ما هي رسالة المناورات البحرية الإيرانية في مضيق هرمز؟

الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

أجرت القوات البحرية في حرس الثورة الاسلامية في ايران مناورات كبرى في الخليج الفارسي ومضيق هرمز الاسبوع الماضي في إطار برنامج التدريب السنوي لقوات الحرس، والتي ترمي الى الحفاظ على أمن الممرات المائية الدولية.

العالم -  ايران

وتأتي المناورات بعد ايام من تحذير قائد فيلق القدس في حرس الثورةِ الاسلامية اللواء قاسم سليماني الرئيس الاميركي دونالد ترامب من تهديد ايران، مؤكدا أن طهران ستفاجئه في اي مكان من حيث لايتوقع.

وأظهرت إيران بعضاً من قدراتها العسكرية من خلال مناوراتها العسكرية الهائلة في مياه الخليج الفارسي، وفي هذه الأثناء، أثار تزامن المناورات البحرية والجوية والفضائية للحرس الثوري مع تهديدات الرئيس الأمريكي بوقف صادرات النفط الإيراني في حزمة العقوبات الاقتصادية خلال نوفمبر القادم، حساسيةً خاصةً لدى وسائل الإعلام الأجنبية لمتابعة هذه القضية.

وما جعل المناورة البحرية للحرس الثوري في دائرة ضوء وسائل الإعلام، خطاب الرئيس الإيراني رداً على تهديدات البيت الأبيض. حيث قال حسن روحاني أيضاً وفي زيارة له إلى سويسرا: لا معنى ألّا يتم تصدير النفط الإيراني وأن نفط المنطقة يتم تصديره.

هذا الكلام الذي شكل من المنظور الغربي تهديداً بإغلاق مضيق هرمز، وأصبح الموضوع الرئيسي لوسائل الإعلام العالمية، وفي غضون ذلك، شككت بعض وسائل الإعلام وعدد من المسؤولين الغربيين في قدرة إيران على الحد من صادرات النفط الإقليمية إذا نفذ ترامب عقوباته، لذلك، الآن وبعد إجراء هذه المناورة الكبيرة، بدأت وسائل الإعلام بتحليل رسائل هذه المناورة من أبعاد مختلفة.

في هذا الصدد، أشارت وكالة "فرانس برس" إلى توقيت هذه المناورة قائلةً: تجرى المناورة البحرية الإيرانية في موعد أبكر من الموعد السنوي، وهذا يعود إلى زيادة التهديدات والاقتراب من إعادة فرض الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية.

کما نقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهما: من المتوقع أن يقوم الحرس الثوري الإيراني بنشر 100 قارب مسلح خلال الـ 48 ساعة القادمة في مناطق من الخليج الفارسي، للتدرب على تكتيكات جماعية لمحاكاة التدابير التي قد تؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز.

صحيفة "اكسبريس" البريطانية أيضاً اعتبرت من جانبها هذه المناورات في الخليج الفارسي، رداً على تهديدات ترامب.

أما صحيفة "يو أس أي تودي" الأمريكية فقد أشارت إلى زيادة نشاط البحرية الإيرانية بالقرب من الممر المهم والرئيسي لنفط العالم.

بدوره أعلن موقع "Drive" وفي تقرير له أيضاً: يبدو أن قوات الحرس الثوري الإيراني يستعدون للقيام بمناورة بحرية كبيرة باستخدام عشرات القوارب الصغيرة، لعرض قدراتهم على إغلاق مضيق هرمز، الذي يفصل بين بحر عمان والخليج الفارسي.

في هذا الصدد، قال الكابتن "بيل أوربان" المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية، التي تشرف على القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، في بيان له: نحن على دراية بتزايد العمليات العسكرية لإيران، وسنواصل العمل مع شركائنا لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة في المياه الدولية.

