من طهران _ لقاء مع رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الايرانية في العراق وسوريا

الثلاثاء ٠١ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٥٤ بتوقيت غرينتش

حلقة اليوم من برنامج من طهران تستضيف الدكتور "حسن دانایي فر" مستشار المساعد الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية في ايران ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الايرانية في العراق وسوريا.

الدكتور دانايي فر ،وفي معرض حديثه عن اعادة الاعمار في سوريا قال بأن سوريا شهدت مع بداية الحرب برنامجاً كان قد أُعدّ مُسبقاً بهدف القضاء علی البُنی التحتیة والقدرات الإقتصادیة والقومیة السوریة علی ید القوی الأجنبیة وبالأخصّ إسرائیل وبعض القوی الإقلیمیة ومن ضمنها السعودیة. وطوال السنوات الماضیة، فإن الإجراءات التي إتّخذتها تلك القوی والتدخّلات غیر القانونیة التي قامت بها، والسلوك غیر الأخلاقي الذي أظهرته، کلّ ماسبق ذکره أدّی إلی إلحاق الضرر وهدم الکثیر من المباني والبُنی التحتیة في سوریة. هذا البلد، أقصد سوریة، الذي کان من البُعد الإقتصادي والإزدهار أحد البلدان المتقدّمة نسبیاً في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنّ بُناه التحتیة تضرّرت بشکل ملحوظ في ظلّ هذه التدخّلات والإعتداءات والإجراءات غیر الأخلاقیة وغیر الإنسانیة. حسناً، من الطبیعي وقبل حوالي سنة من الآن کانت الأولویة لایجاد الأمن وایقاف تقدّم الإرهابیین وإخراج الإرهابیین المأجورین. هؤلاء الذین وفدوا علی البلاد من مناطق مختلفة وتمّ إستئجارهم بأعذار واهیة وعملوا کمرتزقة في البلاد، کان یجب ایقاف هؤلاء عند حدّهم وإخراجهم من التراب السوري. لحسن الحظّ، خلال السنوات المنصرمة، وبهمّة الحکومة والشعب في سوریة وأصدقاء هذا البلد، ومن ضمنهم الجمهوریة الإسلامیة في ایران، تمّ إتّخاذ بعض الإجراءات. بالتأکید نحن دخلنا مرحلة مابعد داعش في سوریة، بالرغم من وجود بعض المواضیع في بعض النقاط، لکنّنا الآن نقوم بطيّ مرحلة مابعد داعش بصورة عملیة، وندخل مرحلة مابعد الإرهاب، وهذه المرحلة تعني إعادة إعمار وبناء وتطویر سوریة. ومن المؤکّد أنّ المسؤولین السوریین قد وضعوا برامج في هذا الصدد، والجمهوریة الإسلامیة في ایران التي وقفت إلی جانب الحکومة والشعب في سوریة بهدف ایجاد الأمن في المرحلة السابقة، أعلن مسؤولوها إستعدادهم للمشارکة في مرحلتي الإعمار والبناء. قامت سوریة بوضع الخطط والبرامج من خلال الوزارات ذي الشأن التي وضعت البرامج المطلوبة، کما أنّه جری التنسیق بین الطرفین والأصدقاء الآخرین لسوریة، ونحن نأمل أن تدخل سوریة مرحلة الإعمار الخاصّة ببها في أسرع وقت ممکن.

- الحقّ یُقال أنّ عدداً لا بأس به من هذه الحکومة وبعض الدول التي أشرتم إلیها، کانت تسعی منذ البدایة إلی تدمیر هذا البلد ومن ثمّ العودة مجدّداً والإستفادة من هذا الخراب والدمار والإمساك بزمام إعادة الإعمار بأیدیها، إلا أنّ هذه الدول غفلت عن حقیقة مفادها أنّها نجحت في إشعال النیران في سوریة، إلا أنّها فشلت في الإستمرار في صبّ الزیت علی النیران. الذین نجحوا في إطفاء تلك النیران لدیهم القدرة علی جمع هذه الکمّیة من الرماد والدخول من جدید في مرحلتي الإعمار والبناء. لایحقّ لتلك الدول التي أشعلت النار في سوریة الحضور فیها مرّة أخری، لا الحکومة ولا الشعب في سوریة یقبلان بهذه العودة. فقد تلقّی الشعب السوري ضربات کثیرة جدّاً من المخطّطین لهذه الکارثة، لاحظ معي، في منطقة حلب علی سبیل المثال، والتي تُعتبر إحدی المناطق الصناعیة الرئیسة في سوریة، والإعتداءات التي تمّت هناك، أکثر من 63% من الأجهزة والمعدّات التي کانت موجودة في تلك المنطقة تمّ نهبها ونُقلت إلی بعض الدول! لذا، فقد أصبح معلوماً أنّ النظرة کانت إقتصادیة منذ البدایة، وأنّ المتآمریم کانوا یسعون لتدمیر وهدم البُنی التحتیة السوریة. حسناً، هذه الدول المتآمرة تتوقّع العودة من جدید ولکن هذا الأمر لن یتحقّق بصورة عملیة من الناحیة المنطقیة،فلا الشعب ولا الحکومة في سوریة یسمحان بذلك. فوفقاً للقوانین التي أقرّها مجلس الشعب السوري وصادقت علیها الحکومة، لن یُسمح للدول التي کان لها دور رئیس في تدمیر سوریة بالعودة إلی البلاد من جدید.

