العالم-الأميركيتان
بعد صراع طويل مع المرض، خسر السناتور الاميركي ماكين معركته مع سرطان الدماغ الذي اكتشف الاطباء اصابته به في تموز / يوليو من العام الماضي وتوفي غداة اعلان عائلته قراره التوقف عن تلقي العلاج.
ووصف ماكين بـ"عراب الحروب في حكومات الجمهوريين" في الولايات المتحدة حيث ايد الحرب على العراق عام 2003 وساند قرار زيادة عدد القوات الأميركية هناك عام 2007. وكان من منظري استراتيجية الهيمنة على نفط دول الخليج الفارسي، كما كان من المحرضين على ان تقفز الولايات المتحدة الى مرحلة الاحتلال المباشر للسيطرة على ما تسمى ثورات الربيع العربي.
ماكين، كان يعتبر واحدا من أكثر السياسيين الأميركيين نفوذا، وقد دافع باستمرار عن سياسة خارجية صارمة، بما في ذلك فرض عقوبات ضد الدول المستقلة بيما فيها ايران وروسيا.
ماكين، في رحلة سرية إلى سوريا
وفي فبراير عام 2017 كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السيناتور جون ماكين قام بزيارة سرية الى شمال شرق سوريا وتحديدا مدينة “عين العرب” (كوباني) كانت هي الثانية بعد زيارة أولى له الى شمال سوريا في عام 2013، عندما التقى مع قادة ما يسمى "الجيش الحر"، وذلك من دون موافقة الحكومة السورية.
وقال مسؤولون للصحيفة إن زيارة السيناتور ماكين غير العادية، نظمت بمساعدة من القوات الأمريكية، حيث التقى خلالها بمسؤولين عسكريين أمريكيين ومقاتلين أكراد في “عين العرب” الواقعة على الحدود مع تركيا.
واعترفت جولي تارالو، المتحدثة باسم ماكين، في ذاك الوقت، إنه سافر إلى شمال سوريا وقالت انه يهدف لزيارة القوات الأمريكية المنتشرة هناك ولمناقشة العمليات الجارية لاستعادة الرقة.
ما هي العلاقة التي تجمع جون ماكين بزعيم داعش؟
وبعد الكشف عن الزيارة السرية لماكين الى سوريا، سلطت العديد من وسائل الاعلام الضوء على علاقة السيناتور الأمريكي جون ماكين بزعيم تنظيم "داعش" الارهابي أبو بكر البغدادي.
وارتكز هذا الموضوع على صور ظهر فيها ماكين مع من يعتقد أنه البغدادي نفسه، والتي نشرت بعد زيارته إلى شمال سوريا في مايو/ أيار 2013، وقد التقى ماكين حينها بقادة وعناصر من الجيش الموسوم بـ"الحر" المعارض للحكومة السورية.
في ذاك الوقت أكد نشطاء سوريون على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ان لقاءً جمع بين السيناتور الجمهوري الأميركي "جون ماكين"، ومتزعم "داعش" أبو بكر البغدادي، خلال زيارة ماكين السرية الى شمال سوريا، وهو ما يثبت حقيقة علاقة الولايات المتحدة الأميركية بتنظيم "داعش" الارهابي.
نبذة عن حياة "ثعلب السياسة" و"عراب الحروب"
ولد ماكين في التاسع والعشرين من اب / اغسطس عام ستة وثلاثين في مركز عسكري اميركي في منطقة قناة بنما حيث كان الاب والجد كلاهما ضابطين في البحرية الاميركية وعاش ماكين متنقلا مع عائلته بين القواعد البحرية في الولايات المتحدة وخارجها.
ماكين الذى تخرّج من الأكاديمية البحرية، خاض حرب فيتنام حيث وقع فى الأسر بعد ان اسقطت طائرته في اجواء هانوي خلال مهمة حرب، وتعرض للتعذيب قبل أن يطلق سراحه ويعود الى بلاده ليخوض المعترك السياسي للوصول الى أعتاب البيت الأبيض.
وقضى أكثر من ثلاثين عاما فى الكونغرس ممثلا لأريزونا، شارك خلالها بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام، وخسر الانتخابات الرئاسية عام الفين وثمانية التي خاضها في مواجهة باراك أوباما.
وكان ماكين من اشد معارضي الرئيس الحالي دونالد ترامب حيث قال انه يرى اختلالا وظيفيا مقلقا في ادارته واوصى بعدم حضور الاخير جنازته وان يمثل نائب الرئيس مايك بنس البيت الابيض خلال مراسيم تشييع جنازته.
وآخر الكلام، ان ماكين الذي كان من أشد المؤيدين لكيان الاحتلال الاسرائيلي ومن المعادين للعرب والمسلمين ومن داعمي "داعش" والجماعات المسلحة في سوريا والعراق ومن مؤيدي تقسيم الشرق الاوسط وإسقاط النظام السوري ومهاجمة ايران، توفي وبقيت سوريا موحدة برئاسة بشار الاسد ومن دون دواعش.. كما بقي العراق موحدا، ومحور المقاومة اليوم بقيادة ايران أقوى من الماضي في محاربة الارهابيين الذين تساندهم امريكا وحلفاؤها فيما ستدفن آمال واحلام ماكين معه تحت التراب.
محمد حسن القوجاني