بعد تلوث مياه الشرب واصابة الالاف... 

هل ستعتبر محافظة البصرة العراقية محافظة منكوبة؟!

هل ستعتبر محافظة البصرة العراقية محافظة منكوبة؟!
السبت ٢٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

تعيش محافظة البصرة جنوبي العراق أزمة تلوث حادة في مياه الشرب، حيث تم تسجيل آلاف الاصابات بأمراض معوية وحالات تسمم بسبب التلوث الكيميائي والجرثومي للمياه. وطالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في المحافظة بإعلان البصرة مدينة منكوبة، داعية الحكومة الاتحادية الى التدخل لمعالجة الأزمة.

العالم - تقارير

وأعلنت دائرة صحة البصرة تسمم نحو 4000 شخص نتيجة شربهم مياهاً ملوثة تنقلها المركبات الحوضية التي وفرتها الحكومة لحل مشكلة المياه بالمحافظة.

وقال بيان منسوب لدائرة الصحة بأن نسبة الكلور المعقم للمياه في معظم محطات التحلية هي صفر بالمئة.

وفي ذات السياق، طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص الأدوية.

ودعت المفوضية في بيان، الحكومة الاتحادية للتوجه إلى المحافظة للاطلاع على واقعها الخدمي السيئ.

وأعربت المفوضية في البيان عن استغرابها من عدم وجود أي توجه حكومي يوازي حجم الكارثة تجاه "الأوضاع الخطيرة والدقيقة التي تمر بها محافظة البصرة"، من ارتفاع اللسان الملحي وزيادة التلوث في المياه.

كما دعت المفوضية الحكومة المركزية، ممثلة برئيس الوزراء، بالانتقال مع وزراء الصحة والبيئة والموارد المائية إلى البصرة للوقوف على هذه الكارثة، والاطمئنان على أهلها الذين يعدون الثروة الأعظم من النفط والذين يفتك بهم التلوث، إلى جانب نقص الأدوية والعلاجات، وإعلان البصرة مدينة منكوبة بكل المقاييس الإنسانية.

وكان قد خرج الآلاف من أهالي محافظة البصرة منذ 14 من يوليو/ تموز الماضي في مظاهرات للمطالبة بتحسين واقع الخدمات ومعالجة مشكلة ملوحة المياه.

وقال مسؤول عراقي، أن محافظة البصرة باتت منكوبة جراء الارتفاع المتصاعد لتلوث المياه بسبب زيادة الملوحة، فيما حذر مكتب حقوق الإنسان المحلي من خطورة الوضع هناك.

الى ذلك قال أحمد السليطي، المتحدث باسم مجلس محافظة البصرة، إن "مشكلة تلوث المياه تسببت في حالات تسمم بين المواطنين".

وأوضح السليطي: "مجلس المحافظة حذر في وقت سابق من حصول حالات تلوث في البصرة باعتبارها محافظة يصب فيها نهرا دجلة والفرات القادمان من المحافظات الشمالية مرورا بوسط البلاد وجنوبها".

ولفت إلى أن "ما فاقم المشكلة لجوء البعض إلى بيع مياه الشرب في المناطق التي تخلو من المياه باستخدام الصهاريج غير المناسبة من الناحية الصحية لنقل المياه".

وذكرت مصادر مطلعة في البصرة سابقا أن المياه الملوثة التي تعاني منها المحافظة تسببت بتسمم المئات من السكان الذين اكتظت بهم مستشفيات المحافظة خلال الأيام الماضية.

وبلغت نسبة الأملاح الذائبة في المياه بالبصرة مؤخرا 7500 tds، بحسب وزارة الموارد المائية، في حين تقول منظمة الصحة العالمية، إن النسبة تصبح غير مقبولة في حال تجاوزت 1200tds.

وأطلق ناشطون مدنيون في البصرة، على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "#أنقذوا_البصرة"، على خلفية تسجيل إصابات جراء التلوث، ونقص الأدوية، وارتفاع نسبة الملوحة في المياه.

وفي نفس السياق، كشفت شعبة الرقابة الصحية في دائرة صحة البصرة عن ارتفاع نسبة التلوث بمياه الإسالة في المحافظة بشكل كبير جدا، وقالت إن التلوث الكيميائي في مياه الإسالة بلغ 100%، والتلوث الجرثومي 50%.

وقال أحد سكان محافظة البصرة: "أصبت بالتسمم، ثم ذهبت للمستشفى لتلقي العلاج فلم أجد أي مكان يسعني. اضطررت للبقاء جالسا على الأرض لساعات طويلة وأنا أتلوى حتى حصلت على مسكنات لم تنه التسمم".


وأضاف: "لست وحدي أعاني من التسمم، هناك أشخاص تسمموا من أقاربي وأصدقائي وجيراني، وهناك المئات الذين رأيتهم في المستشفيات".

وفي هذا السياق أطلق ناشطون بصريون حملة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاك #أنقذوا_البصرة من سوء الواقع المعيشي وتردي الخدمات وفي مقدمتها تلوث المياه.

وبحسب البيانات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وجه الناشطون نداء الإغاثة إلى كل دول العالم، وإلى كل السفارات والقنصليات في العراق، لما تشهده البصرة من اكتظاظ المستشفيات بالمرضى نتيجة التسمم بالماء المالح، ونفوق الماشية والأسماك في المحافظة.