الديلي بيست:

تركي الفيصل أقام حفلاً صاخباً في نيويورك لتبرئة بن سلمان

الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

مع بروز قضية مقتل خاشقجي إلى العلن قبل شهر ونصف من الآن حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفاع قدر المستطاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلا أن سلسلة التناقضات التي خرجت عن السلطات السعودية حول تفاصيل جريمة القتل أحرجت الرئيس الأمريكي وجعلت تصريحاته متناقضة أيضاً، ومع تقدّم التحقيقات فيما يخص مقتل خاشقجي بدأت تلمّح السلطات التركية إلى أن إعطاء أمر القتل جاء من أعلى المستويات داخل السعودية وهذا أعطى إشارة بأن ولي العهد قد يكون المقصود بذلك.

العالم - السعودية

ابن سلمان محاصر وترامب لن يستطيع التحمّل أكثر

تقرير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" يفيد بأنّ ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي، وقالت مصادر مقرّبة من الوكالة إن "سي آي أيه" فحصت الأدلة التي بحوزتها بشأن القضية فحصاً دقيقاً.

ولم يصل المحققون إلى "دليل صارخ" على ضلوع ولي العهد السعودي في عملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن مثل هذه العملية لا بدّ أنها تمت بموافقته، ونفت السعودية هذه الادعاءات، وقالت إن ولي العهد لم يكن على علم بأي شيء في هذه القضية.

تأكيدات من قبل صحف غربية حول تحقيق "سي آي ايه"

تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن تحقيق الـ "سي آي ايه" واعتبرت أن نتائج هذا التحقيق جاءت بناءً على اتصال هاتفي أجراه خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، وسفير السعودية في واشنطن.

ويعتقد أن خالد بن سلمان اتصل بخاشقجي، بتوصية من شقيقه ولي العهد، وطمأنه على سلامته إذا ذهب إلى القنصلية، ولكن السفارة السعودية في واشنطن نفت أن يكون خالد بن سلمان تحدّث مع خاشقجي بشأن ذهابه إلى تركيا.

ولم يعلّق البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأمريكية على تقرير "سي آي أيه" حتى الآن، ولكن المصادر تقول إن الوكالة أطلعتهما على النتائج التي توصل إليها المحققون.

ويعتقد أيضاً أن "سي آي أيه" فحصت اتصالاً هاتفياً تلقاه أحد مساعدي ولي العهد من المجموعة التي قتلت خاشقجي، ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن مصادر قريبة من الـ "سي آي أيه" أن المحققين لم يعثروا على أي دليل يربط ولي العهد مباشرة بعملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن مثل هذه العملية لا بدّ أنها تمت بموافقته.

وخلص المحققون حسب واشنطن بوست إلى أنه "يستحيل أن تكون هذه العملية تمت دون علمه بها أو ضلوعه فيها".

من جانبها نشرت الأوبزرفر مقالاً لمراسلها في منطقة الشرق الأوسط مارتن شولوف يركز على قضية قتل خاشقجي منذ أسابيع تناول فيه أحدث التطورات في القضية.

ويقول شولوف: إن النتيجة التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ليست اعتباطية، وأن الوكالة لا بدّ أنها تمتلك أدلة قوية على استنتاجها بأن بن سلمان هو من أصدر الأمر باغتيال خاشقجي في مقر السفارة السعودية في اسطنبول.

ويضيف شولوف: إن هذه التطورات هي الفضيحة الأكبر التي تضرب ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد منذ ظهوره على الساحة السياسية مشيراً إلى أنها تهزّ منطقة الشرق الأوسط بأكملها لأن إعلان الـ "سي آي إيه" هو أول تقييم حكومي أمريكي يربط بن سلمان بالاسم بفضيحة اغتيال خاشقجي.

ويقول شولوف: إن استنتاج الـ "سي آي إيه" يأتي بعد أيام من محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون حماية ابن سلمان وإبعاد الاتهامات عنه في الجريمة البشعة التي تورّط فيها 21 شخصاً من المسؤولين والضباط السعوديين.

