من جرابلس الى عين ديوار

من جرابلس الى عين ديوار
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

تصريحات تركية خلال الفترة الماضية تؤكد قرب شن عمل عسكري ضد المواقع التي تسيطر عليها ما تسمى قسد في شرق الفرات، وقصفت المدفعية التركية خلال الأيام الماضية مواقع قسد في مناطق متفرقة في ريفيّ حلب والرقة، بالتزامن مع استعدادات لمجموعات مسلحة من بقايا ما يسمى الجيش الحر وغيره من المجموعات التابعة لانقرة ووصول تعزيزات إضافية الى الحدود السورية التركية وعلى الارض هناك حشود اتجهت نحو جرابلس لترتيب الصفوف أكثر، وهناك أيضاً أرتال توجهت نحو الجنوب التركي تحديداً مقابل ولاية شانلي أورفة.

العالم- قضية اليوم

ويرى مراقبون رغم الاستعدادات استبعادا لمعركة شرق الفرات على الاقل في المستقبل المنظور ولكن ما يحدث هناك هو اختبار تركي لجدية واشنطن في شراكتها مع أنقرة، لذا لا توجد معركة جدية تجاه شريك محلي محتمل كقسد بعد ترتيبات امريكية ترضى بها انقرة وهذا الامر فيه تفصيل كثير ومعوقات

ولا شك أن هناك سيناريوهات متعددة فهناك مثلا حديث عن هجوم على دفعات الأول سيكون على منطقة تل أبيض التي تسيطر عليها قسد من عدة محاور سواءً من جهة الأراضي التركية أو من مدينة جرابلس السورية التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة تابعة لتركيا، وذلك بعد استلام منبج بالاتفاق مع أميركا، وهذا يحمي ظهر بقايا الجيش الحر والقوات التركية بعد الانتهاء من تل أبيض وعين العرب ستتجه القوات التركية والمجموعات التابعة لها  نحو منطقتي مبروكة ورأس العين بهدف الوصول الى جبل عبد العزيز الذي يعتبر أعلى منطقة جغرافية في الجزيرة والفرات ومن ثم ادارة كامل المنطقة عسكرياً وأمنياً بإشراف أميركي تركي”.

مراقبون اخرون يتحدثون بان العملية التركية قد تكون محدودة  ونحو اهداف محددة وبعمق من10 الى 15 كم وفي مناطق محددة ، وفي حال كانت العملية شاملة ستكون على طول الحدود بين 25 إلى 30 كم من عين العرب وحتى عين ديوارعلى مثلث الحدود السورية العراقية التركية، ومثل هكذا عمليات من الصعب أن تبدأ إلا إذا كان هناك توافقات كبيرة ليست ناضجة في الوقت الراهن.

عملية شرق الفرات لو بدات ستكون أسهل من عملية غصن الزيتون، فالمنطقة من حيث الطبيعة الجغرافية والعمل الميداني هي أسهل بكثير من عفرين التي تحتوي على أودية وغابات وجبال محصنة وربما السيناريو الأقرب للتطبيق هو الدخول لعمق معين بالقرب من تل أبيض وعين العرب، وهي مرتبطة بتفاهمات منبج بين الأمريكان وتركيا، مصادر تركية تحدثت عما اسمته إكمال الجيش الحر استعداداته للمعركة المرتقبة التي ستطلقها تركيا شرق الفرات متوقعة أن تكون على جبهتَيْ “تل أبيض” و “عين العرب.

 وحتى استكمال ترتيبات منبج ومدى تنفيذها على الارض وايضا مدى ردة الفعل الامريكية في شرق الفرات لا يمكن الجزم بان عملا عسكريا ما سيتم في هذه المنطقة خاصة وان اتفاق سوتشي بشان ادلب لازال هو الاخر غير مكتمل الاركان وهناك ملاحظات روسية عليه وهنا صاحب الارض أي الدولة السورية تراقب وهي ليست ببعيدة عن التطورات و تؤكد دوماً بأن لها الحق في طرد كل من دخل سوريا دون دعوة منها ومرارا دعت الجميع من ابناء الوطن الى الوطن حوارا والا يكونوا مطية لاحد واجنداته على الارض السورية  و بكل وسيلة ممكنة ستعيد كل شبر من الارض السورية .

محمود غریب