وفد الریاض يعرقل تنفيذ اقتراحات مشاورات السويد

وفد الریاض يعرقل تنفيذ اقتراحات مشاورات السويد
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

مضت 6 أيام من مشاورات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة، في السويد، بين وفد الرياض من جهة والوفد الوطني من جهة أخرى والمشاورات التي كان المفترض أن تستمر حتى الـ13 من ديسمبر الجاري، قبل أن يمدد موعدها بشكل مفتوح، لا تزال تناقش المسائل التمهيدية حول كيفية تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي تتضمن البدء بعمليات تبادل واسعة للاسرى من كِلا الجانبين، بالإضافة إلى فتح مطار صنعاء أمام المساعدات الإنسانية والعالقين، ووقف العمليات القتالية قرب ميناء محافظة الحديدة والبحث في مستقبل المدينة الساحلية.

العالم - اليمن

وقال مصدر في الوفد الوطني القادم من صنعاء المشارك في المشاورات الجارية في السويد، لـ"سبوتنيك" ان وفد هادي القادم من الرياض، وبتوجيه من دول تحالف العدوان علی اليمن، بدأ بالعرقلة والانقلاب على كل التقاربات التي حصلت في محادثات السويد.

وأضاف ان وفد الرياض رفض أيضاً التهدئة في الحديدة وتعز ولم يبق سوی التوافق علی ملف الاسرى الذي لايزال البحث فيه جارياً.

وأکد المصدر ان مساعي حثيثة تجري من قبل سفراء دول تحالف العدوان في كواليس استوكهولم لدى المجتمع الدولي لمنحها فرصة شهر ونصف لتحقيق تقدم عسكري في الجبهات.

كما اعتبر عضو مكتب انصار الله على القحوم ان مشاورات السويد امام تحديات صعبة وعراقيل يضعها وفد الرياض حيث وهم يقدمون شروط غير منطقية وفيها نوعا ما من تحقيق مالم يستطيعوا تحقيقة في التصعيد العسكري سيما ما يتعلق بالحديدة.

وكان رئيس الوفد الوطني الى السويد، محمد عبد السلام، قال إن الوفد لم يصل بعد إلى درجة اليقين بوجود دعم حقيقي للسلام في اليمن، لافتا إلى استمرار نقاش على مدار الساعة في الأوراق المتعلقة بالحل السياسي.

وطالب وفد الرياض بضرورة انسحاب انصار الله من مدينة الحديدة ومينائها، بالإضافة إلى ميناءي راس عيسى والصليف، في محافظة الحديدة لكن قال عبد السلام، في تصريحات صحافية، إن انسحاب انصار الله من مدينة الحديدة، غير وارد، مشيرا إلى إنه من الممكن أن تشرف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة الإستراتيجي، وما عدا ذلك فإنه يمثل استسلاما.

هذا وقالت وكالة رويترز ان طرفي المشاورات اتفقت على إعادة فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية وأن تهبط الرحلات الدولية في مطار تسيطر عليه حكومة هادي للتفتيش قبل أن تدخل صنعاء أو تخرج منها. ولم يتفقا بعد إن كانت عمليات التفتيش ستجرى في مطار عدن أم مطار سيئون.

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم في مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية كارين كنايس إن "الكويت على أتم الاستعداد للوقوف مع أشقائنا في اليمن في أي وقت يرون انه مناسب، للانتهاء من الحرب والوصول الى سلم والتوقيع على الاتفاق (الذي) نأمل ان يكون في دولة الكويت".

ولم يتطرق الوزير الكويتي لإمكانية استضافة بلاده لجولة جديدة من المفاوضات أو المشاورات اليمنية بعد الجولة الحالية المنعقدة في السويد.

وسهّلت الكويت نقل الوفد الوطني إلى السويد واستضافت في 2016 محادثات لأكثر من 100 يوم، لكنها لم تنته إلى حل ينهي الحرب هناك.

الضغط من الغرب

ويسعي المبعوث الأممي مارتن غريفيث في انعقاد المشاورات في ديسمبر هو استثمار جيد من الرجل لإنتهاز الفرصة وجلب الضغط من أصدقاء السعودية عليها بعد إن بدت متورطة في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقي في قنصلية بلادة بإسطنبول.

ويأمل غريفيث ان تلعب الضغوطات التي تمارس على السعودية منذ أكتوبر في أحداث ضغط مزدوج يصل إلى قوات حكومة هادي التي تقاتل تحت أسمها لوقف التصعيد عند الحديدة، وبالنسبة للولايات المتحدة والغرب فإن المشكلة ليست في دخول الحديدة لكن هذا يضر بإداراتهما داخليا خصوصا من جماعات المعارضة والضغط التي أصبحت تدين بلدانها بالتورط في حرب اليمن.

والآن بالنسبة للغرب تقتضي الصفقة أن يحدث بعض التنازل في ملف خاشقجي مقابل التوقف عند ميناء الحديدة أو تحييدها لفترة مؤقتة على أن يعود لإشراف الحكومة الانتقالية.

كما أن المبعوث الأممي هدد الأطراف اليمنية بالرجوع الى مجلس الأمن والافصاح عن الطرف المعرقل في حال فشلت مشاورات السويد.

بصيص ضوء في آخر النفق

مشاورات السويد من أجل حل الأزمة اليمنية، بحد ذاتها أمر إيجابي، سواء أعطت نتائج أم لم تعط. لكن السؤال المطروح، هل فعلاً هناك أمل في أن تنتج هذه المشاورات حلاً؟

وبحسب الخبراء يسعى اميركا من خلال مشاورات السويد، إلى تهدئة الرأي العام الدولي لانها وعبر مسؤوليها، أعطت قبل نحو شهر مهلة شهر لتحالف العدوان على اليمن، لإنهاء الحرب، ما فسّر على أنه مهلة للسيطرة على الحديدة ومينائها والساحل الغربي، لهدفين، الأول تحويل إنجاز السيطرة إن حصل إلى ورقة قوية يستخدمها الأميركي والتحالف على طاولة المفاوضات في السويد ضدّ وفد صنعاء اليمني، والثاني، من خلال هذه الورقة، يفرض مشروع واشنطن القاضي بتقسيم اليمن إلى أقاليم.

كما انه ليس أكثر من مسرحية مشاورات، يسعى ترامب إلى تهدئة الرأي العام ضدّ ما يرتكبه وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان من مجازر وجرائم في اليمن وغيرها. وبالتالي فإن هدفه، ليس حفظ الدماء وإنقاذ ملايين اليمنيين من براثن الموت جوعاً، بل هو بيع الأسلحة، للسعودية ودول العدوان على اليمن.

أيضاً ما قبل المشاورات، بذلَ ولا يزال الرئيس الأميركي، جهوداً مُضينة للدفاع عن وليّ العهد السعودي وتغطيته أمام الهجمة الدولية الشرسة التي تستهدفه على خلفيّة اتّهامه بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في اليمن ومقتل خاشقجي بالمنشار وتذويب جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول التركية.

ووفقاً لهذه المواقف وأهدافها، فإن مشاورات السويد محكومة بالعرقلة من قِبَل الأميركي وتحالفه العدواني على اليمن. ومع ما بدأ يظهر من نتائج أولية، فإن وفد الرياض بدأ بعرقلة المشاورات كما فعل في المفاوضات السابقة، فهو يصرّ على تجزئة الحل، بينما يطالب وفد صنعاء بحلٍ سياسي شامل.