في نهاية المطاف، وعلى الرغم من كل الضغوط التي مارستها وسائل الإعلام الغربية، وارتباط مناورة الحرس الثوري الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، أعلن الناطق باسم الحرس الثوري الإسلامي العميد "رمضان شريف" في 14 يوليو/تموز، أن مناورة "الاقتدار" البحرية التي هدفت إلى مراقبة وحماية سلامة الممرات المائية الدولية، وأجريت في إطار المواعيد التقويمية السنوية للحرس الثوري، قد انتهت.

رد الفعل الأهم على هذا الحدث العسكري، وكما هو متوقع، كان من قبل الأمريكيين، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن إيران وخلال مناورتها العسكرية الأسبوع الماضي في الخليج الفارسي، اختبرت صاروخاً قصير المدى مضاداً للسفن، ووفقاً لتصريحاتهم، يصل مدى صاروخ "فاتح" المضاد للسفن إلى أكثر من 100 ميل، وهو صاروخ ساحل - ساحل، وقد أطلق من ميناء "جاسك".

بهذا الخصوص، اعتبر "جوزيف فوتيل" قائد القوات الأمريكية غرب آسيا، هذه المناورة التي أجريت في الخليج الفارسي وبالقرب من مضيق هرمز، رسالةً لواشنطن فيما يتعلق باستئناف العقوبات. وفي مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون، اعترف بأن إيران وخلال مثل هذه المناورة التي شارك فيها ما لا يقل عن 100 زورق سريع، عرضت قدراتها العسكرية.

وقال "فوتيل" بعد التهرب من الإجابة على سؤال حول قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز: "هم لديهم القدرة على زرع الألغام (البحرية) في هذا المضيق، ونشر القوارب المتفجرة، أو استخدام الصواريخ والرادار (لإغلاقه)."

والشيء المهم هو أن "فوتيل" قد اعتبر الجزء الأكبر من أنشطة إيران في مياه مضيق هرمز، مرتبطاً بقوة القدس التابعة للحرس الثوري واللواء "قاسم سليماني".

في هذه الأثناء ذكرت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية أن مناورة "الاقتدار" هي رد على إعادة أمريكا العقوبات ضد إيران.

النقطة المركزية التي أكدت عليها وسائل الإعلام الأجنبية والمسؤولون الأمريكيون فيما يتعلق بمناورة الحرس الثوري، هي ارتباط هذا الإجراء العسكري بتهديدات ترامب الأخيرة، وعلى الرغم من أن مناورة "الاقتدار" وكما صرح العميد رمضان شريف، أجريت في إطار الخطط السنوية، إلا أن أمريكا على دراية تامة بقدرات البحرية الإيرانية.

وفي نفس السياق، كتب موقع " "Business Insider الالكتروني الأمريكي: تتميز البحرية الأمريكية بحجمها الكبير وقدراتها الكبيرة، لكن القوارب الصغيرة (السريعة) لقوات الحرس الثوري الإيراني سريعة وقاتلة أيضاً، وإنها مصممة بشكل خاص لتشكيل تهديدات غير متماثلة لأقوى السفن في العالم، وباستخدام هذه القوارب السريعة، يمكن لإيران إلحاق ضربات سريعة وخطرة على البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي.

يؤكد الموقع: أن مواجهة أمريكا هدف مهم وأيديولوجي بالنسبة للإيرانيين، وأن تصميم وبناء الزوارق الصغيرة السريعة هو لشلّ البحرية الأمريكية في الخليج الفارسي، ونظراً لأهمية هذه القضايا يشير المسؤولون الأمريكيون من خلال مراقبة مناورات الحرس الثوري في الخليج الفارسي، إلى وجود أكثر من 50 قارباً صغيراً للتدرب على الهجوم أثناء إغلاق مضيق هرمز.

ويرى مراقبون ان المناورات التي اجراءها الحرس الثوري تأتي كرسالة الى واشنطن التي لا تمل من التهديد والوعيد والتي تهيل الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على طهران.