بين تركيا والامارات؛ شقق وشركات خاصة.. 

حسين مرتضى يكشف خفايا املاك قادة مسلحي جنوب سوريا 

حسين مرتضى يكشف خفايا املاك قادة مسلحي جنوب سوريا 
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٠٨ بتوقيت غرينتش

انها معركة المعلومات التي تكشف على تخوم الميدان، هنا، لا احد يُصغي لضجيج بعض اصوات الارهابيين السارقين، كون صوت المعركة اعلى، وأحد أوجه هذه المعركة، اسرار تلك المجموعات الارهابية التي عاثت فساداً وخراباً في طول البلاد وعرضها. 

العالم - سوريا

من علامات الصيف المشحون بانتصارات الجيش السوري في الجنوب، ومرحلة خطف الانفاس التي تدور بين التقدم العسكرية والمصالحة الوطنية، كان هناك ضفة اخرى فائضة بالمعلومات الخاصة، تصطف لتكشف املاك قادة المجموعات الارهابية في درعا، بينما أهالي المنطقة يكتوون بالفقر والجوع، فضمن هذه المعركة فاض سيل المعلومات، وبعضها وصل من الاهالي الذين زودوا الجيش السوري بمعلومات استخباراتية عن مواقع المسلحين وتحركاتهم، وبعضها وصلت لنا، لتشكل جزء من حرب المعلومات هذه، والتي ترتقي الى مستوى حرب حقيقية.

مع لهيب الاشتباك الذي يحكم الجنوب، كشفت المعلومات التي حصلنا عليها من مصدر خاص، عن املاك قادة الارهابيين بعضهم اعضاء الان في لجنة التفاوض التي تحاول تكييف المفاوضات على قدر مكاسبها، غير آبهة بانهاء الحرب، والتي اصبحت قاب قوسين او ادنى وترفع رايات الانتصار فيها للجيش السوري.

من تلك القيادات يحتل بشار الزعبي والذي يعتبر قائد لواء اليرموك بالاضافة الى عضو في وفد المسلحين بمحادثات استانا والذي تتلخص قصته، منذ فترة عمله في ابوظبي، وكان لديه شركة نقل خاسرة، جاء بعدها للاردن، ودخل درعا، وما يُخفى عن الناس انه هو من سلم العقيد الفار أحمد النعمة والذي قتل بتاريخ 20-11-2013 في محافظة درعا، سلمه لجبهة النصرة كي يخلو له الطريق، وبعدها شكل ما يسمى بجيش اليرموك، وتحالف مع نصر الحريري واصبح تابعا له ويعمل لحسابه.

ومن المفارقات انه حاول الهرب الى بلغاريا بعد ان كشفت علاقته بالمخابرات البلغارية التي منحته تأشيرة دخول عن طريق شخص اسمه محمد البرماوي، والذي اصبح فيما بعد شريكا لبشار الزعبي، حيث استلم البرماوي من الزعبي مبلغ 400 الف دولار لتشغيلها لديه، واشترى الزعبي في تركيا بيتين  اثنين بمنطقة باشاك شهير.

أما المدعو ابو اسامة الجولاني واسمه الحقيقي، حسن ابراهيم، فله قصته الخاصة، حيث لمع نجمه بعد ان شارك موسى حميدي نائب جمال معروف سابقاً، قائد ما يسمى جبهة ثوار سوريا، في مشروع لتربية المواشي، في مدينة انطاكية التركية، وبعدها امتلك مكتب تاجير سيارات بالاردن بالمشاركة مع شخص يدعى، محمد البركة، واثر وصوله لقيادة ما يسمى بجبهة ثوار سوريا، نقل اقامته الى الامارات، وتحديداً في امارة ابو ظبي.

ويتردد ابو اسامة الجولاني هو وعائلته كل صيف كسواح الى تركيا بعد أن منحته السلطات التركية الاقامة هناك، وقام بشراء بيت بمنطقة افجلار باسطنبول، واتجه نحو الاستيراد والتصدير ليبيض امواله واموال مشغليه في الامارات العربية المتحدة داخل الاراضي التركية، كونه يعتبر عميلا  للامارات ويحصل على رواتب فصيله الارهابي منهم، واخر مبلغ دعم تلقاه كان في منتصف الشهر  الماضي، والبالغ مليونا و 300 الف دولار، ارسل منها لسوريا 750 الفا بالمناصفة بين درعا والقنيطرة، والباقي قام بتحويله لاقرباء في تركيا ليتم تشغيله هناك. 

ابو اسامة الجولاني هذا كان له مساعد يدعى قاسم نجم،  وبعد ان اشتد ساعد نجم، اراد التخلص منه عن طريق الايقاع به في غرفة الموك، حيث حرضه ضباط المخابرات فيها للانقلاب على الجولاني، وبالفعل انقسمت جبهة ثوار سوريا لقسمين منهم اتباع ابو اسامة واخرين اتباع قاسم نجم، ليتوزع الدعم المرسل من موك على المجموعتين، وفي احدى المرات استلم قاسم نجم مبلغ مليون ونصف عنه وعن ابو اسامة بحكم تواجده بالامارات، لكنه قام بالتلاعب على ابو اسامة واهما اياه بان عصابة قامت بالسطو على منزله واخذت المال، وفتحت بعدها المخابرات الامريكية والاردنية تحقيقا بلا جدوى.

والاهم ان قاسم نجم يعتبر ثاني اهم شخصية عند الصهاينة حيث اجتمع بهم في الجولان اكثر من مرة، وقد تلقى كل جرحاه "ولا زلوا"، العلاج داخل الجولان المحتل وهم يتلقون المساعدات بشكل شهري من الكيان الصهيوني، والغريب في الامر ان قاسم الذي اصبح عضو لجنة مفاوضات عن درعا والقنيطرة يعيش في الاردن هو وعائلته متمتعا برفاهية عالية، وارسل معظم المبالغ التي جمعها لابن عمه المقيم في هولندا ليصار الى تشغيلها.

اما مصعب البردان، والذي يشغل منصب نائب خالد النابلسي قائد الوية المعتز بالله، و ابو عمر الزغلول قائد فرقة اسود السنة، والذي يتواجد في قرية الطيبة بالقرب من الحدود اردنية، قاموا بشراء اراض وبيوت بحوران وعلى الملأ، ومنها في الريف الغربي في بلدات جلين والاشعري والعجمي وصولا الى الشجرة وسحم الجولان.

هذا جزء ونموذج عن قادة ما يسمى المجموعات المسلحة بينما الاهالي تمنع عنهم حتى المساعدات التي يتم ادخالها ويتم تخزينها في مستودعات المسلحين ومن ثم بيعها للناس بأسعار باهظة، بينما هذه هي الحال ينعم قادة المسلحين بهذه الرفاهية في حياتهم هم وعوائلهم وهذا يدل على حالة الاستغلال المستمرة من قبل الدول وبعض الشخصيات للفقراء والمدنيين في هذه البلدات وهذا ليس فقط في الجنوب السوري فكنا سابقا تحدثنا عن الاملاك الهائلة التي يمتلكها قادة المسلحين عندما كانوا في الغوطة الشرقية. 

‏2-10