هكذا نجحت المقاومة في اختراق هواتف المستوطنين

هكذا نجحت المقاومة في اختراق هواتف المستوطنين
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن نجاح حركة حماس في اختراق هواتف مستوطنين إسرائيليين في غلاف غزة، عبر تطبيق اختراق يشبه تطبيق صافرات الإنذار الاحتلال الإسرائيلي.

العالم - تقارير

وأثارت وسائل الإعلام الإسرائيلي مسألة خوض حركة حماس لأكثر من معركة في آن واحد، في ظل محاولتها اختراق الهواتف في وقت التصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة على غزة، وإطلاقها صواريخ للمستوطنات.

وسارعت شركة Clearsky للأمن الإلكتروني إلى الكشف مبكرا عن مخطط حركة حماس في هذه المعركة، في حين تكتمت الاحتلال الإسرائيلي عن الإدلاء بأي تفاصيل حول أعداد الهواتف التي تم اختراقها من قبل الحركة.

هكذا اخترقت حماس هواتف الجنود الإسرائيليين

 لم تكن هذه الحادثة هي الأولى في دخول حركة حماس في حروب السايبر مع دولة الاحتلال، فقد استطاعت الحركة باختراق هواتف لجنود إسرائيليين عبر تطبيقات المحادثة والشات، من خلال حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى إثر هذه الحادثة، دعا الجيش الاحتلال الإسرائيلي لفتح حوار جاد مع جنوده للتوعية بطرق التجسس الحديثة لحركة حماس، والتي تتعلق بتطبيقات مشاهدة كأس العالم ووسائل التواصل الاجتماعي.

تفوق حماس

وفي هذا الإطار، أكد الخبير في شؤون الأمن القومي إبراهيم حبيب، أن "حركة حماس استطاعت في وقت قصير أن تفرض نفسها بقوة في مجال حروب السايبر مع الجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهذا نابع من امتلاك كتائب القسام لوحدات متخصصة في صفوفها تقوم بتطوير ما يلزم من برامج اختراق على الهواتف أو الحواسيب للتجسس على المجتمع أو الجيش الإسرائيلي وهي حالة مشابهة لما يقوم به الجيش الإحتلال من اختراق أنظمة الاتصالات والتواصل التابعة لحماس".

وأضاف أن "هذا المجال من حروب الأدمغة لم يعد حكرا على كيان كـ"إسرائيل" التي تعد رائدة في العالم في هذا المجال، نظرا لأن مجال هذا العلم هو مدني بالأساس ولكن يتم توظيفه عسكريا في حالة الصراع أو الحروب بين الدول".
استطاعت حماس من خلال وجود تخصصات جامعية وتقنية في غزة وفي الخارج أن توظف العديد من أبنائها في هذا المجال، وقد نجحوا في اختراق المستوطنين الإسرائيلين أكثر من مرة سواء عبر إرسال تسجيلات صوتية لهواتف شخصية، أو اختراق منظومة البث التلفزيوني لنشر مواد مصورة تحاكي وتخاطب المستوطنين لمغادرة أراضيهم والعودة من حيث أتوا، أو من خلال اختراق بيانات شخصية لجنود ومستوطنين عبر تطبيقات مخصصة لذلك".

وبدأت المحاولات الأولى لحركة حماس في حروب الأدمغة منذ العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014، عندما تمكنت كتائب القسام للمرة الأولى من اختراق منظومة الاتصالات اللاسلكية التابعة للجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتجسس على التعليمات التي كانت تصدرها القيادة للجنود في الميدان.

معركة مفتوحة

من جانبه، أكد الخبير الأمني إسلام شهوان، أن "حركة حماس تدرك أن المعركة مع "إسرائيل" ليست مقتصرة على المواجهة العسكرية فحسب، بل هي معركة مفتوحة والعنصر الأبرز في هذه المعركة هو حرب الإلكترونيات، لذلك تسعى حماس إلى تطوير قدراتها في هذا المجال، ورغم ذلك سجلت حماس الكثير من نقاط التفوق على المنظومة الأمنية للجيش الإحتلال باختراقها لهواتف وشبكات اتصال لجنود وضباط إسرائيليين واختراق حسابات لمواقع وشركات إسرائيلية".

المواجهة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية و"إسرائيل" كشفت عن قدرة المقاومة على ضرب أهدافها بدقة كبيرة، لذلك تستطيع حماس أن توظف حرب الأدمغة سواء باختراق هواتف الجنود أو المستوطنين، لأجل تحديد نقاط تجمعهم وإلحاق أكبر قدر من الأذى سواء بالخسائر البشرية والمادية".

و"إسرائيل" تدرك أن تطور حماس والفصائل المقاومة في حروب السايبر سيشكل خطرا على ما يسمى أمنها القومي، لذلك فهي تسعى إلى تصفية كل من يثبت تورطه في مساعدة حماس في هذا المجال عبر اغتياله كما جرى مع العالمين محمد الزواري وفادي البطش".

ولهذا، لا يمكن إنكار الجهود التي تبذلها دول كإيران وحزب الله في دعم وتطوير قدرات حماس في هذا النوع من الحروب، نظرا لما تمتلكه إيران من خبرات وقدرات لوجستية في هذا المجال".

هواتف المستوطنين الإسرائيليين تحت أعين حماس

تحدثت مصادر إعلامية عبرية، عن اختراق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هواتف المستوطنين؛ من خلال تطويرها تطبيقاً معداً للتجسس.

ونقلت القناة العاشرة العبرية، عن شركة "كلير سكاي" المتخصصة بالأمن الإلكتروني، قولها: إن "تطبيق IsraelAlert (منبّه إسرائيل)، هو من تطوير حركة حماس، وتم وضعه على موقع إلكتروني مزيف".

وتهدف الحركة من خلال التطبيق الذي يحمل برنامج تجسس، بحسب الشركة، إلى "اختراق أجهزة كل من يقوم باستخدامه عن طريق الهاتف".

وحذرت القناة المستزطنين من استخدام التطبيق الذي قالت إنه يشبه تطبيقات "الضوء الأحمر" التي تحذر حامليها من إطلاق صواريخ أو قذائف من غزة.

وفي هذا المجال، قال مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية:

"التهديد المحتمل الحالي قد يصبح تهديداً حقيقيّاً لأمن "إسرائيل" .. سنقوم بنشر هذه الحسابات الوهمية التابعة لحركة حماس والتنديد بها، وسنفرض قواعد أكثر صرامة على الجنود في ما يتعلق بشبكات التواصل الإجتماعي وسندرّب العسكريين والمستوطنين للتعامل مع الهجمات قبل فوات الأوان".