المماطلة الاميركية بسحب قواتها من سوريا..

المماطلة الاميركية بسحب قواتها من سوريا..
الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٩ - ١١:٠٦ بتوقيت غرينتش

وافق الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس الاثنين على منح جيش بلاده حوالي أربعة أشهر لسحب القوات الأميركية، وقوامها 2000 جندي، من سوريا، في خطوة تعد تراجعا واضحا عن قراره المفاجئ منذ أسبوعين بأن الجيش سينسحب في غضون 30 يوما.

العالم - تقارير

خلال زيارة مفاجئة إلى العراق الأسبوع الماضي، قال ترامب لقائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، الجنرال "بول لاكاميرا"، إن الجيش أمامه عدة أشهر لاستكمال الانسحاب الآمن والمنظم، وفقا لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين.

ويتوافق ما صرح به المسؤولون لنيويورك تايمز مع ما قاله السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، بعد اجتماع مع ترامب، استمر ساعتين، بشأن خطة سحب القوات الأميركية من سوريا، وقال بعده إن الرئيس الأميركي سيبطئ عملية سحب القوات.

وكان المخططون العسكريون يقولون إنهم يحتاجون إلى 120 يوما، أو أربعة أشهر، لتنفيذ قرار سحب القوات، بما يسمح لهم بتحديد المعدات الحربية التي ستنقل إلى مكان آخر في المنطقة، أو تلك التي ستترك للحلفاء أو التي ستعطل لمنعها من الوقوع في أيدي الحكومة السورية أو روسيا أو إيران.

وأعقب هذا القرار، إعلان وزير الدفاع جيمس ماتيس اعتزامه التخلي عن منصبه بحلول نهاية العام بسبب اختلاف وجهة نظره مع قرار ترامب الذي قوبل بانتقادات حادة أيضا من حلفاء الولايات المتحدة.

المماطلة الاميركية

كتب مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة التايمز البريطانية لريتشارد سبنسر مقالا تحت عنوان "ترامب يرجئ انسحاب القوات الأمريكية من سوريا". ويقول الكانب إن ترامب أرجأ إعلانه المفاجئ بالانسحاب السريع للقوات الأمريكية من سوريا، قائلا إنه سيطبق الخطة "ببطء".

وقال ترامب للسيناتور الجمهوري البارز لينزي غراهام إنه سيعاود التفكير كيفية تنفيذ تعهده "بإعادة القوات إلى البلاد".

وقال ترامب في تغريدة إنه سيعيد القوات إلى المنزل "ببطء". ويرى سبنسر أن تغيير الرئيس الأمريكي موعد انسحاب القوات الأمريكية تسبب في قلق كبير لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدربها وتدعمها القوات الخاصة البريطانية والأمريكية والفرنسية. والعنصر الرئيس في قوات سوريا الديمقراطية هو الميليشيات الكردية، مع بعض القوات العربية.

وإثر إعلان ترامب قالت الميليشيات الكردية إنها ستنسحب مدينة منبج ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تتعرض للتهديد من القوات الحكومية السورية والقوات المدعومة من سوريا. وقال سكان المدينة إنهم "يحزمون أمتعتهم" لشعورهم بالقلق.

وقال طبيب من منبج للصحيفة "الناس يخشون الفوضى، الأمر لا يتعلق بالسياسة، بل بالخوف. معظم الناس يفضلون أن تبقى الأمور على ما هي عليه".

ويقول الكاتب إن القرار السابق لترامب بالانسحاب السريع من سوريا، على الرغم من تعهده ببقاء القوات الأمريكية بالبقاء لهزيمة تنظيم داعش الارهابي وللتصدي للنفوذ الإيراني (حسب قوله)، أغضب أيضا الحزب الجمهوري الذي أيد بشدة مهمة الجيش في شرقي سوريا.

“بطل قومي”

وخفف الرئيس الأميركي من وطأة تصريحاته بشأن خططه سحب القوات من سوريا فورا، متحدثا عن خطة للقيام بانسحاب “بطيء”، معتبرا في الوقت نفسه أن إنجازاته في النزاع السوري تجعل منه “بطلا قوميا”.

وكتب ترامب على تويتر “لو كان أي شخص غير دونالد ترامب فعل ما فعلته في سوريا التي كانت في حالة فوضى فاقمها داعش عندما أصبحت رئيسا، لكان بطلا قوميا”.

ترامب وافق على انسحاب تدريجي من سوريا بناء على طلب نتنياهو

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أمس الإثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسحب القوات الأمريكية من سوريا تدريجيا.

وصرح المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، للصحافيين المرافقين لنتنياهو في رحلته الحالية إلى البرازيل بأن رئيس الوزراء تلقى إحاطة بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتحدث مع ترامب، بحسب صحيفة”يديعوت احرونوت”.

وقال المسؤول “رئيس الوزراء يعتقد أن الانسحاب الأمريكي من سوريا يمثل فرصة. حتى الآن، لم يتغير الوجود الإيراني على الأرض منذ القرار الأمريكي” حسب تعبيره.

يشار إلى أن ترامب أعلن في التاسع عشر من الشهر الجاري سحب الجنود الأمريكيين من سوريا والبالغ عددهم ألفي جندي، وذكرت تقارير إعلامية أنه سوف يتم سحب القوات في غضون ستة أشهر.

كما قال مسؤولون أمريكيون إن سحب القوات قد يستغرق عدة أشهر.

انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قد يكشف عن جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الدولي

بحسب مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن الانسحاب المحتمل للجنود الأمريكيين من سوريا، قد يلقي الضوء على العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الدولي خلال ما يسمى بمحاربته داعش الإرهابية، وبالتحديد العملية المتعلقة بتحرير مدينة الرقة في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، التي تحولت عقبه الرقة إلى مدينة أشباح نتيجة لقصف طيران التحالف".

وتطرق المصدر إلى قضية حرق جثث اللاجئين قرب مخيم الركبان قائلا "وسائل المراقبة لدينا رصدت الكثير من أعمدة الدخان بالقرب من مخيم الركبان، حيث كانت تتواجد مخيمات المسلحين، إنهم يعملون على حرق شيء ما وهناك اشتباه بأن الحديث يمكن أن يدور حول حرق جثث اللاجئين في مخيم الركبان الذين لقوا حتفهم بسبب الجوع والأمراض، ولم تصلهم أية مساعدة من القافلة الإنسانية الأخيرة".

هذا وتقع في التنف في الجنوب السوري بالقرب من المثلث الحدودي للعراق والأردن مع سوريا، إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، ويوجد قرب القاعدة مخيم الركبان، الذي يقيم فيه 70 ألف شخص في ظروف صعبة.

وذكرت الخارجية الروسية في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إليها.