تركيا تغير من لحن سياستها حيال السعودية

تركيا تغير من لحن سياستها حيال السعودية
الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

رغم مرور اکثر من شهر على اغتیال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول ورغم ظهور القرائن المؤكدة على ان هذه الجريمة ارتكبت بناء على امر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الا ان التطورات في هذه الحادثة مازالت ترواح مكانها.

العالم - تقارير

الامير السعودي يعتقد ان بامواله يمكن شراء كل شيء حتى سكوت العالم على الجريمة البشعة التي كانت قنصلية السعودية مسرحا للجريمة فيها، ولم لا فبالرغم من مرور سنوات على العدوان السعودي على اليمن الا ان المجتمع الدولي يقف صامتا امام المجاور السعودية والاماراتية هناك... فكما قال المثل الغربي "المال هو الذي يتكلم" على العموم اللهجة السياسية التي اصبح يتكلم بها المسؤولون الاتراك مؤقتا باتت اشد لحنا واعلى صوتا حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن إجراء تحقيق دولي في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بات شرطا، بينما قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جليك إنه لا بد أن الجريمة كانت بأوامر سعودية عليا.

وخلال جلسة في مقر البرلمان التركي بأنقرة الأربعاء، قال جاويش أوغلو "في البداية شكلنا مجموعة عمل مع السعودية، وقلنا إننا لا نفكر في إحالة المسألة لمحكمة دولية، ولكن في هذه المرحلة نرى أن إجراء تحقيق دولي بات شرطا".

وأضاف "مهما حصل فإننا سنقوم بما يلزم من أجل الكشف عن الجريمة بكافة جوانبها"، مؤكدا أن بلاده قادت هذه المرحلة من التحقيق بشكل شفاف.

ويأتي تصريح أوغلو، الأربعاء، بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التسجيل الصوتي لقتل خاشقجي كان “كارثة حقيقية” صدمت “ضابط المخابرات السعودية” الذي سمعه، حسبما أفادت صحيفة “صباح” الموالية للحكومة التركية، الثلاثاء.

وفي نفس السياق، كرر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية مطالبة بلاده بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والمتعاون المحلي الذي قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الجثة سلمت إليه.

وأضاف جليك خلال مؤتمر صحفي في أنقرة "لا يمكن تنفيذ جريمة قتل خاشقجي دون أمر من جهات عليا، والعالم بأسره يبحث حاليا عن جواب لسؤال: من أعطى هذا الأمر؟"، مطالبا بإجراء محاكمة شفافة للقتلة يحضرها ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية ذات الاعتبار.

في السياق ذاته، وصف جليك تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بشأن التسجيلات الخاصة بمقتل خاشقجي بالخاطئة، وأكد أن تركيا تبحث عن الحقيقة ولا تسعى لاتهام شخص بعينه. وذلك بعدما قال بولتون إن تلك التسجيلات لا تشير بالضرورة إلى تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الجريمة.

كما أدان المتحدث بشكل "واضح وصريح" تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث اتهم الوزير الفرنسي الرئيس التركي بممارسة "لعبة سياسية" بشأن مقتل خاشقجي.

ويبدو  ان الشدة في السياسة التركية ليست بعيدة عن ما كشفه حساب "العهد الجديد"  عن السيناريو المتوقع لاعترافات أعضاء فريق اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي والذين أعلنت السعودية القبض عليهم، موضحا بأن خلية الأزمة التي شكلها ولي العهد محمد بن سلمان اقترحت نشر فيديو لاعترافاتهم وهو يقرون بتواطؤ مسؤولين أمنيين أتراك معهم، في محاولة لتخفيف الضغط عليه ورمي الكرة في الملعب التركي.

وفي اخر تطورات قضية خاشقجي دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل لتحديد ظروف مقتل الصحفي على أن "يتضمّن تحديد دور السعودية، والمسؤولين عن التفويض والتخطيط وتنفيذ القتل الوحشي"، وشددت على ضرورة رفض الدول الأخرى محاولات تبرئة السعودية من مقتل الصحفي مشيرة في بيان لها إن "الرياض اعترفت أن موظفين رسميين نفّذوا بصفة سعودية قتل خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يبدو ان السعودية امام ضغوط دولية ولو على المدى القريب لكنها وحسب الظاهر ليس لها نهاية خاصة بعدما طالبت تركيا على لسان وزير خارجيتها بضرورة اجراء تحقيق دولي والسؤال الذي يطرح نفسه هل تركيا ستواصل ضغطها على النظام السعودي وهل ستشهد العلاقات بين البلدين توترا؟ هذا ما ستكشفه الايام المقبلة.

علا قاسمي