استخدام الاغذیة والادویة سلاحا ضد الشعوب جریمة ضد الانسانیة

استخدام الاغذیة والادویة سلاحا ضد الشعوب جریمة ضد الانسانیة
الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر سفیر ایران فی الامم المتحدة حبیب آل اسحاق، استخدام الاغذیة والادویة سلاحا ضد الشعوب جریمة ضد الانسانیة، مؤكدا بان الحرب الاقتصادیة الشاملة التی تشنها امیركا ضد ایران تهدف الي احباط او حرف جهود ایران للارتقاء بحقوق الانسان.

العالم- ايران

جاء ذلك فی كلمة القاها السفیر ومساعد ممثلیة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في منظمة الامم المتحدة حبیب آل اسحاق الخمیس خلال اجتماع اللجنة الثالثة فی الجمعیة العامة للامم المتحدة في نیویورك قبل التصویت علی مشروع قرار حول حقوق الانسان تبنته كندا ضد ایران.

واضاف آل اسحاق، ان القوی الهدامة التي تقف وراء مشروع القرار حول حقوق الانسان في ایران هي ذاتها بالضبط التي عبات كل طاقاتها لاحباط او حرف جهود ایران للارتقاء بحقوق الانسان.

واشار الی الكثیر من الجرائم التي ارتكبتها امیركا علی مدی عقود من الزمن ضد الشعب الایراني بدءا من انقلاب العام 1953 ضد الحكومة الدیمقراطیة مرورا بدعم النظام الملكي الدكتاتوري البائد ودعم الحرب (التي شنها نظام صدام) ضد ایران في عقد الثمانینات وتوفیر الاسلحة الكیمیاویة لصدام لاستهداف الایرانیین واسقاط طائرة نقل الركاب الایرانیة التي راح ضحیتها 290 راكبا والتواطؤ مع الجماعات الارهابیة المعروفة واخیرا الحرب الاقتصادیة الشاملة وانتهاك القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن فی تایید الاتفاق النووي وعدم الالتزام بالقرار الملزم الصادر عن محكمة العدل الدولیة فی لاهاي، واعتبرها نماذج بسیطة من السیاسات الامیركیة المناهضة للشعب الایراني.

ونوه مندوب ایران الی ازدواجیة سیاسات امیركا وبعض الدول الغربیة حول حقوق الانسان اذ تدافع عن مجرمین وقتلة مثل منظمة خلق الارهابیة وغیرها بداعي الدفاع عن حقوق الانسان وتحظی باستقال وترحیب كبیر علی اعلی المستویات لدیها 'فیما تقوم هذه الحكومات المنافقة بقتل المدنیین علی مستوی الابادة البشریة، وقد ادت اجراءات الحظر الشاملة احادیة الجانب الی موت اعداد من المدنیین غالبیتهم من الاطفال فی مختلف انحاء العالم بما یفوق جمیع ضحایا اسلحة الدمار الشامل علی مدی التاریخ'.

واشار آل اسحاق الی التصریحات الوقحة لوزیر الخارجیة الامیركي الذی هدد الشعب الایرانی بالمجاعة وقال، ان استخدام الادویة والاغذیة كسلاح ضد المدنیین لا عنوان له الا 'الجریمة ضد الانسانیة'، اذ انه یمكن وفق منطق ادعیاء حقوق الانسان قتل شعب من اجل تحقیق مآرب سیاسیة.

ولفت سفیر ایران فی الامم المتحدة الی حادثة اهواز الارهابیة التی ارتكبتها زمرة انفصالیة وراح ضحیتها العدید من العسكریین والمدنیین ومن ضمنهم اطفال ونساء، وادانه مجلس الامن ایضا واعتبر موقف المتبنین لقرار حقوق الانسان ضد ایران بانه مخز ومثیر للغثیان كونهم ادرجوا اسم الزمرة الارهابیة التی ارتكبت الجریمة كمدافعة عن حقوق اقلیة قومیة وقال: ان مثل هذا التصرف لا یعني سوی الدعم والاعتراف بزمر ارهابیة تحت غطاء قرار حقوق الانسان.

