هل ستنفع سياسة العصا والعصا الاميركية مع روسيا؟

هل ستنفع سياسة العصا والعصا الاميركية مع روسيا؟
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يرسل فيه ترامب رسالة لبوتين ليؤكد على تعزيز العلاقات وأهمية التعاون بين البلدين يناقض نفسه بفرض المزيد من العقوبات على روسيا ، لتنضم بذلك الى جمله الدول التي شملتها العقوبات الامريكية.

العالم - تقارير

قد لا يستغرب الكثيرون من تصرف الرئيس الامريكي المقامر الذي لطالما قال الكلام و عكسه فسياسة رجل الاعمال التي تقوم على المساومة و احساس المقامر الذي يسير به جعله دائما يهدف الى الربح حتى ولو كان على حسب موقع امريكا في المستقبل.

سياسة ترامب العصا و العصا !

امريكا التي تعاني من تخبط بسياستها تتخذ اجراءات وتفرض العقوبات على كل من يقف بوجهها اومن تتناقض مصالحها معه ، فبعض المحللون يرون ان ترامب يعاني من هستيريا العقوبات، وسياسة الحلب التي ينتهجها مع بعض الحكام العرب و رضوخهم التام له جعلته ينسى ان هناك دول لاتقبل بان تكون مجرد تابع.

فاخيرا وليس اخرا روسيا كانت احدث من اعلنت امريكا فرض العقوبات عليهم بزعم "استخدامها مادة أعصاب" ضد عميل الاستخبارات البريطانية السابق سيرغي سكريبال. حيث اعلنت بالامس انها ستفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا بدءا من الـ 22 من أغسطس الجاري،

وكشفت قناة NBC أن العقوبات ستفرض على مرحلتين، الحزمة الأولى تتضمن  الحظر الكامل على توريدات الأجهزة الإلكترونية وقطع الغيار ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا.

الحزمة الثانية من تلك العقوبات  ستفرض بعد 3 أشهر من دخول الدفعة الأولى حيز التنفيذ، وتشمل خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية  وحظر رحلات شركة "إيرفلوت" الروسية إلى الولايات المتحدة، فضلا عن تقليص حجم جميع الصادرات والواردات بين البلدين بشكل كبير.

روسيا ترد على الاتهامات الامريكية

الناطق باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف اعتبر أن ربط العقوبات الأمريكية الجديدة مع هذه الأحداث غير مقبول ، وهذه القيود مثلها مثل تلك التي اعتمدتها الأطراف الغربية سابقا، غير قانونية تماما وغير شرعية على الإطلاق.

من جانبها أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن بلادها ستعمل على وضع إجراءات جوابية على العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة ضدها على خلفية قضية سالزبوري.

وأشارت في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس، إلى أن الاتهامات الموجهة لروسيا بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي المزعوم، الذي يقال إنه سيرغي سكريبال، لا أساس لها من الصحة لا سيما أن السلطات الروسية أتلفت ترساناتها للأسلحة الكيميائية على خلاف الولايات المتحدة.

ولفتت إلى أن "تأكيد الإدارة الأمريكية استعداداها لمواصلة الجهود الرامية لتحسين العلاقات مع روسيا على خلفية هذه التطورات تبدو عجيبة وتمثل نفاقا سافرا".
وشددت البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن على أن روسيا لا تزال تصر على إجراء تحقيق شفاف في الحادث ومعاقبة الجناة، وتقترح أن تنشر الولايات المتحدة المراسلات حول هذه القضية بكل شفافية.

اتباع قرار امريكا بين المكسب و الخسارة

ليأتي تعليق بريطانيا على العقوبات الامريكية بالترحيب حيث قال مكتب رئيسة وزراء بريطانيا لوكالة "سبوتنيك": إن "المملكة المتحدة ترحب بهذه الإجراءات الجديدة من جانب حلفائنا في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "ردت الفعل الدولية لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سالزبوري، تبعث بإشارة واضحة إلى روسيا بأن سلوكها الاستفزازي، المتهور، لن يكون بدون رد".

اما الخسائر التي تحصده امريكا فهي كثيره فالسياسات الامريكية التي يتبعها ترامب قد تكون وراء تدهور الدولار فالشريك في شركتي "نوفاتيك" و"سيبور"، ليونيد ميخلسون ،راى أن تشديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا لن يؤدي إلا إلى تعزيز علاقات روسيا مع الشركاء الدائمين مثل الصين والهند والدول العربية.

وقال بهذا الخصوص: "ما نحتاج إليه هو فقط تغيير هذه الورقة الخضراء (أي تغيير الدولار في الحسابات) والشركاء الأساسيون لروسيا لا ينوون المغادرة إلى أي مكان، ونحن نعتزم مواصلة هذه الشراكة في المستقبل".

وقد تأتي اتباع قرارت ترامب المتهورة على الوضع الاقتصادي و السياسي لبلاده فاليوم اغلب البلاد تتبع سياسة المعاملة بالمثل الامر الذي يضر بالمصالح الامريكية اكثر مما يتوقع ترامب.

 اما على المستوي السياسي فسوف تحل روسيا  محل امريكا في كثير من المواقع لتفرض نفسها على كل طاولة مفاوضات مشكلة تحالفات اقتصادية وسياسية مع كثير من الدول لتشكل جبهه مضاده امام الغطرسة الامريكية .