد امين الجرجاني

6