ويوضح شولوف أن ترامب وبولتون قالا في السابق: إن الجريمة ارتكبها مجموعة قتلة من دون علم ابن سلمان، لكن الاستنتاجات الأخيرة للسي آي إيه تؤكد أن قبضة ولي العهد الحديدية على كل الأمور والقرارات في السعودية تجعل تنفيذ جريمة بهذه البشاعة أمراً مستحيلاً من دون علم وموافقة ابن سلمان.

على الكونغرس معاقبة ابن سلمان

وانتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بشدة بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول مقتل خاشقجي، وما ورد فيه من تأييد واشنطن للمملكة العربية السعودية.

ودعت الصحيفة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي إلى التحرك لمعاقبة ولي العهد السعودي.

وكان ترامب قد قال في بيان نشره البيت الأبيض، الثلاثاء، حول العلاقات بين واشنطن والرياض إن الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكا قويا للسعودية، بهدف ضمان مصالحها ومصالح إسرائيل وبقية شركاء واشنطن في المنطقة.

ترامب خان القيم الأمريكية

واعتبر ناشر الصحيفة “فريد ريان” أن بيان “ترامب” حول مقتل “خاشقجي” يشكل خيانة لقيم أمريكا، في أقسى انتقاد لما ورد فيه من محاباة للسعودية ودعم لها.

وقال ريان وهو مدير “واشنطن بوست” التنفيذي،، إن رد ترامب على مقتل الإعلامي السعودي خاشقجي يشكل “خيانة للقيم الأمريكية”.

وذكر ريان، في بيان، أن رد ترامب على القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي يشكل خيانة للقيم الأمريكية الراسخة في احترام حقوق الإنسان والثقة والصدق في علاقاتنا الاستراتيجية” مع السعودية.

وأضاف موضحاً أن ترامب “يضع العلاقات الشخصية والمصالح التجارية فوق المصالح الأمريكية برغبته في مواصلة القيام بأعمال البزنس المعتادة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية”.

وتابع ريان قائلاً: “وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) حققت بشكل شامل في مقتل هذا الصحفي البريء وخلصت بثقة عالية إلى أن القتل تمّ بتوجيه وأمر من ولي العهد. وإذا كان هناك سبب للشك في استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية، ينبغي على ترامب أن يجعل تلك الأدلة علنية على الفور”.

وأكد أن ترامب “على حق في القول إن العالم مكان خطير للغاية”، لكن ريان قال إن “استسلامه لهذه الجريمة التي أمرت بها دولة سيجعل العالم أكثر خطورة”.

ولفت إلى أن “الرجل البريء الذي قُتل بوحشية يستحق أفضل، وكذلك تستحق الحقيقة والعدالة وحقوق الإنسان”.

كما دعا ريان الكونغرس إلى التحرك، قائلاً إنه “في ظل هذا الفشل في القيادة من الرئيس ترامب، يقع الآن على عاتق الكونغرس الوقوف للدفاع عن قيم أمريكا الحقيقية ومصالحها الدائمة”.

جريمة خاشقجي ستبقى للأبد وصمة عار لترامب وأمريكا

في السياق ذاته علقت محررة المقالات الدولية في “واشنطن بوست”، كارين عطية، على بيان ترامب وقالت، إنه “مليء بالأكاذيب والتجاهل الصارخ لما خلصت إليه الاستخبارات الأمريكية”.

جاء ذلك في مقال لعطية حمل عنوان “جريمة خاشقجي ستبقى للأبد وصمة عار على جبين ترامب والولايات المتحدة”.

واعتبرت في مقالها أن خطاب ترامب: “يظهر تجاهلاً لا يغتفر لحياة السعوديين الذين يجرؤون على انتقاد النظام. هذا تنازل جديد”. وأوضحت أن “هناك أدلة قائمة على تورط بن سلمان في عملية القتل”.

