ترقب لزيارة بن سلمان الى موريتانيا والجزائر وسط غضب شعبي

ترقب لزيارة بن سلمان الى موريتانيا والجزائر وسط غضب شعبي
الأحد ٠٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

الفظائع التي يتورط فيها النظام السعودي ولا سيما ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان في داخل المملكة وخارجها من إنتهاكات لحقوق الإنسان ودعم الإرهابيين بالمال والسلاح وإشعال الحروب المدمرة والدموية في المنطقة، قد أجبرت الأمير الشاب على القيام بجولات خارجية لتلميع صورته التي تلطخت منذ توليه ولاية العهد في يونيو 2017.

العالم - تقارير

يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجزائر اليوم الأحد في إطار جولته الأفريقية التي بدأها بزيارة مصر يوم الـ 26 نوفمبر الماضي قبل ان يتوجه الى تونس.

ومن المقرر ان يمكث بن سلمان في الجزائر لمدة يومين وأعلن مكتب الرئاسة الجزائرية أن ولي العهد السعودي سيلتقي خلال هذه الزيارة بمسؤولين كبار لبحث القضايا التي تقول وسائل الإعلام إنها تتعلق بالعلاقات الثنائية والتبادل التجاري والتعاون الإقتصادي.

هذا وتأتي زيارة بن سلمان الرسمية للجزائر وسط معارضة شعبية وحزبية حيث أعلنت مختلف فئات الشعب والأحزاب والجمعيات المدنية أنها ستقوم بتظاهرات مناهضة  للسعودية إحتجاجًا على الجرائم التي يقترفها النظام السعودي في أنحاء مختلفة من منطقة الشرق الأوسط والعالم خصوصًا العدوان الهمجي على اليمن ومقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي وقمع المعارضين في داخل المملكة وسجنهم وتعذيبهم وحرمانهم من حق حرية الرأي والتعبير.

وقد واجهت زيارة بن سلمان للجزائر معارضة من قبل النشطاء الحزبيين والصحفيين والثقافين حيث أكدوا أن الهدف من هذه الزيارة هو تلميع وجه الأمير السعودي الذي يتولى منصب "وزارة الدفاع" في الحكومة السعودية لأن أصابع الإتهام في المآسي الفظيعة التي يكابدها الشعب اليمني من قتل وهدم وحصار وجوع وأمراض وحرمان من أبسط الإمكانات والخدمات الضرورية تشير إلى ولي العهد السعودي الذي أصبح يلقب بـ"أبي منشار" في العالم العربي والإسلامي بسبب الادلة التي تشير الى تورطه في جريمة قتل خاشقجي المروعة.

ولا يفوتنا أن جمعية العلماء المسلمين في الجزائر قد وقّعت بيانًا أعدته شخصيات صحفية وثقافية جاء فيه أن السعودية الرجعية ليست تصدّر البترول لأسيادها الأجانب ومن يدور في فلك هؤلاء فقط بل تصدّر الوهابية البغيضة التي تنشر الرعب والعنف في العالم وتُعتبر مصدر الإرهاب في مختلف أرجاء المنطقة والعالم.

وفي سياق معارضة الجزائريين لزيارة بن سلمان، قال رئيس حزب حركة مجتمع السلم الإسلامي إن الظروف لا تسمح للجزائريين بأن يرحبوا بولي العهد السعودي لأن هذا الأمير الشاب هو المسؤول عن قتل عدد هائل من المدنيين خصوصًا الأطفال منهم في اليمن وسجن العديد من السعوديين الأبرياء ولم يكن قتل الصحفي جمال خاشقجي أول جرائمه ولن يكون آخرها.

ومن المتوقع أن يزور بن سلمان موريتانيا اليوم الأحد قبل توجهه إلى الجزائر وقد أعلنت المعارضة الموريتانية أيضًا أن بن سلمان لن يكون مرحبًا به في موريتانيا.

وقد أصدر أكبر تحالف معارض في موريتانيا والذي يسمى بـ"المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة" بيانًا أكد فيه أن بن سلمان لن يلقى ترحيبًا في موريتانيا لأنه يتجاهل القضية الفلسطينية العادلة كـ"القضية الأولى للأمة الإسلامية" وجعل الحرمين الشريفين سندًا قويًا لكيان الإحتلال الإسرائيلي.

وجاء في بيان أكبر تحالف معارض بموريتانيا أن "إسرائيل" تستقوي بالسعودية ولولا السعودية لكانت "إسرائيل" تواجه أزمة حقيقية في المنطقة. وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى هذه الحقيقة في يوم 22 نوفمبر الماضي حيث أكد على ضرورة وأهمية التحالف مع الرياض بالنسبة لواشنطن وتل أبيب وإعترف أنه لولا السعودية التي يقودها الأمير السعودي محمد بن سلمان لكانت "إسرائيل" في مأزق حقيقي.

وقد دعا المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة كل الشرفاء إلى عدم الترحيب بولي العهد السعودي في موريتانيا، مؤكدًا أن الظروف الحالية تفرض على المتمسكين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني المظلوم والمدافعين عن حقوق الإنسان وحق حرية الصحافة وحق التعبير أن لا يرحبوا ببن سلمان.

وتعبيراً عن معارضتهم للزيارة المرتقبة لبن سلمان لموريتانيا، نظم أعضاء تكتل "المبادرة الوطنية لمناهضة الإختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة" وقفة إحتجاجية تحت عناوين كـ"لا مرحبًا بقائد التطبيع" و"الشعب يريد طرد السفاح" و"الشعب لا يريد بن سلمان" يوم الـ 30 نوفمبر المنصرم في ساحة الجامع الكبير المعروف بـ "الجامع السعودي" في شمال العاصمة نواكشوط وأكدوا في هتافاتهم أن الشعب الموريتاني ضد التطبيع ولن يقبل بالتطبيع والتطويع ولا أهلًا ولا مرحبًا بالقاتل السفاح.

وتعدّ زيارة بن سلمان الى نواكشوط، الأولى لولي عهد سعودي لموريتانيا منذ 46 سنة حيث زارها في السبعينات أي في سنة 1972 الملك فيصل ولم يزر هذه الدولة الأفريقية منذ ذلك الحين أي من سلطات الرياض.