آخر تطورات مقتل خاشقجي وتداعياته الوخيمة على السعودية

آخر تطورات مقتل خاشقجي وتداعياته الوخيمة على السعودية
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١٢:١٤ بتوقيت غرينتش

مع مرور الأيام، وكشف المزيد من ملامح مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، تبدو الحلقة وكأنها تضيق حول ولي العهد الأمير بن سلمان، الآمر الناهي، والمحكم قبضته على مجمل مفاصل النظام في الوقت الراهن.

العالم - تقارير

بالتزامن مع استعار نار الإشاعات حول ما جرى في أروقة القنصلية السعودية في اسطنبول، تعالت أصوات الشجب والاستنكار -بل وحتى الاشمئزاز من فظاعة الجريمة- الصادرة من عواصم أوروبية وغربية عدة كانت بالأمس القريب تتودد للأمير محمد بن سلمان وتعلق الآمال على حماسه وحيويته الواضحتين لتغيير الأوضاع المستقرة في المملكة منذ عقود.

ترامب وأردوغان يبحثان قضية خاشقجي في باريس

بحث الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، تطورات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك على هامش فعاليات مئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قولها: "الرئيس ترامب جلس قرب نظيره التركي، وبحثا  قضية خاشقجي المأساوية".

يواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ توليه منصبه عددا من الأزمات على الصعيد الداخلي والخارجي، يرى عدد من الخبراء أن طريقة تعاطيه مع ملفاتها يهدد صورة بلاده خارجيا ويؤثر بالسلب على علاقاته الدولية.

وتضاف الأزمة الحالية المتعلقة بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، إلى قائمة طويلة من الأزمات تعرض من خلالها ابن سلمان إلى سلسلة من الانتقادات، كما أنها قد تؤدي إلى تدهور علاقات السعودية مع كثير من الدول.

ويعلق الباحث في جامعة "رايس" الأميركية كريستيان أولريشسن بقوله إن هذا قد يعزز النظرة في واشنطن بأن "السعودية بقيادة محمد بن سلمان عرضة للممارسات المتهورة في ظل ما يبدو أنه تفكير محدود جدا بالعواقب، سواء أكان حصار قطر أو احتجاز سعد الحريري أو الخلاف مع كندا دون الحديث حتى عن حرب اليمن".

تفاصيل جديدة مرعبة

كشف رئيس قسم التحقيقات في جريدة صباح التركية نظيف كرمان عن تفاصيل مرعبة حول مقتل خاشقجي، قائلا إن التسجيلات الصوتية التي بيد السلطات التركية توضح أن خاشقجي قُتل بوضع كيس على رأسه، وأن هذه التسجيلات توثق اللحظات الأخيرة في حياة الصحفي القتيل.

وأضاف أن آخر الكلمات التي تلفظ بها خاشقجي كانت "أنا أختنق، أبعدوا هذا الكيس من رأسي، أنا أعاني من فوبيا الاختناق"، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن تلك عملية القتل بواسطة الخنق استمرت سبع دقائق.

وأشار إلى أن الفريق السعودي الذي قتل خاشقجي وضع أكياسا على أرضية الغرفة لمنع تسرب الدماء إليها أثناء عملية تقطيع الجثة، وأن عملية التقطيع على يد خبير الطب الشرعي السعودي صلاح الطبيقي استمرت لمدة 15 دقيقة، ثم وضعت الجثة المقطعة في 5 حقائب كبيرة ونقلت إلى سيارة تابعة للقنصلية السعودية.

وتحدث كرمان عن طريقة التخلص من الجثة، مشيرا إلى أن فريق الاغتيال جاء ببعض الآلات والأدوات إلى تركيا وقال إن صحيفته (صباح) ستنشر لاحقا صور الأدوات التي قدم بها فريق الاغتيال وأدخلها إلى تركيا.

كما أكد أيضا أن الصحيفة ستنشر في الفترة المقبلة تفاصيل التسجيلات الصوتية التي توثق لحظات مقتل خاشقجي على يد الفريق السعودي في الثاني من الشهر الماضي.

أردوغان: أسمعنا السعوديين والأميركيين تسجيلات مقتل خاشقجي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس السبت إن بلاده قدمت تسجيلات تتعلق بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى السعودية والولايات المتحدة وعدة دول أخرى.

وقبل توجهه لباريس قال أردوغان "قدمنا التسجيلات إلى السعودية والولايات المتحدة والألمان والفرنسيين والبريطانيين أيضا".

وأضاف اردوغان: "لقد استمعوا إلى المحادثات وعرفوا بها"، مشيرا إلى مناقشات تشمل مسؤولين سعوديين أثناء قتلهم لخاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال أردوغان إنه يجب على الرياض تحديد من قتل خاشقجي من الـ18 مشتبها بهم المعتقلين في السعودية.
 
وأضاف "القتلة هم بالتأكيد بين الأشخاص الـ15 أو الـ18 المشتبه بهم، وليس هناك داعٍ للبحث عنهم في أي مكان آخر".

ولفت إلى أن الحكومة السعودية قادرة على الكشف عن القاتل ومصير الجثة من خلال دفع هؤلاء الموقوفين إلى الاعتراف.

وقال الرئيس التركي إن "على السعودية التصرف بالعدل مقابل حسن نوايانا للتخلص من هذه الشبهة، وإلا فإنها ستلصق بها دوما".

الرياض لن تقبل أبدا بتحقيق دولي في مقتل خاشقجي!

بعد ان طالبت منظمات حقوقية دولية منها لجنة حماية الصحفيين وهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية و"مراسلون بلا حدود" سابقا، إنه ينبغي على تركيا أن تطلب من الأمين العام للامم المتحدة انشاء لجنة أممية للتحقيق في قضية خاشقجي، قال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل إن الرياض لن تقبل أبدا بتحقيق دولي مستقل في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتوقع الفيصل في ندوة بنيويورك؛ وفاء الرياض بتعهدها بالتحقيق في ظروف وملابسات مقتل خاشقجي، و"بوضع كل الحقائق على الطاولة"، وبالرد على جميع الأسئلة العالقة بما في ذلك مصير جثة الصحفي السعودي، على حد قوله.

وأشار الفيصل إلى أنه لا يمكن أبدا إخفاء الحقيقة، وأن المملكة لن تحاول أبدا إخفاءها، ليس فقط في هذه القضية، بل في قضايا أخرى، على حد تعبيره.

غياب ابن سلمان عن استقبال ولي عهد أبو ظبي في الرياض

استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أمس السبت، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في قصر العوجا بالرياض، وسط غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وهذه هي الزيارة الأولى لولي عهد أبو ظبي للسعودية، منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويرى المراقبون أن قضية الصحفي خاشقجي تهدد العلاقات التركية السعودية، ويحذر محللون من عواقب وخيمة على العلاقات المتدهورة أصلا بين الرياض وأنقرة.

وترى المحاضرة في جامعة ووترلو الكندية بسمة مومني أنه "صورة ولي العهد ستصبح أكثر صعوبة للاستيعاب وخصوصا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى"، مؤكدة أن من المرجح أن تسوء العلاقات التركية السعودية جراء هذه القضية.

أما المحلل جيمس دورسي فاعتبر أن قضية خاشقجي سيكون لها عواقب "كبيرة" في الخارج، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجهها السعودية في اليمن وخطر أن يقوم نواب في دول مختلفة بالحشد من أجل منع بيع الأسلحة للرياض.