كأس ليبرتادوريس

مدريد تستعد لـ "نهائي القرن" بين ريفر وبوكا

مدريد تستعد لـ
السبت ٠٨ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٧ بتوقيت غرينتش

 على بعد نحو عشرة آلاف كلم من بوينوس ايرس وتأخير لنحو أسبوعين، يلتقي الغريمان الأرجنتينيان ريفر بلايت وبوكا جونيورز الأحد في مدريد في إياب الدور النهائي لمسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية، في مباراة يؤمل أن تضع حدا لسلسلة من الأحداث المثيرة للجدل.

رياضة - AFP

بعد رفض ريفر خوض نهائي المسابقة القارية الأهم في كرة القدم بعيدا من ملعبه، ومطالبة بوكا باعتباره فائزا باللقب بعد تعرض حافلته لاعتداء من مشجعي منافسه، يتحضر الفريقان في العاصمة الإسبانية لخوض لقاء بات يعرف بـ "نهائي القرن"، نظرا لأنه يجمع للمرة الأولى في نهائي المسابقة القارية، بين قطبي كرة القدم الأرجنتينية.

وكانت مباراة الإياب مقررة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر على ملعب "مونيومنتال" التابع لريفر، لكنها أرجئت بعد اعتداء مشجعيه على حافلة بوكا قبيل وصولها للملعب. وقرر الاتحاد القاري (كونميبول) بداية إرجاء المباراة لموعد لاحق في الأمسية نفسها، قبل أن يرحّلها لليوم التالي، ويرجئها مجددا قبل ساعات من الموعد الجديد. بعد ذلك، أعلن الاتحاد نقل المباراة لخارج الأرجنتين، وحدد لها موعدا عند الساعة 19,30 بتوقيت غرينيتش في التاسع من كانون الأول/ديسمبر على ملعب سانتياغو برنابيو التابع لنادي ريال مدريد الإسباني.

وفي حين أن فرصة اللعب في الملعب التاريخي الذي يتسع لنحو 81 ألف متفرج قد تروق لأي لاعب في العالم، الا أن لاعبي الفريقين لم يخفوا خيبة أملهم لاضطرارهم لمحاولة الظفر بأغلى لقب بالنسبة الى أندية كرة القدم الأميركية الجنوبية بعيدا من القارة.
وقال المهاجم الدولي السابق ونجم بوكا حاليا كارلوس تيفيز "كلاعب، أعتقد أنه من المهم التركيز على المباراة لأن خوض مباراة نهائية لكوبا ليبرتادوريس، بين ريفر وبوكا في مدريد... شيء غريب".
أما حارس مرمى ريفر فرانكو أرماني فقال "جميعنا كنا نرغب في أن نخوض المباراة على أرضنا، في ملعبنا، أمام مشجعينا الذين يستحقون ذلك، الا ان القرار اتخذ. علينا أن نقوم بأفضل الممكن".

وأثار نقل المباراة الى مدريد حفيظة الناديين: ريفر رفض خوض المباراة في مدريد، على اعتبار أنه لا يتحمل مسؤولية الاعتداء على حافلة بوكا لأنه وقع خارج ملعبه "مونيومنتال"، ويستحق أن يخوض الإياب على أرضه بعد تعادل الفريقين ذهابا على ملعب بوكا "بومبونيرا" بنتيجة 2-2.
في المقابل، لا يزال بوكا - وحتى الساعات الأخيرة قبل المباراة - مصّرا على أنه يستحق نيل اللقب من دون أن يخوض الإياب، ومؤكدا أنه سيرفع القضية الى محكمة التحكيم الرياضي ("كاس")، للمطالبة بمعاقبة ريفر بموجب مواد قانونية من نظام الاتحاد القاري تتصل بحالات مماثلة.

وفي غياب أي مفاجأة قد تطيح بالمباراة مجددا، سيكون قطبا الكرة الأرجنتينية على موعد غدا في مدريد التي منحت كرة القدم العالمية بعضا من نكهتها، وفي إسبانيا التي تضم أكبر جالية أرجنتينية في العالم.
لا تخفى أهمية كرة القدم في مدريد على أي من مشجعي اللعبة. ناديها الملكي ريال هو المتوج بأكبر عدد من الألقاب في دوري أبطال أوروبا (13)، ومنافسته مع برشلونة الكاتالوني في "كلاسيكو" كرة القدم المحلية، دائما ما تكون إحدى أكثر المباريات مشاهدة عبر الشاشات في العالم.
في حزيران/يونيو المقبل، ستكون المدينة أيضا مضيفة لنهائي مسابقة كروية كبرى هي دوري أبطال أوروبا، لكن هذه المرة في "واندا متروبوليتانو"، ملعب القطب الآخر للمدينة أتلتيكو.
وعلى رغم كل هذا الألق الكروي للعاصمة الإسبانية، تبقى غصة إقامة نهائي كوبا ليبرتادوريس بعيدا من "مهدها"، مدعاة لخيبة أمل عبّر عنها بشكل مثالي الأرجنتيني سانتياغو سولاري، مدرب ريال، بقوله في تصريحات سابقة "للأسف، بالنسبة إلي، هذه المباراة فقدت بريقها".
وأضاف اللاعب السابق لريفر بلايت (1996-1998) "من المحزن قول ذلك، لكن هذه هي الحقيقة. نأمل في أن يساهم النهائي على ملعب برنابيو في تصحيح ما حصل. لا أعني تصحيح، وإنما تقديم نهاية تليق بمباراة كهذه. ما حصل مؤسف بالفعل، لاسيما بالنسبة الى الأطفال. خسارة حقا أن يكون قسم من مجتمعنا يقوم بتخريب كل شيء".

وخصصت 20 ألف بطاقة لمشجعي كل من الفريقين في إسبانيا، إضافة الى خمسة آلاف لمشجعي كل منهما في الأرجنتين. وفي حين نفدت الفئة الأولى خلال ساعات من طرحها، لا تزال بعض بطاقات الفئة الثانية متوافرة، على الأرجح نظرا للكلفة المرتفعة للانتقال عبر المحيط للحضور.
ويعود الفوز الأخير لبوكا جونيورز بلقب المسابقة إلى 2007 عندما ظفر بلقبه السادس. أما ريفر بلايت فيسعى الى التتويج به للمرة الرابعة في تاريخه والأولى منذ 2015.
وهي المرة الأخيرة التي سيقام فيها الدور النهائي لكوبا ليبرتادوريس بنظام الذهاب والإياب، حيث تقرر اعتماد نظام المباراة النهائية اعتبارا من العام المقبل، على أن يقام النهائي الأول في العاصمة التشيلية سانتياغو.
وسينال الفائز باللقب القاري شرف تمثيل أميركا الجنوبية في كأس العالم للأندية المقررة في الإمارات في كانون الاول/ديسمبر المقبل.
وتعود أول مواجهة بين الفريقين الى العام 1913، وانتهت بفوز ريفر بلايت 2-1، لكن بوكا يتفوق في تاريخ لقاءات الفريقين بـ 88 انتصارا مقابل 81 لمنافسه، في حين انتهت 78 مباراة بالتعادل.