انتقادات إسرائيلية قاسية لحكومة نتنياهو بسبب سياستها في غزة

انتقادات إسرائيلية قاسية لحكومة نتنياهو بسبب سياستها في غزة
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٢٧ بتوقيت غرينتش

شهدت الساحة السياسية والحزبية في "إسرائيل" هجوما غير مسبوق على الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بالفشل، وعدم القدرة على حسم الصراع أمام حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في قطاع غزة.

العالم - تقارير

وأظهر استطلاع للرأي أن معظم المستوطنين الإسرائيليين غير راضين عن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، بينما زادت نسبة المؤيدين لشن حرب ضد القطاع على الرافضين.

وأجرى الاستطلاع مركز بونالس بوليتيكس لصالح صحيفة "معاريف" الاسرائيلية التي نشرته يوم الجمعة، حيث كشف أن 64% من المستوطنين الإسرائيليين غير راضين عن أداء نتنياهو تجاه القطاع مقابل 29% من المؤيدين، في حين لم يحدد 7% آراءهم.

كما أظهر الاستطلاع انقساما إزاء عملية عسكرية واسعة ضد القطاع، إذ قال 48% إنهم يؤيدونها بينما عارض 41% الأمر. وقال 11% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يملكون رأيا محددا.

وفي الوقت الذي أعلن فيه المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، يوم الخميس، دعوته للجيش بمواصلة عملياته في غزة، كانت الأنباء تتحدث عن توصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار، بين الفصائل الفلسطينية والكيان الإسرائيلي بوساطة مصرية.

وأعلن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن اتفاق جديد للتهدئة -بوساطة مصرية- مع الاحتلال الإسرائيلي في القطاع ابتداء من منتصف ليلة الجمعة، بعد قصف وتوتر استمر يومين.

مسؤولون إسرائيليون يوجهون انتقادات حادة للحكومة

وقال ألون دفيدي رئيس بلدية سديروت إنه يتفهم الرغبة الإسرائيلية بالتفاهم مع القيادة الحاكمة في غزة، لكن ذلك سيتسبب بأضرار كبيرة لـ"إسرائيل"، فوقف إطلاق النار قرار خاطئ، وبدلا منه مطلوب حل عسكري من أجل الوصول إلى هدوء حقيقي في مستوطنات غلاف غزة".

وأضاف أننا "سنضطر لتنفيذ عملية عسكرية واسعة، بهدف اقتلاع هذه الهجمات من جذورها في غزة، لأن الحرب السجال بيننا وبين حماس ليست في صالحنا ولا صالح دولة إسرائيل".

أما تامير عيدان رئيس المجلس الاستيطاني سدوت النقب فقال إن "وقف إطلاق النار مع حماس خطأ خطير، لأنه بموجبه بتنا في وضع جديد يعني أن حماس هي من تسيطر على الوضع، تطلق النار متى شاءت، وتوقفه متى أرادت".

وأضاف أننا "ننتظر عملا عسكريا حادا من الجيش، قاسيا وحاسما أمام حماس لوقف هجماتها الصاروخية، وباقي أشكال العمليات المسلحة، وتمكين مستوطني الغلاف من العودة للحياة الطبيعية مثل باقي سكان الدولة".

ماعين شنيور رئيس التجمع الاستيطاني ناتيف هعتسرا قال إن "ما قامت به الحكومة هو خطوة مخجلة أمام حماس، لقد ظهر هذا التجمع خلال ساعات التصعيد بلدة أشباح، هربت العائلات، أطفالنا منذ أشهر يعيشون في توترات نفسية".

وأضاف أننا "ألغينا احتفالات أعياد ميلادهم في اللحظات الأخيرة، أوقفنا فعاليات الصيف، أغلقنا الحدائق العامة وبرك السباحة، نحن نعيش على أجواء البلالين الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة من غزة، وفي النهاية تلقينا وقفا لإطلاق النار أنه سيستمر يومين أو ثلاثة".

