كوريا الشمالية تحتفل بعيدها دون صواريخ بالستية.. لماذا؟!

كوريا الشمالية تحتفل بعيدها دون صواريخ بالستية.. لماذا؟!
الأحد ٠٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

نظمت كوريا الشمالية الأحد عرضا عسكريا بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، لكنها امتنعت، هذه السنة عن عرض صواريخ بالستية عابرة للقارات. ولم يشمل العرض سوى صواريخ قصيرة المدى.

العالم- تقارير

وبعد 21 طلقة مدفعية، مرت عشرات من وحدات المشاة في ساحة كيم ايل سونغ بعضها مزود بنظارات للرؤية الليلية أو بقاذفات صواريخ مضادة للدروع (آر بي جي)، أمام كيم جونغ أون حفيد مؤسس كوريا الشمالية والثالث الذي يحكم البلاد من أفراد هذه العائلة.

وشاركت في العرض عربات مصفحة لنقل الجند وقاذفة صواريخ ودبابات بينما رسمت طائرات حلقت فوقها الرقم "70". كما حلقت طائرات ينبعث منها دخان أحمر وأبيض وأزرق -- ألوان العلم الكوري الشمالي --  فوق برج جوشي الذي أقيم لتخليد الفلسفة السياسية لكيم إيل سونغ.

وبعد ذلك مرت الصواريخ التي تشكل ذروة العروض تقليديا. لكن لم يعرض منها سوى صاروخي "كومسونغ-3" العابر للقارات والمضاد للسفن و"بونغاي-5" وهو صاروخ أرض جو.

ولم يظهر أي من صواريخ "هواسونغ 14 و15" التي يمكن أن تبلغ أراضي الولايات المتحدة وأدى اختبارهما العام الماضي إلى تغيير المعطيات الاستراتيجية.

لكن بعض الأشياء في العرض أبدا لم تتغير. فقد حملت كثير من الدبابات والآليات في العرض شعارات كتب على مقدمتها "دمروا العدوان الأميركي الإمبريالي. العدو اللدود لشعب جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية".

وحرص الزعيم الكوري الشمالي على التركيز على صداقته مع الصين برفعه يد موفد الرئيس شي جينبينغ لتحية الحشد بعد العرض العسكري.

وتحتفل كوريا الشمالية في التاسع من ايلول/سبتمبر بتأسيس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، وهو اسمها الرسمي، في 1948. وكانت هذه الدولة الشيوعية ولدت من تقسيم شبه جزيرة الكورية باتفاق بين واشنطن وموسكو قبل ثلاث سنوات في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

ويثير العرض العسكري هذه السنة خصوصا اهتمام مراقبي هذا البلد المغلق الذي يعرض عادة أسلحته بدءا بالدبابات فالطائرات وأخيرا الصواريخ العابرة للقارات.

وبينما فُرضت عقوبات دولية على كوريا الشمالية بسبب برامج تطوير صواريخها الباليستية، يرى المراقبون أن عرضا عسكريا يشمل صواريخ عابرة للقارات كان يمكن أن يضر بالجهود الدبلوماسية لكيم جونغ أون الذي التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافوة في حزيران/يونيو، بهدف تحسين العلاقات. 

لكن من ناحية أخرى، تقول كوريا الشمالية أنها لا تثق بأميركا واتهمت الولايات المتحدة بازدواجية المعايير وصياغة مؤامرةٍ اجرامية ضدها. كما ذكرتْ صحيفة "رودونج سينمون" الرسمية أنّ قرارَ ترامب يُثبِتُ أنّ واشنطن تعملُ على مؤامرةٍ إجرامية لإطلاقِ حربٍ ضد كوريا الشمالية. وأنّ وَحَداتٍ أميركيةً خاصة في اليابان تقومُ بتدريباتٍ جوية بهدفِ التسلل الى بيونغ يانغ.

نعم! صحيح ان كوريا الشمالية نظمت عرضا عسكريا بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، من دون عرض لصواريخ بالستية عابرة للقارات لكن بيونغ يانغ نفسها توقفت عن تفكيك موقع هام لإطلاق الصواريخ شمال غربي البلاد، بحسب تقرير لمركز 38 نورث للأبحاث.

وذكر التقرير أن تقدما كبيرا حدث في إزالة موقع التجارب من يوليو إلى أغسطس، لكنه أضاف "المكونات التي أزيلت في السابق لا تزال مكدسة على الأرض".

وتقرير مركز الأبحاث الأميركي، يأتي بعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن كوريا الشمالية لم تلتزم بالوعود التي قطعتها بشأن وقف برنامجها النووي، خلال القمة التاريخية، التي جمعت زعيمها، كيم جونغ أون، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في يونيو الماضي. و هذا  يدل على عدم ثقة كوريا الشمالية بأميركا.

كوريا الشمالية، كانت تعرف منذ البداية ان ترامب يسعى من خلال اللقاء بزعيمها، وضع نقاط ايجابية في سجله الحافل بالفشل، قبل الانتخابات التشريعية النصفية الاميركية التي ستجري في نوفمبر  المقبل، والدليل، ان ترامب لم يرفع عنها ايا من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عقود طويلة، لذلك لم تتوقف حتى لحظة واحدة في بناء ترسانتها النووية والصاروخية.

كما حذرت الولايات المتحدة من "إنهيار المحادثات" وأكدت أن "حكومة كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية تشعر أنه لا يمكن المضي قدما في العملية والولايات المتحدة ما زالت غير مستعدة للوفاء بتوقعات كوريا الشمالية فيما يتعلق باتخاذ خطوة للأمام نحو توقيع اتفاقية سلام"، لكن بيونغ يانغ رغم أنها  لاتثق بواشنطن، الا أنها لا تريد إعطاء ذرائع جديدة لإدارة ترامب وأن القمة المرتقبة بين الكوريتين للتقارب بينهما سوف تنعقد في القريب العاجل وبيونغ يانغ لا تريد الإجراءات الإستفزازية، ولذلك تجنبت هذه السنة عن عرض صواريخ بالستية عابرة للقارات.