معركة الحديدة، معركة كل الأحرار الشرفاء

معركة الحديدة، معركة كل الأحرار الشرفاء
الإثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

ظن الغزاة والمحتلون والمرتزقة بأن احتلال عروس البحر الأحمر الحديدة مهمة في غاية البساطة قياسا مع حجم المعدات والإمكانيات والدعم اللوجستي والمادي والغطاء الدولي والأممي والإعلامي الذي سبق وصاحب التحضيرات والاستعدادات لشن هذه العملية، وللوهلة الأولى أدرك الغزاة والمحتلون بأن المعلومات الاستخباراتية التي تم تزويدهم بها من قبل مرتزقة الداخل كانت عبارة عن مقلب شربوه بالصحة والعافية.

العالم - اليمن

وجاء الأمريكي والبريطاني والفرنسي وفي مقدمتهم السعودي والإماراتي وتحت عناوين زائفة، ومبررات واهية ليحتلوا اليمن، وليسيطروا على الشعب اليمني.

ويأتي أجانب من دول غربية وعربية، ليعتدوا على دولة ذات سيادة، ليقتلوا أبناءها، ويحاصروهم، ويجوعوهم، ويدمروا كل منشآتهم الحيوية لكي "يحرروهم" !!

الهيمنة على اليمن

الحقيقة أن كل ما يريده العدوان، وعلى رأسه أمريكا، هو الهيمنة على اليمن، والسيطرة على جزرها وموانئها وسواحلها لصالح "إسرائيل".

وما يريدونه هو السيطرة على شعب الإيمان، لما يمتلكه من قيم ومبادئ وكرامة، لأن الشعب اليمني يحمل الايمان والعزة، ويمتلك الحرية والإرادة التي لا تنكسر .

وقالوا سيأتون ليحرروا الحديدة كما حرروا الجنوب كذباً وافتراء، وأباطيل زائفة, وقد شاهدنا جميعا كيف هو الجنوب بعد احتلاله من الإمارات.

رجال الله الأحرار لا يقبلون الذل ولا يقبلون بالاحتلال

هكذا توهموا بعد رفع شعاراتهم المزيفة، وعناوين غزوهم واحتلالهم الواهية, ظنوا بأن أهل تهامة ستنطلي عليهم تلك الترهات، أبناء تهامة واعون، وهم أهل الصدق والوفاء، ومعهم كل الشرفاء من هذا الشعب.

معركة الحديدة هي معركة كل الأحرار الشرفاء من هذا البلد ، فبرغم كل ما يمتلك الاعداء من إمكانات، ومن معدات حربية حشدتها، ولا زال ما يكفي لأن يحتلوا قارة بأكملها، ولكنهم يفشلون ويلوذون بالهزيمة، أمام جندي يمني حاف لا يمتلك سوى سلاحه الشخصي ، ومصفحه ، وبقوة الله رأيناه يهزم كل حشودهم وطائراتهم، ويسحق بقدمه الشريفة جماجم المرتزقة والخونة ، ويحرق بولاعة وكرتون مدرعة ومجنزرة ومن أفخر الصناعات الأمريكية.

رجال الله الأحرار، وجند الله الأنصار، لا يقبلون الذل ولا يقبلون بالاحتلال، لذلك فهم ماضون وكلهم إيمان وبصيرة وشموخ وتحد، متمسكين بحبل الله لا يخافون قوى الطاغوت، ولا يتأثرون بأي من المؤثرات.

تحرير الحديدة ليس أكثر من فبركة إعلامية تصنعها قوى العدوان

جاءت مسيرة يوم الجمعة الحاشدة بمحافظة الحديدة على خلاف توقعات الكثير من المحللين والساسة، وفاجأت الجميع بشكل عام ؛ نظرا للظروف التي تعيشها في ظل القصف المكثف والاعتداءات المستمرة من قبل تحالف العدوان؛ فضلا عن ذلك فإن هذه المسيرة الكبرى جاءت بعد ذلك الضخ والتهويل الكبير لترسانة الإعلام العدوانية.

وأثبت أبناء تهامة الإباء والكرامة الأحرار بهذا الخروج المشرّف؛ صدق ولائهم لله؛ وانتمائهم لوطنهم، وإخلاصهم ووفائهم لدماء الشهيد الرئيس/صالح علي الصماد ورفاقه، و اثبتوا أنهم أشمخ من طائرات العدوان، وكما أكدوا في بيانهم التاريخي الصادر عن هذه المسيرة: “على وقوفهم صفا واحدا مع أبناء الجيش واللجان الشعبية في مواجهة قوى الغزو والاحتلال ومواجهة جحافلهم الغازية للسواحل الغربية للبلاد، موضحاً أنه ولو حشدت قوى العدوان كل جيوش الدنيا فلن تتغير قناعات أبناء تهامة بأنها قوى غازية ومحتلة”.

ومن الرسائل التي أوصلتها هذه المسيرة التاريخية رسالة للخارج والداخل مفادها (أن تحرير الحديدة ليس أكثر من فبركة إعلامية تصنعها قوى العدوان على شاشات الحدث والعربية ومواقع التواصل؛ ليس إلا؛ أما الواقع فيثبت عكس ذلك).

في الحديدة يتم تأديب كل الخونة والعملاء والمرتزقة

بالمختصر المفيد, في الحديدة يتم تأديب كل الخونة والعملاء والمرتزقة على الطريقة التهامية ، وفي الحديدة يتم التنكيل بجحافل الغزاة والمحتلين وتلقينهم الدروس التي لا يمكن لمن سيسلم منهم أن ينساها أو تمحى من ذاكرته ، في الحديدة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .

وفي الحديدة جنهم الحمراء بسواحلها ورمالها ورجالها تلقف ما يأفكون وتجهز على ما يحشدون بتأييد وإسناد رباني صنع الفارق رغم فارق الإمكانيات ، ولكنها مشيئة الله وإرادته التي لا غالب عليها ، ومهما أرجف الأعداء ومهما قصفوا وأجرموا وعربدوا في حق المدنيين الأبرياء فلن يحصدوا ثمار ذلك إلا الفشل ، ولن تكون الحديدة بالنسبة لهم إلا جهنم الحمراء المستعرة التي تمنحهم تصاريح العبور إلى جنهم الآخرة.