عمير بيرتس وزير الحرب الأسبق قال إن "الحكومة تعمل من غير سياسة واضحة، ولذلك فإن الاستدراج من حماس يفعل فعله معها، وما هو ماثل أمامنا أنها مسلمة بواقع إطلاق النار من غزة باتجاه المستوطنات الجنوبية".

وأضاف أن "معجزة فقط منعت وقوع قتلى في القذائف الفلسطينية الأخيرة، ولذلك لا يمكن أن نترك الأمور تدار بهذه الطريقة، وانتظار النتائج المتوقعة، وهي عبارة عن جولة تتلوها جولة، وهكذا، مع أن الأمر لا يتطلب عملية عسكرية فقط، وإنما سياسة واضحة حاسمة لتغيير الواقع الذي يحياه مستوطنو غلاف غزة".

أما وزير الزراعة من داخل الائتلاف أوري أريئيل فقال، إن "استمرار إطلاق القذائف الصاروخية، ومسارعة الإسرائيليين للوصول إلى الملاجئ، يعني أن حماس تعتقد أنها رب البيت، وهي من تقرر، مما يؤكد الحاجة لمنح الجيش الإسرائيلي فرصة تحقيق الانتصار عليها".

اعلام الاحتلال يتجاوب مع الانتقادات لقرار وقف اطلاق النار 

وانتقد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، رون بن يشاي، الحكومة الإسرائيلية أمس، وكتب إن سلوكها مؤخرًا ولد القناعة لدى الحركة الفلسطينية، أنها هي التي ستفرض معادلة الردع على "إسرائيل"، بعكس ما كان سابقًا.

وأضاف بن يشاي، أن قرارات الحكومة والمجلس الوزاري المصغرة وعمليات الجيش المحدودة جدًا، وكيفية إدارة المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) للمفاوضات مع مصر، والصحافة الإسرائيلية، كلها ساهمت في جعل حماس ترى، دون أي شك، أن "إسرائيل" مستعدة لامتصاص الكثير من الضربات من أجل تجنب الدخول في مواجهة عسكرية واسعة.

موقع 0404 الإخباري الذي يديره الإسرائيلي المتطرف بوعز جولان، شن هجومًا أيضًا على المجلس الوزاري المصغر.

ونشر الموقع صورة على صفحته في فيسبوك تظهر مجموعة من الأرانب في صف واحد، كتب عليها اجتماع المجلس الوزاري المصغر. متهمًا الحكومة الإسرائيلية بالجبن في تعاملها مع حركة حماس في غزة.

من ناحيتهم هاجم قادة الهيئات المحلية الإسرائيلية في المستوطنات المحيطة بغزة الحكومة بسبب قبولها وقف إطلاق النار.

ونقلت القناة الاسرئيلية الثانية عن ألون دافيدي، رئيس بلدية سديروت، وكذلك جادي يركوني رئيس المجلس الإقليمي أشكول الذي يضم مجموعة من المستوطنات جنوب شرق غزة، أن وقف إطلاق النار هو خطأ كبير ترتكبه الحكومة الإسرائيلية، وعلى هذه الحكومة وقف ما وصفوه بالإرهاب من قطاع غزة، حسب زعمهم.

وقال يركوني إن سلوك الحكومة فرض عرفًا جديدًا هنا، تصبح بموجبه حركة حماس هي من يقرر متى تطلق النار، ومتى يمكن وقفها.

وتعتبر هذه المرة الخامسة خلال شهرين يتم التوصل خلالها إلى تفاهمات تهدئة بين الطرفين بوساطة مصرية، عقب تصعيد عسكري متبادل بينهما.

واندلعت جولة التصعيد الأخيرة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة بغزة، في أعقاب قتل جيش الإحتلال عنصرين من الجناح العسكري لحركة حماس خلال تدريب، الثلاثاء الماضي.