قالت محررة المقالات الدولية في صحيفة واشنطن بوست كارين عطية إن الوقت حان لكي يتصرف الكونغرس ويفرض عقوبات على السلوك الخطير للسعودية في العديد من المواقع لأن موت خاشقجي سيكون بقعة دم تلطخ ضمير أمريكا الأخلاقي.

وأوضحت عطية أن "بقعة الدم تلك لن يمحوها الزمن أو أموال الإسكات التي تدفعها السعودية لإدارة ترامب".

وهاجمت عطية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقالت إنها ارتكبت "انحطاطات أخلاقية عديدة خلال فترتها الرئاسية لكن غض الطرف عن ذبح صحفي أقام في الولايات المتحدة قد يكون حضيض المستويات الأخلاقية".

ووصفت بيان البيت الأبيض أمس بشأن مقتل خاشقجي بـ"الصبياني والأخرق الذي تشوبه الأكاذيب". وقالت إن ترامب "كرر فيه الكذبة السعودية التي تزعم أن جمال كان عدوا للدولة وأن الولايات المتحدة ستقف صامدة مع السعودية على الرغم من أن نظامها استدرج كاتبا مسالما كان يعمل مع البوست ويسكن فرجينيا قبل قتله وبتر أعضائه".

ورأت عطية أن الواقع هو "أنّ ترامب يبذل قصارى جهده لمساعدة النظام السعودي على الإفلات من جريمة قتل شخص كان أحد أبرز الكتاب في العالم العربي وفي حال استمرار الإدارة على هذا المسار فإنّها ستدمر القليل الذي تبقى من مصداقية أمريكا الأخلاقية في مجالَي حقوق الإنسان وحرية التعبير".

وشددت على أن رفض ترامب التصرف "يعطي الضوء الأخضر الرمزي للشاب المتعطش للقوة بن سلمان كي يتمكن من مواصلة مآربه المتهورة في السعودية والعالم العربي ربما للسنوات الأربعين أو الخمسين المقبلة من دون مواجهة أي عواقب".

وقالت عطية إن ثمة أدلة متراكمة تشير إلى ضلوع ولي العهد السعودي في الأمر منها تقارير الاستخبارات الأمريكية بالإضافة إلى تورط مستشاريه المقربين في جريمة القتل وبينهم "سيئ السمعة سعود القحطاني" مضيفة أنه "على الرغم من ذلك يكرر ترامب قوله إن ابن سلمان نفى ضلوعه في الجريمة ليعود ويقول إن تقرير "سي آي إيه" سابق لأوانه مع اعترافه بأن تسجيل قتله قاس".

دعوى ضد وكالات التجسس الأمريكية بسبب خاشقجي

کما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا تقول فيه إن معهد "ذا نايت فيرست أميندمينت إنستيتيوت"، التابع لجامعة كولومبيا، تقدم بدعوى ضد الحكومة الأمريكية.

ويشير التقرير، إلى أن المعهد تقدم بالدعوى للتأكد من أن وكالات التجسس التابعة للحكومة التزمت بما تراه المؤسسة واجبها لتحذير الصحافي جمال خاشقجي من الخطر الكامن له، لافتا إلى أن الصحافي قتل الشهر الماضي في اسطنبول.

وتلفت الصحيفة إلى أن المعهد يحاول الحصول على وثائق تتعلق بخطوات اتخذتها المؤسسات الأمنية لتحذير خاشقجي، المواطن السعودي الذي كان يحمل إقامة في الولايات المتحدة، وذلك أن التوجيه الحكومي رقم (191) يطالب الوكالات الرسمية بتحذير أفراد "من التهديدات القادمة والقتل المبيت والأذى الجسدي والاختطاف". 

ويورد التقرير أنه جاء في الدعوى القضائية أن "الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تنصتت على اتصالات ناقش فيها مسؤولون سعوديون خططا للقبض على خاشقجي"، وذلك قبل قتله

وتفيد الصحيفة بأن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" توصلت منذ وفاة خاشقجي في القنصلية إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتله، بشكل ناقض الرواية السعودية بأن لا علاقة ولا علم له بالحادث، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب أعلن في بيان مثير للتعجب دعمه للسعودية، بشكل قوض رواية "سي آي إيه"، وقال: "تواصل وكالاتنا الاستخباراتية تقييم المعلومات كلها، وربما كان ولي العهد على معرفة بالحادث المأساوي وربما لم يكن!". 

