الاخفاق الاسرائيلي في اعتراف بلدان العالم بدولة فلسطين

الاخفاق الاسرائيلي في اعتراف بلدان العالم بدولة فلسطين
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

قررت الحكومة الكولومبية الاعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة وذات سيادة واستقبل القرار الكولومبي في تل أبيب بكثير من الإحباط وخيبة الأمل، إذ أنه جاء من دولة صديقة، تربطها علاقات وثيقة مع "إسرائيل"، على المستوى الشعبي والرسمي.

العالم - فلسطين

وكانت الحكومة الكولومبية وقبل أيام من انتهاء ولايتها، قررت الاعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة وذات سيادة، وفقاً لبيان رسمي صدر في العاصمة بوغوتا.

وجاء في بيان رسمي لوزارة الشؤون الخارجية، “باسم حكومة كولومبيا، قرر الرئيس خوان مانويل سانتوس الاعتراف بفلسطين دولة حرة مستقلة وذات سيادة”.

إسرائيل تواجه إخفاقاً أمنياً وسياسياً خطيراً

وقالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية: إن “إسرائيل تواجه إخفاقاً أمنياً وسياسياً خطيراً عقب اعتراف كولومبيا المفاجئ بدولة فلسطين“.

وأشارت الكاتبة ناعا لانداو، إلى أن “القرار الكولومبي استقبل في تل أبيب بكثير من الإحباط وخيبة الأمل، إذ أنه جاء من دولة صديقة، تربطها علاقات وثيقة مع "إسرائيل"، على المستوى الشعبي والرسمي.”

وأكدت الكاتبة أن الاعتراف الكولومبي بفلسطين جاء بعد يوم واحد فقط من دخول الحكومة الجديدة لاستلام صلاحياتها ومهامها الدستورية، وتم إخفاء القرار عن "إسرائيل"، واتخاذه بصورة سرية مطلقة، ولذلك جاء الغضب في تل أبيب مضاعفاً.

"إسرائيل" تستغرب اعتراف كولومبيا بدولة فلسطين

وأعربت "إسرائيل" عن استغرابها إزاء اعتراف كولومبيا بدولة فلسطين، وطلبت تقديم توضيحات بشأن هذا القرار الذي اتخذه الرئيس السابق خوان مانويل سانتوس قبل أيام من انتهاء ولايته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون، في أول تعليق رسمي من قبل الكيان الاسرائيلي على هذه المسألة، "نستغرب التقارير الإعلامية (بهذا الخصوص) وننتظر توضيحات من الحكومة الجديدة التي تنظر في هذه المسألة".

إسرائيل تعبر عن خيبتها من اعتراف كولومبيا بدولة فلسطين

وعبرت السفارة الإسرائيلية في كولومبيا عن خيبتها من اعتراف بوغوتا بدولة فلسطين، حيث سلم رئيس كولومبيا المنتهية ولايته رسالة رسمية اعلن بها اعتراف بلاده بدولة فلسطين.

وقالت السفارة الإسرائيلية في العاصمة الكولومبية بوغوتا في بيان حول قرار الحكومة المنتهية ولايتها الاعتراف بـ"فلسطين" بأن :"إسرائيل متفاجئة جدا وتشعر بخيبة الامل من قرار كولومبيا الاعتراف بفلسطين كدولة ومن الطريقة التي اتخذ بها القرار". وان إسرائيل كانت "تتأمل من حكومة صديقة بإبلاغ صديقتها بتغيير بالغ الاهمية في سياستها لحليفتها".

صفعة على وجه "إسرائيل"

وتابع البيان:"هذه صفعة في وجه الحليف المخلص الذي يتعارض مع التقارب بين القادة وخصوصية العلاقات ... نحن نطالب الحكومة الكولومبية الجديدة بابطال قرار الحكومة السابقة في ايامها الأخيرة، والذي يتعارض مع العلاقات الوثيقة والتعاون بين الدولتين ومصالح كلا الشعبين".

حركة اعترافات رمزية

يذكر انه شهدت سنة 2014 حركة اعترافات رمزية كبيرة من قبل مختلف البرلمانات الأوروبية، وبدأت بذلك السويد ورسمياً من قبل الحكومة في 30 أكتوبر 2014 لتكون أول دولة كبيرة في غرب أوروبا تقوم باعتراف بدولة فلسطين (بعد أيسلندا)، ثم تلتها العديد من الاعترافات الرمزية.

في الثاني والعشرون من نوفمبر عام 1974، اعتُرف بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في تقرير مصيره، الاستقلال الوطني، والسيادة في فلسطين بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3236. كما تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحها صفة مراقب في الأمم المتحدة.

وتم اعتماد تسمية فلسطين لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الأمم المتحدة في عام 1988 كنوع من الاعتراف بإعلان الاستقلال، ولكن مع هذا لا تحظى الدولة المعلنة بأي وضع رسمي في إطار منظومة الهيئة الدولية.

ورغم ان اعتراف البرلمانات الأوروبية المتنامي بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 خطوة رمزية، لكنها تلقي الضوء على المأساة الفلسطينية، وتساهم في بلورة أوسع لرأي عام أوروبي مساند للحقوق الفلسطينية. ومع ذلك، تحتاج هذه «الاعترافات» إلى دعم فلسطيني عربي إسلامي ودولي على كافة المستويات، بل هي بحاجة إلى استراتيجية موحدة من هؤلاء للاستفادة من تزايد ضغط الأسرة الدولية على الاحتلال الإسرائيلي الذي يتعرض لحملة دولية وفلسطينية جماهيرية لمقاطعته بسبب سياسات القائمة على الحصار والتجويع ومصادرة الأراضي بحيث يترجم هذا الاعتراف إلى واقع تلتزم به الدول بحقوق الشعب الفلسطيني.