واعتبر ان هذه الازدواجیة من قبل بعض الدول تنسحب علي قضیة الدیمقراطیة والانتخابات، اذ یجري التزام الصمت تجاه الدول (الحلیفة لها والمشتریة لسلاحها) التي لا انتخابات فیها فیما تعتبر الانتخابات في الدول المعادیة لها مزیفة وغیر مشروعة.

واعتبر مساعد ممثلیة ایران فی الامم المتحدة ان هنالك 'اصوات یجب سماعها واصوات لا تستحق السماع' حسب رای هذه الدول واضاف، ان اصوات عدد ضئیل من الافراد الذین كانوا منهمكین بالتخریب في شوارع طهران والهجوم علی مراكز الشرطة تستحق السماع وحتی الطرح في مجلس الامن الدولي حسب رایهم فی حین ان خنق اصوات المعارضین في الدول المشتریة (الحلیفة لهم) لا تدعو لاي قلق.

وتابع آل حبیب، ان الاسوا من ذلك هو ان الادعیاء المنافقین یصمون اذانهم تماما ازاء صوت ملایین الافراد (اللاجئین الفلسطینیین) الذین یعیشون خارج فلسطین المحتلة منذ 7 عقود.

ولفت سفیر ایران الی ان كندا التي تبنت مشروع القرار ضد ایران تعاني هی نفسها من ازدیاد العنف واضطهاد النساء حسب المقرر الخاص للامم المتحدة وكذلك سیاساتها التعسفیة المعروفة تجاه السكان الاصلیین، الی جانب دعمها الدائم للكیان الصهیوني المنتهك دوما لحقوق الانسان ضد الفلسطینیین واضاف، یبدو ان مصیر ملایین الافراد ممن وقعوا ضحایا العدوان الاسرائیلي لیس مهما بالنسبة لكندا وان 'اسرائیل' المنتهكة لحقوق الانسان تستحق الدعم والحمایة بلا حدود.

وقال آل اسحاق: من المضحك ان كندا وبعض الدول الاخری التي ارتكبت كل هذه الجرائم الحالكة في تاریخها القصیر جدا تبادر بوقاحة لوعظ ایران.

واكد سفیر ایران ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تفخر بانها تعتمد علی شعبها الضامن الوحید للامن والتنمیة واضاف، ان شرعیة وامن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة نابع من صوت وراي الشعب وان تعهد ایران بترویج ودعم حقوق الانسان ذاتي وحقیقي وله جذور عمیقة في المجالات الثقافیة والتاریخیة.

وقال آل اسحاق، ان هذا المشروع (مشروع القرار حول حقوق الانسان في ایران) والمسرحیة السیاسیة مؤشر للتسییس وعدم صدقیة المتبنین له ویكشف ایضا الی ای مدی یمكن ان تكون قرارات الامم المتحدة بعیدة عن الحقائق علی ارض الواقع.

واعتبر مبادرة المتبین لمشروع القرار لجمع الاصوات عبر اللجوء الی الضغط والتهدید ضد الدول الاخری اهانة اخری لقضیة حقوق الانسان واضاف، ان جمع الاصوات عبر التهدید بخفض المساعدات التنمویة لن یدعم ابدا الارتقاء بحقوق الانسان بل یكشف اكثر فاكثر عدم صدقیة ادعیاء الدفاع عن حقوق الانسان.

وقال مساعد ممثلیة ایران في الامم المتحدة في الختام: تذكّروا بان ایران تؤمن بقوة بالحوار علی اساس الفهم المتبادل والتعاون والاحترام علی النقیض من الذین یستغلون حقوق الانسان تاریخیا كاداة في السیاسة الخارجیة.