وينوه التقرير إلى أن معهد "نايت إنستيتيوت" طلب في الشهر الماضي، وبناء على قانون حرية المعلومات، السجلات المتعلقة بمقتل خاشقجي، وأرسل طلبات لكل من "سي آي إيه" ومكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي أي"، ووكالة الأمن القومي ووزارة الخارجية ومدير الأمن القومي

وتذكر الصحيفة أن المعهد يحاول الحصول على الوثائق المتعلقة بواجب التحذير، واتخاذ خطوات فيما يتعلق بالخطوات التي اتخذت لتحذير جمال خاشقجي، وفيما إن كانت هذه الوكالات قد حددت أن حياته عرضة للخطر بشكل يستدعي تحذيره، أو أنها فكرت في تقديم معلومات له عن الاتصالات التي حصلت عليها

وبحسب التقرير، فإنه حتى هذا الوقت لم تصدر أي من الوكالات وثائق استجابة لطلب المعهد، ولهذا تقدم بدعوى قضائية إلى محكمة منطقة كولومبيا لإجبارها على الاستجابة

وتنقل الصحيفة عن المدير التنفيذي للمعهد جميل جعفر، قوله: "جاء طلبنا للحصول على معلومات تتعلق بتطبيق الوكالات واجب التحذير ملحا عندما قدمنا الدعوى، لكنه أصبح أكثر إلحاحا في ضوء الجهود المخجلة التي يقوم بها البيت الأبيض لتقليل خطورة قتل هذا المراسل، وحماية الأشخاص المسؤولين الذين أمروا بها". 

ويبين التقرير أن لجنة حماية الصحافيين قامت بالتقدم بطلب بموجب قانون حرية المعلومات للحصول على السجلات التي يطالب بها المعهد ذاتها

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين، جويل سيمون: "من الضروري أن تكشف الحكومة الأمريكية علنا ما كانت تعرفه عن التهديدات التي تعرض لها خاشقجي قبل مقتله".

نيويورك تايمز تهاجم  بيان ترامب حول خاشقجي

کما هاجمت صحيفة نيويورك تايمز ترامب بعد بيانه أمس بشأن اغتيال خاشقجي وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن ترامب قام بـ"ابتلاع" الرواية السعودية عن مقتل خاشقجي، وتجاهل القيم الأمريكية ونتائج تحقيقات "سي آي إيه".

وبدأت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى الصورة الكاريكاتورية الشبحية التي نشرتها يوم الثلاثاء، التي صوّرته بأنه رجل مهتم بشكل كبير بالمال والمصالح الضيقة.

وقالت إن الرئيس ببيانه الذي أصدره أمس الثلاثاء، وتجاهل فيه نتائج "سي آي إيه" حول ضلوع ولي العهد السعودي بمقتل جمال خاشقجي، فإنه قد أثبت "أنه مهما كانت المسؤولية، فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي، ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، النفط، والمساعدة في الشرق الأوسط، ولن يحمّل بن سلمان المسؤولية".

وتحدثت الصحيفة عن إشارات التعجب التي استخدمها الرئيس في بيانه: "ربما كانت لولي العهد معرفة بالحادث الفاجع، وربما لم تكن له معرفة!"، وأضافت أن جمال خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أمريكا، وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست". ولا يخدم كلامه الصحافيين أو المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في الخارج، حيث لم يستطع الرئيس استدعاء حتى أدنى حد من الكلام لشجب بشاعة إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع لاغتيال خاشقجي؛ بسبب تجرؤه على انتقاد ولي العهد، فهذا البالغ من العمر 33 عاما يعد صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه "العالم مكان خطير!"، واعتبرت أن كلامه بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية وأماكن أخرى سيمنحهم الجرأة على عمل ما يريدون.

