البيت الابيض يراجع حساباته بعد تهديدات ترامب النفطية

البيت الابيض يراجع حساباته بعد تهديدات ترامب النفطية
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

بعد أسبوع من التصعيد والتهديد بمعاقبة من يواصل استيراد النفط الإيراني من شركات عالمية وحكومات، يبدو أن البيت الأبيض أخذ الآن يراجع حساباته، بعد إدراك خطورة المواقف التي يتخذها ترامب من حين إلى آخر، والتي تهدد الاقتصاد العالمي مثل حرب التعرفة الجمركية مع الصين والاتحاد الأوروبي.

العالم - الأميركيتان

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية استعداد بلاده للعمل مع الدول لتقليص وارداتها من النفط الإيراني، على أساس حالة بحالة، ملمحاً إلى أن واشنطن قد تعرض إعفاءات لحلفاء.

استطرد بريان هوك بالقول إن الهدف هو تقليص الإيرادات الإيرانية من النفط إلى الصفر بحلول 4 نوفمبر المقبل. "ولكن سنمنح إعفاءات وتنازلات حسب الظروف". الخلفية هي عدم قبول ترامب بالاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الخمس زائد واحد في صيف 2015 مع إيران، والذي أعلنت الإدارة الأميركية الانسحاب منه في أوائل 2018.

هذا التدخل الأميركي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 3.5%، وسبب انزعاجًا في الهند والصين، وكلاهما مستورد كبير للنفط الإيراني.

رغم العقوبات الأمريكية... ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني يتخذ هذا الإجراء

طلبت الهند شراء كمية إضافية من النفط الإيراني، على أن يتم تسليمها في يونيو / حزيران الجاري، رغم إعلان أمريكا فرض الحظر الاقتصادي جديدة على إيران، في شهر مايو / أيار الماضي.

واعلنت "رويترز" نقلا عن مصادر أن شركة النفط الهندية المملوكة للدولة "بهارات بتروليوم" المعروفة اختصار بـ"بي بي سي إل"، طلبت مليون برميل إضافية من خام النفط من شركة النفط الوطنية الإيرانية.

وتعد الهند أكبر مستورد للنفط الإيراني بعد الصين.

الصين لن تقاطع النفط الإيراني

تواجه الصين حالياً، وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي، حرباً تجارية أميركية... وتحاول الدولتان تقريب وجهات النظر بينهما لتجنّب أيّ تصعيد خطير لهده الحرب. ومن جهة أخرى تتواجه الدولتان في اكثر من ملف دولي سياسي واقتصادي. ويذكر الأبرز الآن عدم وجود أي مصلحة صينية في مقاطعة استيراد النفط من ايران، وهو ما سوف تدعو اليه الولايات المتحدة كنتيجة لإسقاطها الاتفاق النووي مع إيران.

في حين تبقى الولايات المتحدة الأميركية قادرة على ممارسة الضغوط على غالبية المجتمع الدولي لجعلها تنتظم في سياسات مقاطعة ايران، غير انّ الصين التي تستورد كميات كبيرة من النفط الايراني سوف تواصل شراء النفط من ايران. وتحقق بعض الأرباح من ذلك.

وأسست روسيا والصين نظاماً للتبادل التجاري بينهما يستعملان فيه الروبل واليوان. كما أن «بورصة شنغهاي للتعامل الدولي في الطاقة» تتعامل باليوان. وهناك إمكانات متاحة للصين لتلافي العقوبات، لكن من غير الواضح كيفية استعمالها. وهناك تعقيد إضافي في حال الصين هو بدء الحرب التجارية مع واشنطن.

تركيا: لن نقاطع إيران لأجل أمريكا

وفي هذا الإطار صرح ​وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو​: "تركيا لن تقطع العلاقات التجارية مع إيران بناء على أوامر من دول أخرى."

وفي تصريحات لقناة "إن تي في" المحلية التركية، قال تشاووش أوغلو، إن بلاده "لن تقطع العلاقات التجارية مع طهران بناء على أوامر من دول أخرى"، مصيفا أن "زعزعة الاستقرار في إيران لن يصب في مصلحة أحد، ولن يعود بالنفع على الولايات المتحدة أيضا".

يشار إلى أن تركيا سبق وأعلنت عن زيادة تبادلاتها التجارية مع إيران من 10 مليارات إلى 30 مليارات دولار بحسب ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

أميركا تضغط على السعودية 

تكثف أميركا الضغط على السعودية لتعويض النفط الإيراني، في وقت تشير بيانات إلى أن السوق النفطية ستعاني نقصاً في حال اختفاء النفط الإيراني كاملاً من الأسواق. 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مايك بومبيو ناقش أمن الطاقة خلال اجتماع مع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في واشنطن. وتضغط الولايات المتحدة على السعودية ودول أخرى لزيادة المعروض النفطي. 

وقالت السعودية، أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إنها تريد زيادة الإنتاج إلى 11 مليون برميل يومياً لتعويض أثر انخفاض الصادرات من إيران.. 

الإمارات تستجيب لمطالب ترامب النفطية على غرار السعودية

قالت شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك): إنها ستزيد إنتاجها من النفط بمئات الآلاف من البراميل يوميا إذا كان ذلك ضروريا لتخفيف أي نقص في السوق العالمية، لتحذو بذلك حذو السعودية التي استجابت لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذا الخصوص.

وذكرت أدنوك أيضا -في بيان، أنها تظل على مسار زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية عام 2018، من نحو 3.3 ملايين برميل يوميا في الوقت الراهن. وأدنوك شركة النفط الرئيسة لحكومة أبو ظبي.

الرفض الايراني

واكد الرئيس روحاني في كلمته التي القاها الاثنين الماضي امام حشد من الايرانيين المقيمين في سويسرا، بان الشعب الايرانى لن يرضخ للضغوط الخارجية ابدا، منوها الى ضغوط الاعداء الجديدة،مؤكدا أنه لایمکن ان یتم تصدیر نفط المنطقة و لایُصدّر نفط ایران.

وقال الرئيس روحاني حول الاتفاق النووي، ان منطق ايران لم يتغير بل ان طرفا لا منطق له خرج من الاتفاق وهدفه فرض الضغوط علي الشعب الايراني.

واشار الى ان هدف اميركا الحقيقي من الحظر هو فرض الضغوط على الشعب الايراني رغم انهم يزعمون بانهم يريدون الضغط على الحكومة الايرانية، وتساءل ، انهم على من يفرضون الضغوط حينما يمنعون واردات ضرورية كالادوية ؟.

واضاف، ان الاميركيين يدّعون بانهم يريدون منع صادرات النفط الايرانية تماما، وهم في الحقيقة لا يفهمون معنى ما يقولون، لانه لا معنى لعدم تصدير النفط الايراني اساسا، وان كانوا يريدون رؤية نتيجة ذلك فليفعلوا ما يدّعون.