ما هو موقف الحكومة العراقية من الحظر الامريكي على ايران؟

ما هو موقف الحكومة العراقية من الحظر الامريكي على ايران؟
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:١٦ بتوقيت غرينتش

شدد رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، يوم امس الثلاثاء، ان العراق "ليس جزءا" من الحظر الأمريكي المفروض على إيران، مؤكدا مواصلة التعاون بين بغداد وطهران. وبعد عدة أيام من إعادة فرض الحظر على قطاع النفط الإيراني قالت واشنطن إن العراق يمكنه مواصلة استيراد إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران لمدة 45 يوما.

العالم - العراق

بعدما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هناك عواقب ستواجهها الدول التي لا تلتزم بالحظر الأمريكي على إيران، والذي أعادت واشنطن فرضه على طهران في وقت سابق من هذا العام، باتت الحكومة العراقية تبحث عن حلول للاستمرار في التعاون مع ايران.

ولا يخفى على أحد الصلة الوثيقة التي تربط اقتصاد العراق بإيران حيث يستورد العراق إمدادات مهمة من جارته إيران ما جعلت بغداد تطلب من واشنطن اعفاءها من الحظر المفروض على ايران.

واستهدف الحظر الأمريكي الذي دخل حيز التطبيق في اغسطس/آب 2018 تجارة إيران في الذهب وغيره من المعادن النفيسة، ومشتريات طهران من الدولار الأمريكي وقطاع السيارات في البلاد، قبل أن يبدأ سريان الحزمة الثانية من الحظر الامريكي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي والتي طالت قطاعي النفط والبنوك في ايران.

وفي أغسطس/آب الماضي، صرح مسؤولون في البنك المركزي العراقي أن اقتصاد العراق مرتبط بشدة بإيران لدرجة أن بغداد طلبت من واشنطن إعفاء من بعض الحظر.

وكان مسؤولون عراقيون قد كشفوا آنذاك أن وفداً عراقياً سيسافر إلى الولايات المتحدة لطلب إعفاءات من تطبيق الحظر الامريكي دون الإفصاح عن موعد الزيارة.

وفضلا عن الغاز والكهرباء، يستورد العراق مجموعة كبيرة من السلع من إيران، حيث بلغت قيمة البضائع التي استوردها من ايران نحو 6 مليارات دولار في الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس/ آذار 2018، بما يمثل نحو 15 بالمئة من إجمالي واردات العراق في عام 2017. كما أن هناك عقوداً للطاقة بين البلدين تساهم في التجارة التي بلغ حجمها 12 مليار دولار العام الماضي.

هذا وشدد رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، امس الثلاثاء، على ان العراق "ليس جزءا" من الحظر الامريكي المفروض على ايران، وقال عبد المهدي في كلمة له خلال المؤتمر الاسبوعي، "نكرر موقفنا من العقوبات الامريكية ضد ايران، وان العراق ليس جزءا منها"، مبينا ان "وفدا عراقيا سيذهب قريبا الى واشنطن لمناقشة وحل موضوع هذه العقوبات، سعيا للحصول على إعفاء من الحظر المفروض على إيران بما يسمح لبغداد بمواصلة استيراد الغاز من طهران."

واضاف عبد المهدي "موضوع الغاز يتعلق بأمر حساس وهو الكهرباء، والجانب الأمريكي يتفهم هذا الوضع ويحاول التعامل مع العراق لإيجاد طرق تجنب الضغط على العراق. نحاول الوصول إلى رؤى مشتركة".

ويقول المسؤولون العراقيون إنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت للعثور على مصدر بديل بدلًا من التنازل الذي يمنحه للولايات المتحدة لمدة 45 يومًا.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قالت الولايات المتحدة إن العراق يمكنه مواصلة استيراد إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران لمدة 45 يوما، وذلك بعد عدة أيام من إعادة فرض الحظر على قطاع النفط الإيراني.

وقالت السفارة الأميركية في العراق أنذاك على صفحتها بموقع فيسبوك "منحت الولايات المتحدة العراق إعفاء مؤقتا من العقوبات مدته 45 يوما، للسماح للعراق بالاستمرار في شراء الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران".

وأضافت السفارة "يقدم هذا الإعفاء الوقت للعراق كي يبدأ في أخذ خطوات نحو الاستقلالية في مجال الطاقة". ويشتري العراق حاليا 1300 ميغاوات من الكهرباء من إيران، إلى جانب الغاز لتشغيل محطاته.

من جانبه اكد وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب على عمق العلاقة بين ايران والعراق وقوة الروابط بينهما، فضلا عن حجم التواصل الاقتصادي والتبادل التجاري، فيما اشار مستشار الرئيس الايراني للشؤون الاقتصادية الى ان بلاده ملتزمة بعقود تجهيز الكهرباء والغاز وما حصل في الصيف الماضي لن يتكرر.

وقالت الوزارة في بيان إن "وزير الكهرباء لؤي الخطيب استقبل، بمكتبه في مقر الوزارة، مستشار رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الاقتصادية حسن دانائي فر، وبحث معه سبل التعاون المشترك في مجال الطاقة بين البلدين، بحضور السفير الإيراني السيد إيرج مسجدي".

وأكد الخطيب، بحسب البيان، "على عمق العلاقة بين البلدين والشعبين، وقوة الروابط بينهما، فضلا عن حجم التواصل الاقتصادي والتبادل التجاري، بالاضافة الى الكهرباء والغاز"، لافتا الى أنه "تم التباحث حول الفقرات التي سيتم طرحها خلال زيارة وزير الطاقة الايراني الى العراق خلال الأسابيع المقبلة".

من جهته، اعرب دانائي فر عن "استعداده لمواصلة العمل وتمتين العلاقة بين البلدين في مجال الطاقة"، مبيناً، أن "ملف الطاقة يعد من أولويات اهتمام ايران، وهو من المؤكد أساس الخدمات في العراق".

واشار الى أن "ايران ملتزمة مع العراق بعقود تجهيز الكهرباء والغاز، وما حدث في الصيف الماضي لن يتكرر في الصيف المقبل، وان ايران ملتزمة بالتجهيز، خاصة بعد توفر كميات كبيرة من المياه أسهمت بزيادة انتاج الكهرباء في ايران".

ويستورد العراق الكهرباء من إيران، لتغطية جزء من نقص الطاقة في البلاد منذ سنوات طويلة، حيث تعرضت البنى التحتية للطاقة إلى التدمير والإهمال، جراء عقود من الحروب والحصار والغزو الامريكي للبلاد.