وتقول إن القتل ظهر في تفاصيله اللاإنسانية كلها في التسجيل التركي، وتبعته سلسلة من الأكاذيب التي نشرها النظام السعودي، وتعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين، الذين لا يهمهم الحياء ولا الأخلاق. وأكد ترامب مناعتهم وحصانتهم من العقاب.

وتعتقد الصحيفة أن كلام ترامب التبسيطي يعكس رأيه بطبيعة العلاقات الدولية، وأنها تعاقدية، وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الحقوقية الإنسانية لتأمين الفهم البدائي للمصالح القومية الأمريكية، أو كما تحدث عنها بـ"أمريكا أولا"، وقال: "ربما لن نعرف الحقائق المحيطة بمقتل جمال خاشقجي.. على أي حال فعلاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية".

وجاءت إشارة ترامب الأولى إلى خاشقجي بعد حديث طويل عن إيران التي وصفها بأنها المسؤولة وحدها عن الحرب في اليمن، ودون أن يذكر أو يهتم بالإشارة إلى أن معظم القتل جاء بسبب الحرب العشوائية، والغارات غير الدقيقة التي شنتها السعودية، وأدت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحاضر.

لكنه قال إن السعودية ستكون "سعيدة" بالانسحاب من اليمن لو خرج الإيرانيون منها، وأتبع ذلك بفقرة أخرى عن الصفقات التي زعم أنه أخذها من السعوديين بمئات المليارات من الدولارات؛ وبطريقة مبالغ فيها.

وعندما ذكر (ترامب) خاشقجي بشكل موجز؛ ردد رواية السعودية أنه كان "عدو الوطن" وإسلاميا (إخوانيا)، مضيفا بطريقة زائفة أن هذا لم يؤثر على تفكيره، وليست هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ترامب أن هذا رجل لا يستحق أن تعرض أمريكا مصالحها للخطر من أجله.

وتقول الصحيفة إنه في ظل غياب القيادة من الرئيس فإن العبء يقع على الكونغرس لكي يحمي سمعة أمريكا في العالم، ويعلم ترامب أنه يسير نحو صدام مع المشرّعين، حيث ختم بيانه بتحدي أعضاء الكونغرس "الذين يريدون لأسباب سياسية أو غير ذلك اتخاذ طريق مختلف".

وكان ترامب يشير إلى المطالب المتزايدة من الحزبين في الكونغرس باستخدام ورقة السلاح من أجل معاقبة السعودية، وكلامه هو تحد لـ"ليندزي غراهام"؛ السيناتور عن ساوث كارولاينا، الذي تراوحت مواقفه بين شجب بن سلمان ودعمه للرئيس، وبعد ساعات من بيان الرئيس عنّف غراهام ترامب، بقوله: "أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الكونغرس لفرض عقوبات على السعودية، بما في ذلك أعضاء في العائلة المالكة"، وأضاف: "في الوقت الذي تظل فيه السعودية حليفا استراتيجيا، فإن تصرفات ولي العهد وبطرق عدة أظهرت قلة احترام لهذه العلاقة وجعلته أكثر من شخصية سامة".

وانتهت الصحيفة إلى القول إن مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان والعدل والحقيقة تتطلب ألا يفر أحد في السعودية من العقاب.. "الكرة في ملعبك سيناتور غراهام".

خاشقجي.. الكونغرس يسأل عن دور بن سلمان

ويطالب مشرعون في الكونغرس الإدارة الأميركية بتقديم تفسيرات بعد إعلان ترامب حول مقتل خاشقجي وقوله إن الاستخبارات الأميركية لم تتوصل إلى استنتاج حاسم بشأن القضية.

وكتب السناتور الجمهوري من ولاية تينيسي بوب كوركر الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والسناتور الديمقراطي من ولاية نيو جيرزي بوب مينينديز وهو من أعضاء اللجنة، رسالة إلى الرئيس ترامب مساء الثلاثاء طالبا فيها إدارته "بتحديد" ما إذا كان بن سلمان هو المسؤول عن قتل خاشقجي.

