هل باعت الولايات المتحدة الاكراد لتركيا؟

هل باعت الولايات المتحدة الاكراد لتركيا؟
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

اجرى الرئيس التركي ونظيره الامريكي مكالمة هاتفية بحثا فيها تطورات الوضع في سوريا، بعد ان صرح اليوم الرئيس التركي عن عزم بلاده تطهير منبج السورية من الاكراد، مؤكدا شن العملية العسكرية في شرق الفرات. فهل جاء هذا الاتصال الهاتفي بجديد في هذه القضية؟

العالم - تقارير

الموقف التركي من وجود ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" اصبح واضحا والدليل على ذلك تأكيد اردوغان اليوم للمرة الثانية استهداف المناطق التي يسيطر عليها الاكراد وايضا اعلانه التدخل في مدينة منبج السورية إذا لم تُخرج الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة .

فقد قال أردوغان لأعضاء منظمة التعاون الإسلامي في كلمة باسطنبول "منبج مكان يعيش فيه العرب لكنهم سلموا المنطقة للمنظمة الإرهابية، ما نقوله الآن هو أن عليكم تطهير المنطقة واخراجهم منها وإلا فسندخل منبج. أنا أتكلم بوضوح".

هذه التصريحات الجديدة دفعت الرئيس الامريكي دونالد ترامب للتدخل بعد ان لاحظ ان التحذيرات الصادرة عن وزارة الدفاع البنتاغون على لسان المتحدث باسمها، بإن أي إجراء أحادي الجانب لأي طرف شمال شرقي سوريا يمثل “مصدر قلق شديد وغير مقبول”، و قد يعرّض القوات الأمريكية في المنطقة لمخاطر ، لم تكن ذات تاثير كافي.

فاجري هذا الاتصال بين الجانبين الذي بحثا فيه تطورات الوضع في سوريا .حيث ذكرت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان وترامب ناقشا في مكالمة هاتفية أجرياها اليوم الجمعة "التطورات الأخيرة في سوريا إلى جانب العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب".

وأشار البيان إلى أن "أردوغان نقل لـترامب المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا" والناجمة عن وجود "وحدات حماية الشعب" الكردية قرب الحدود التركية وأنشطة المسلحين الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، في المنطقة. وشدد البيان على أن الرئيسين التركي والأمريكي اتفقا على "ضمان تنسيق فعال بشكل أكثر" بين بلديهما في سوريا.

هذه التحركات الامريكية قابلها على صعيد اخر تحركات من قسد ذاتها .فقد قال قائد الكردي في "قسد" مظلوم كوباني ،ان القوات التي تساندها الولايات المتحدة سترد بقوة على اي هجوم تركي لكنها تواصل الجهود الدبلوماسية لمنع اي هجوم.

واوضح كوباني في تصريح لرويترز إن واشنطن قامت بمحاولات جادة لمنع وقوع الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مساحة واسعة من شمال سوريا على الحدود التركية. مشددا على ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة جهودا أكبر.

وأضاف كوباني أحد مؤسسي "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدات حماية الشعب الكردية": "نحن مستعدون لأي هجوم وسنرد بقوة… وضمن مناطقنا".

وتابع قائلا "وحتى هذه اللحظة محاولاتنا الدبلوماسية مستمرة لردع هذا الهجوم على مناطقنا".

فكانت تصريحات كوباني واضحة جدا بان الجانب الكردي يعول على الحل الدبلوماسي والمساعي الامريكية لكنه صرح في الوقت ذاته عن استعداد الاكراد للرد بقوة على اي هجوم. وكانها رسالة بان القوات الكردية لن تقبل بالهزيمة ولن تقبل بان تكون كبش المحرقة.

فيما قامت قسد وعلى صعيد اخر بارسال اشاره على انها لم تتاثر من التهديدات التركية وعلى ثبات قدراتها امام ارهابيي داعش في بلدة هجين. فقد سيطرت ما تسمى بـ "قوات سوريا الديموقراطية" فجر الجمعة على هجين، أبرز وأكبر بلدات الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم داعش الارهابي في شرق سوريا، وفق ما أفاد ما يسمى "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان بعد أسبوع من المعارك والقصف العنيف، تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية" بدعم من "التحالف الدولي" (بقيادة واشنطن) من طرد تنظيم داعش من هجين، أكبر بلدات الجيب.

من الجلي ان امريكا متخوفه من هذه الخطوة التركية التي تهدد نفودها ووجودها في سوريا. فلم تتأخر واشنطن في الإعراب عن قلقها إزاء التهديدات التركية لمناطق شرق الفرات، مركزة في حديثها الأول على «سلامة جنودها»، من دون الحديث عن مصير «شركاء» الميدان. لكن ما سيوضحه قادم الايام هي الاتفاقات والتسوية التي اشار اليها البيان الصادر اليوم من الرئاسة التركية. اما الحكومة السورية فقد اكدت انها مصممة وبقوة على ممارسة حقها القانوني بالدفاع عن النفس لطرد كل القوات الأجنبية الغازية من أراضيها.