الفصائل وملفا التهدئة والمصالحة في القاهرة

الفصائل وملفا التهدئة والمصالحة في القاهرة
الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

تواصل الفصائل الفلسطينية اجتماعاتها المكثفة في العاصمة المصرية القاهرة لبحث التطورات الفلسطينية ولاسيما ملف المصالحة ومقترحات التهدئة.

العالم - فلسطين المحتلة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، اليوم الجمعة، إن الفصائل الفلسطينية المتواجدة في القاهرة متوافقة على رؤية للمصالحة وإنهاء الحصار والتهدئة.

وأضاف الحية، أن الفصائل متوافقة على رؤية للمشاركة الدولية التي ستطبق في غزة قريباً، مشدداً أن حماس تريد مصالحة على أساس الشراكة للجميع دون إقصاء لبناء المؤسسات الوطنية.

وأكد أن حماس تعمل على إنجاح الجهود الأممية والمصرية لتخفيف الحصار عن غزة، مبيناً أن مسيرات العودة قائمة حتى تحقيق أهدافها وكسر الحصار الى الأبد.

وقال الحية: إن الجهود المصرية والأممية والقطرية الرامية إلى إتمام اتفاق تهدئة مع الاحتلال، وصلت إلى مراحلها النهائية.

وأضاف  أن الحديث في اتفاق التهدئة قائم على تفاهمات العام 2014، مبيّناً أن الأيام القادمة ستكون شبه نهائية في مراحل ترسيم الاتفاق الموقع.

وتابع: "نحن مع التهدئة في غزة ليعيش شعبنا كريماً ونواصل نضالنا لإسقاط صفقة القرن"، لافتاً إلى أن صفقة ترامب بدأت في القدس والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

في نفس السياق قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، اليوم الجمعة، أن مسيرات العودة أجبرت الاحتلال للنزول لمطالبها ودفع استحقاقاتها وستظل ماضية لتحقيق كامل أهدافها، مؤكداً "تضحيات شعبنا فيها ستترجم لإنجازات وطنية قريباً".

هذا وقال مصدر أمني مصري لوكالة رويترز "نضع اللمسات الأخيرة للتوقيع على بنود التهدئة من كل الأطراف، ونتوقع أن نعلن عنها الأسبوع المقبل إذا ساعدتنا حركة فتح".

وفي ملف المصالحجة فانه بالرغم من الحراك الكبير التي تجريه القاهرة بهدف الوصول لاتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام الفلسطينية، إلا أن ما صدر من تصريحات وصفت بالتوتيرية من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اجتماع المجلس، تبعث بعدم التفاؤل بإنهاء هذا الملف رغم الحاجة الماسة له لمواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية خاصة بعد المشروع الأمريكي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يعرف باسم "صفقة القرن".

وكان الرئيس عباس قد اتهم حركة حماس بأنها لا تريد المصالحة، وأنه يريد مصالحة كاملة، (وفق رؤيته).

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، اليوم الجمعة، أنه إذا لم ينظر محمود عباس بعيونه الوطنية لأوضاع غزّة، فإن التاريخ لن يقف عنده وسيتجاوزه، مؤكداً على أنّ الحكومة الفلسطينية الحالية جزء من الانقسام.

وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن ملف المصالحة ليس بعيد المنال وهو غير مرتبط بما يجري في القاهرة الآن، لافتاً إلى أن الفصائل تضع الآن أولوية رفع الحصار عن قطاع غزة.

ولفت إلى أن ملف المصالحة هو من ضمن الأولويات للكل الفلسطيني، وأن ما حدث بالمجلس المركزي في كلمة الرئيس أبو مازن يشير إلى قلقه وتوتره، موضحاً أن موقف حركة فتح من المصالحة معه، ولكن رؤية أبو مازن هي من تعيق ذلك.

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تصريحات أبو مازن في المركزي تشير بشكل واضح أنه لا يريد مصالحة، ويريد كل شيء ولا يريد أن يعطي أي شيء، ليبقى متفرداً ويقصي من يريد، وهو أمر لم يعد مقبولاً لدى الشعب الفلسطيني.

وتابع أن مفهوم المصالحة لدى عباس أصبح واضحاً للجميع، وهي الإقصاء، بينما عند الفصائل الأخرى المصالحة تعني الشراكة، وهو ما يرفضه أبو مازن.

وحول الدور المصري في ملف المصالحة وإمكانية الضغط عليه للمضي قدماً، رأى الصواف أن أبو مازن يعتقد أن مصر لا تملك أظافر ودورها بات دوراً وظيفياً تنفذ ما يطلب منها، ولم تعد صاحبة قرار، وهذا ما يجعله يتحدى الجانب المصري، ولا يبدي رغبة حقيقية في المصالحة.

ولفت الصواف إلى أن عباس ريما يلقى خلف الظهر ولا تكون له أي قيمة فيما يجري الآن في القاهرة وما تسعى الفصائل الفلسطينية تحقيقه خدمة للشعب الفلسطيني.