وطلب المشرعان إجراء تحقيق بموجب قانون "غلوبال ماغنتسكي"، الذي يفرض عقوبات على من يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان ويمارسون الفساد. ويمنح القانون الكونغرس حق مطالبة الإدارة الأميركية بإجراء تحقيق، ثم تحديد خلال 120 يوما ما إذا كان شخص أجنبي مسؤولا عن القتل خارج نطاق القانون أو التعذيب أو غير ذلك من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دوليا ضد فرد يمارس حرية التعبير. ولا يلزم القانون الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على ذلك الشخص.

وجاء في الرسالة: "في ظل التطورات الأخيرة، بما في ذلك إقرار الحكومة السعودية بأن مسؤولين سعوديين نفذوا عملية قتل خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول، ندعو أن تتطرق بالتحديد إلى ما إذا كان ولي العهد مسؤولا عن اغتيال خاشقجي".

وقال كوركر في تصريح لمحطة WTVC في ولايته الثلاثاء إنه "وضع حساس عندما لدينا حليف منذ عقود، لكن عندنا ولي عهد أعتقد أنه أمر بقتل صحافي".

من جانبه اختلف السيناتور ليندسي غراهام المقرب من ترامب، مع قرار الرئيس عدم معاقبة السعودية على خلفية مقتل خاشقجي، وقال إنه لا يجب أن تخسر أميركا "صوتها الأخلاقي" على المسرح الدولي، مضيفا أنه "ليس من مصلحة الأمن القومي الأميركي النظر للأمور بطريقة أخرى في قضية القتل الوحشي لخاشقجي".

وذكر غراهام أنه يعتقد أنه سيكون هناك دعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لفرض عقوبات صارمة على السعودية وأعضاء في العائلة المالكة.

وقال أعضاء الكونغرس باتساق إن الولي العهد "متورط على الأرجح" في قضية خاشقجي خصوصا بالنظر إلى هيكل الحكومة السعودية.

وفرضت الولايات المتحدة قبل أيام عقوبات على 17 سعوديا كان لهم دور في مقتل الصحافي وفقا لقانون ماغنتسكي.

كندا: قضية خاشقجي لم تنته بعد

وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، إن بلادها لا تعتبر أن قضية خاشقجي، قد أُغلقت، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي "التضامنية" مع السعودية، حسب إعلام محلي.

ونقلت هيئة الإذاعة الكندية "CBC" الأربعاء، عن فريلاند قولها: "إن التفسيرات التي تلقيناها من السعودية (حول ملابسات جريمة القتل) حتى الآن، تفتقر للمصداقية والمنطق".

وأضافت أن المسؤولين الكنديين يواصلون مباحثاتهم مع نظرائهم الأمريكيين بشأن العقوبات الأمريكية الأخيرة، على عدد من السعوديين يشتبه في تورطهم في الجريمة التي وقعت مطلع الشهر الماضي داخل قنصلية الرياض في إسطنبول.

وتابعت: "موقف كندا واضح جدًا، وهو أنه يجب أن يتحمل أولئك المسؤولون عن هذه الجريمة البشعة كامل المسؤولية".

تعرف لون القط الذي يتجول في قنصلية السعودية فهل تعجز عن معرفة القاتل؟

واتهمت تركيا، الأربعاء الولايات المتحدة بمحاولة غض الطرف عن قتل خاشقجي، ووصفت تعليقات من ترامب عن المسألة بأنها “كوميدية”.

وتعهّد ترامب، الثلاثاء، بأن يظل “شريكاً راسخاً” للسعودية على الرغم من قوله إن بن سلمان ربما كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي.

وعن احتمال ضلوع الأمير محمد في عملية القتل قال ترامب: “ربما كان على علم به وربما لا!”.

وتتناقض تصريحاته مع تقييم وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) التي تعتقد أن موت خاشقجي كان بأمر مباشر من وليّ العهد، الحاكم الفعلي للسعودية.

ورفض نعمان قورتولموش، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تقييم ترامب وقال لتلفزيون (تي آر تي خبر) الحكومي: “تصريحات أمس تصريحات كوميدية”.

