هل تجوز الشماتة بـ"ياسمينة الشام"؟

هل تجوز الشماتة بـ
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

كان خبرا صادما، بل ومحزنا، ما أعلنته صفحة الرئاسة السورية على صفحاتها الرسمية في موقعي "الفيسبوك"، و"تويتر" حول إصابة "السيدة الأولى" أسماء الأسد، عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد، بمرض سرطان الثدي، من خلال نشر صورة لها مع الرئيس، وهي قد باشرت تلقي العلاج في إحدى المستشفيات العسكرية، فلها منا ومن القلب كل التضامن والدعوات بالشفاء العاجل.

العالم - سوريا

فانتصارات سورية لا تكتمل إلا بوجود "سيدتها الأولى"، وتمتعها بكامل الصحة والعافية شأنها شأن أي مواطن سوري له حق "الإنسانية".

حديث "الشماتة" الذي دخل فيه البعض مرفوض تماما، وينم عن أخلاق هابطة في فن المعارضة، وتحديدا من المعارضين الشرسين للرئيس الأسد، وربط مرضها كما فعلت قناة "معارضة" لن نسميها، بـ"جرائم زوجها" على حد توصيفها، كعقاب لها على وقوفها مع زوجها الرئيس، في جرائمه ضد الشعب السوري، على حد توصيفات القناة، وهذا الحديث مرفوض، بل ويثير الاشمئزاز:

أولا: لأن وقوف السيدة أسماء مع زوجها طبيعي، ثم يدخل في قناعاتها، تماما كما تقف زوجة معارض للأسد معه وهذا حقها، ثانيا: المرض يصيب أي إنسان سواء مشهور، رئيس، زوجة رئيس، أمير أو فقير، وعقوبات الخالق باعتقادنا أكبر من أن تهبط لمستوى "انتقام" العقل البشري ومحدوديته، وثالثا: الشماتة بالمرض، لن تغير حقيقة بقاء نظام الرئيس السوري وجيشه، وصموده.

وبعيدا عن هذا "الجدل الشامت"، كان لافتا كيف كسر الرئيس بشار الأسد "تابوهات" النظام السوري في عدم الإعلان عن إصابة رموزه بالأمراض، والتكتم الشديد الذي كان يرافقه، وهو بذلك ربما يفتتح عصرا جديدا من "الشفافية" المتلاحقة في بلاده التي تنتصر، وتتجه نحو إعادة الإعمار، كما أنه وبكل بساطة يؤمن ببراعة الطبيب السوري، ومستشفيات بلاده، ولم يرسل زوجته إلى المشافي الغربية، أو حتى الروسية، وهي رسالة هامة ولافتة أولا للفاسدين في نظامه، ومدعي الاشتراكية منهم، وثانيا لأقرانه في الأنظمة العربية الأخرى، والتي يذهب رموزها للهرولة الطبية والسياحية خارج حدود بلادهم، كل الصحة والعافية لـ"ياسمينة الشام" السيدة أسماء الأسد.

* خالد الجيوسي – رأي اليوم