التفاوض مع امريكا من منظار قائد الثورة الاسلامية

التفاوض مع امريكا من منظار قائد الثورة الاسلامية
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

تطرق قائد الثورة الاسلامية في كلمته التي القاها بحشد من مختلف شرائح الشعب عن موضوعات عدة منها الظروف الاقتصادية الصعبة واليات واسباب التقليل من تداعيات هذه الظروف الاقتصادية الى جانب موضوع التفاوض.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب والى جانب الحظر الاقتصادي والحرب النفسية التي يثيرها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية يتحدث عن التفاوض مع ايران بدون اي شروط مسبقة. اقتراح ترامب كان له انعكاس في الداخل الايراني والخارج وقد جرى تفسيره وتحليله من عدة جوانب . ترامب يتحدث عن التفاوض مع ايران في الوقت الذي يواصل توجيه التهديدات الى الشعب الايراني ويسعى لاثارة الاضطرابات عبر الحظر الاقتصادي واثارة استياء ابناء الشعب لفرض مطالبه السلطوية على الجمهورية الاسلامية الايرانية .

قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي قال في هذا الخصوص : " لن نتفاوض مع الامريكان انطلاقا من استنتاجات دقيقة وتجارب سابقة والاضرار الناتجة عن التفاوض مع كيان غشاش وبلطجي ، وسنطوي هذه المرحلة الصعبة في ضوء الوحدة والانسجام بين الشعب والمسؤولين".

خلال العقود الاربعة التي مضت من انتصار الثورة الاسلامية سعى الامريكان وفي مناسبات عدة الى التفاوض مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وفي هذا الاطار يمكن التنويه الى قضية مك فارلن مستشار الامن القومي في  عهد ريغن اواسط عقد الثمانينيات . في عام 1984 وفي غضون العام السادس من الحرب المفروضة على ايران خلال عمليات والفجر 8 العظيمة والاستيلاء على مدينة الفاو كان النظام الصدامي في اسوء حالاته . امريكا وباعتبارها الداعم لاول للنظام الصدامي كانت تحاول الحيلولة دون انتهاء الحرب لصالح ايران او على اقل تقدير عدم خروج اي من الطرفين منتصرا. ولذلك اوفدت مك فارلن الى طهران مع عدة مقترحات . ولكنه عاد الى واشنطن بعد 24 ساعة خالي الوفاض ، الحادثة التي تحولت الى اكبر فضيحة حكومية على عهد الرئيس ريغن . 

وخلال الهجوم على افغانستان عام 2004 وبعد احداث 11 سبتمبر طلبت ادارة بوش التفاوض مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بغية التصدي لجماعة طالبان . لكن بوش وبعد فترة قصيرة وضع الجمهورية الاسلامية الايرانية في قائمة ما وصفها بـ "محور الشر".

الادارة الامريكية لم تكن  صادقة ابدا في اقتراح التفاوض مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتنظر الى التفاوض كوسيلة لتمرير سياساتها وفرض مطالبها . قائد الثورة الاسلامية وفي سياق تبيين ادلة ايران لعدم التفاوض مع الامريكيين قال:" ان لديهم اسلوبا خاصا في التفاوض يجب فهمه وبعد ان استعرض الاسلوب تساءل، هل هناك شخص عاقل يقبل بالتفاوض على هذا الاساس ؟ . ووصف القائد حقيقة التفاوض في الاعراف الدبلوماسية بانها "اخذ وعطاء " منوها بالقول : ان الامريكيين واستنادا على قدراتهم السياسية والاعلامية والمالية يحاولون تحطيم الطرف الاخر في المفاوضات . انهم وخلال اللقاء بين ترامب و كيم جونغ اون في سنغافورة اتبعوا هذه السياسة. الامبراطورية الاعلامية الاميركية وبعد اللقاء بين الرئيس الامريكي والزعيم الكوري الشمالي اتهموا بيونغ يانغ بنكث العهود .

وفي معرض تبيانه لهذه الاستراتيجية الامريكية قال: ان الامريكيين وخلال المفاوضات يقدمون الوعود ولكنهم لا يقبلون من الجانب الاخر سوى تقديم التنازلات الانية ولا يقبلون بالوعود.

ولفت قائد الثورة الاسلامية قائلا : اننا اختبرنا هذه الحقيقة في الاتفاق النووي كما ان الامريكيين اعتمدوا نفس هذا الاسلوب في التفاوض مع كوريا الشمالية .

وفي معرض تبيانه للنقطة الاخيرة من اسلوب التفاوض الامريكي اضاف اية الله خامنئي قائلا: انهم وبعد المفاوضات يتنصلون من وعودهم بكل سهولة ولا يلتزمون بها.

وبعد ان استعرض هذه الحقائق تساءل قائد الثورة الاسلامية : بناء على اي دليل يجب ان نتفاوض مع كيان بلطجي غشاش يتفاوض هكذا ونجلس معه خلف طاولة واحدة للحوار .

مرتضی مکي