وأضاف: “لا يمكن لوكالة مخابرات مثل "سي آي إيه" التي تعرف حتى لون القط الذي يتجول في حديقة القنصلية السعودية ألا تعرف مَنْ أعطى هذا الأمر.. هذا شيء لا يمكن أن يصدقه لا الرأي العام الأميركي ولا الرأي العام العالمي”.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أكد الثلاثاء، إصرار تركيا على الكشف عن جميع ملابسات مقتل خاشقجي، وذلك بعد البيان الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن جريمة القتل.

وقال تشاويش أوغلو: “هناك أسئلة لا تزال دون أجوبة بشأن مقتل خاشقجي، ونريد الكشف عن الجهة التي أصدرت التعليمات”.

واضاف إن “العديد من الدول لا ترغب في تقويض علاقاتها مع السعودية بسبب مقتل خاشقجي ونحن لا نرغب في ذلك.. ولكن يجب الكشف عن الجريمة”.

تركي الفيصل أقام حفلاً صاخباً في نيويورك لتبرئة بن سلمان

وكشفت صحيفة الديلي بيست الأمريكية عن حفل صاخب كبير أقامه الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، لمجموعة تضم 50 صحفياً ومفكراً وسياسياً أمريكياً في شقة فخمة في نيويورك؛ قالت إنه ضمن محاولة لتبرئة ولي عهد المملكة من تهمة قتل خاشقجي.

وكان الفيصل ذهب بمهمة إلى الولايات المتحدة من أجل تخفيف وقع أزمة اغتيال خاشقجي على العلاقات الأمريكية السعودية، وذلك في أعقاب الضجة الدولية التي نتجت عن الجريمة.

وتابعت الصحيفة أن "الأمير تركي الفيصل واجه سلسلة من الأسئلة حول دور بلاده في قضية خاشقجي، حيث تحدث علناً ولأول مرة منذ تفجر أزمة"، واصفة الحفل بأنه "كان حفلاً حميمياً، جمعه (الفيصل) بعدد من الصحفيين والمؤثرين في المجتمع الأمريكي".

الصحيفة نقلت عن أحد الحضور قوله إنه ذهب إلى هناك ولم يكن في ذهنه طبيعة هذه الدعوة، وعندما وصل أدرك أن الأمر أكبر من كونه حفلة نبيذ؛ حيث سعى الفيصل لإقناع الحاضرين بأهمية العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة والسعودية.

وتشير الصحيفة إلى أن "السعوديين يعتقدون أن الاجتماعات مع المؤثرين في وسائل الإعلام والسياسة في ظل الظروف العادية قد لا تكون نافعة، فقرروا الاستعانة بالحفلات، ومنها حفلة تركي الفيصل التي سعى من خلالها لتعزيز صورة السعودية".

الديلي بيست نقلت عن حسين إيبيش، الباحث في معهد الخليج (الفارسي) في واشنطن، قوله: إن "هناك جهداً سعودياً ملحوظاً من أجل تغيير عقول الناس".

وأضاف إيبيش: "المشكلة أن الحكومة السعودية ليست ماهرة بشكل خاص في هذا الجانب. سيستغرق الأمر وقتاً، ولكن الناس تريد أفعالاً لا كلمات، ويبدو أن السعوديين في هذا الوقت ليس لديهم سوى الكلمات".

الحفل الصاخب، بحسب الصحيفة، أقيم في شقة "إيست سايد" الكلاسيكية المعروفة، وقد كان اختيار الأطعمة بمختلف أنواعها بعناية، وكان النبيذ حاضراً، بالإضافة إلى البار المفتوح الذي تضمن مختلف أنواع الكوكتيلات، وخلال هذه الحفلة تحدث الفيصل 15 دقيقة قبل أن يفتح باب الأسئلة.

وتابعت الصحيفة: "قال الفيصل إنه وعلى الرغم من القتل الوحشي الذي تعرض له جمال خاشقجي فإنه ليس هناك ما يدعو للقلق؛ فالرياض تعمل بلا كلل من أجل تحقيق شامل في الجريمة، وستعاقب المسؤولين".

واستطردت الصحيفة: "لاحقاً قال الفيصل إن الحكومة السعودية سترفض إجراء تحقيق خارجي في قضية مقتل خاشقجي، مبيناً أن الولايات المتحدة رفضت إجراء تحقيق دولي في قضية أبو غريب".

الصحيفة ذكرت أن "الفيصل قال خلال ندوة عقدت لاحقاً في معهد السلام الدولي: لن تقبل السعودية بمحكمة دولية في أمر سعودي، النظام القضائي السعودي سليم، وسيأخذ مجراه. لا نقبل بأي تدخل أجنبي في نظامنا القضائي".

وقالت: "بحسب أحد الحضور في الحفلة الصاخبة التي أقامها الفيصل، فإنه لم يحاول أن يغير قناعات الحاضرين بشأن ما حدث لخاشقجي، ولكنه كان يركز على أن العلاقات الأمريكية السعودية سوف تستمر كما كانت".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الفيصل أبلغ الحاضرين بأن الولايات المتحدة والسعودية لا يمكن أن يبتعدا عن شراكتهما الاستراتيجية؛ فهناك الكثير الذي يجب فعله معاً، ومنها إحباط عدوان إيران في الشرق الأوسط، وفتح التعاون مع إسرائيل".

وفي رده على أسئلة الصحفيين الحاضرين، قال الفيصل إنه ليس هناك تغييرات مخططة، وإن بلاده مفتوحة للتواصل مع إدارة الرئيس ترامب.

الصحيفة ختمت قائلة: إن "مراقبين يرون أن السعودية سوف تستمر في حملة العلاقات العامة الضخمة من أجل استرداد سمعتها ومكانتها التي تدهورت بسبب جريمة اغتيال خاشقجي".

صحفي سعودي يتهم واشنطن بوست بالتبعية لقطر

واتهم المدير السابق لقناة "العربية" في السعودية، خالد المطرفي، صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأنها تابعة للحكومة القطرية.

وغرد: "منذ أن استحوذ عليها المال القطري.. تحولت واشنطن بوست من صحيفة عريقة إلى منصة مراهقة".

وبحسب المطرفي فإن "محتوى واشنطن بوست فاقد للمصداقية، وأخبارها عرضة للتكذيب!".

وأثارت تغريدة المطرفي سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها تأتي في أعقاب المعلومات التي كشفتها الصحيفة عن قضية مقتل خاشقجي.

وقال ناشطون إن "الإفلاس الذي وصل له الإعلام السعودي، دعاه إلى نشر إشاعات حول وسائل الإعلام التي كشفت خيوط جريمة خاشقجي".

وأوضح ناشطون أن المطرفي الذي "سقط في قضية خاشقجي"، من خلال سخريته من اختفائه أولا برغم العلاقة التي جمعتهما سابقا، ومن ثم وقوعه في "فخ ساذج" نصبه الإعلامي المصري الساخر "جو شو"، في القضية ذاتها، يعطي انطباعا عن العقليات المقربة من بن سلمان.

والضغوط التي يعاني منها ولي العهد قد تكون حجر عثرة في وصوله إلى العرش، في السابق لم يكن هناك احتمال آخر يفضي إلى أن شخصاً غير ابن سلمان سيكون ملكاً للسعودية في المستقبل خاصة بعد الدعم المطلق الذي قدمته له واشنطن وبرضى إسرائيلي واضح، لكن اليوم جميع الاحتمالات ممكنة بعد سلسلة الإخفاقات التي مُني بها ولي العهد لذلك قد لا نستغرب أن يرفع ترامب يده عن حماية الأمير الشاب إذا ما شعر بأن الأمور تتجه نحو الأسوأ وأن النار تقترب منه، ولكن في نفس الوقت لا نعلم ما إذا كان ترامب نفسه ينصب فخاً للسعودية يحصد من خلاله ما لذّ وطاب له من المال الذي يراه من حق شعبه ورفاهيته.