- حقیقة الأمر هي أنّه لایمکننا في الوقت الراهن الحصول علی تقییم دقیق، وحتّی اللحظة لم أسمع شخصیاً بتقییم دقیق من أصدقائنا السوریین، ولکن التقییم الإبتدائي المتوفّر في الوقت الراهن هو أنّ سوریة بحاجة إلی مائة ملیار دولار لإطلاق عملیتي الإعمار والبناء والتنمیة، والسبب أنّ طوال السنوات التي کانت سوریة منشغلة فیها بالحرب الداخلیة توقّفت عملیة التنمیة في البلاد. لا مناص أمامنا سوی إضافة نفقات التنمیة إلی الرقم المُخمّن لإعادة الإعمار والبناء. ولکن یبدو أنّ الطاقات والقدرات الإقتصادیة في سوریة وإمکانیات وظروف أصدقاء سوریة تمکّنهم من جمع هذا المبلغ المُقترح. فالإقتصاد السوري دینامیکي وفعّال ونشط، وهو مبني علی أصول إقتصادیة وعلی إنتاج الثروة، نحن لاننظر إلی الإقتصاد السوري علی أنّه بائع للثروة، جمیع مؤشّرات الإقتصاد السوري مبنیة علی إنتاج الثروة وعواملها. توجد دول لاتنتج الثروة، بل تقوم ببیعها وذلك عن طریق إستخراج المصادر النفطیة أو ماتحتویه مناجمها. بالطبع توجد مناجم في سوریة أیضاً، إلا أنّها لاتساهم کثیراً في النسبة المئویة في هیکل الإقتصاد السوري کما أنّها لیست حاسمة وغیر أساسیة فیه. علی هذا الأساس، شخصیاً متفائل بمستقبل الإقتصاد السوري، وسوف نری إمکانیة توفیر المبالغ الخاصّة بالإعمار والبناء في الداخل ومن خلال أصدقاء هذا البلد.

- أعتقد شخصیاً من أنّ القدرات والطاقات الإقتصادیة التي تمتلکها سوریة کامنة في إقتصادها وفي إقتصادیات أصدقائها. یوجد قطاع خاصّ قويّ جدّاً في سوریة، یملك أفراده أموالاً ضخمة جدیرة بالإعتبار، إلی جانب ماتملکه الحکومة السوریة. نحن نعتقد أنّه في الظروف المستجدّة علینا أن نوجد الظروف المناسبة للتقریب بین القطاعین الخاصّین في بلادنا وفي سوریة، وأن یعملا سویّاً وجنباً إلی جنب، ولحسن الحظّ فأنّ القطاع الخاصّ لدینا هنا في ایران یملك مصادر وأموال کبیرة، وأفراد هذا القطاع لدیهم الرغبة في القیام بعملیات إستثماریة خارج البلاد. لذا، فأنّ سوریة تُعتبر واحدة من الدول التي یمکنها من جذب هذه الإستثمارات، حیث یمکن للمستثمرین من القیام بعملیات الإستثمار بسرعة والحصول علی نتائج عملیاتهم الإستثماریة بسرعة أیضاً. طوال الأشهر المنصرمة کانت لدینا إجتماعات في هذا المجال، أنتم شاهدتم قبل حوالي شهرین من الزمان مؤتمر إقتصادي للتجّار السوریین مع نظرائهم الایرانیین، وقد کان بحقّ واحداً من أنجح الإجتماعات والمؤتمرات، فقد نجم عنه إقامة صلات وعلاقات جیّدة بین الجانبین، وخلال الفترة الماضیة التي أعقبت المؤتمر ذهب ممثّلو عدّة شرکات ایرانیة إلی سوریة حیث تدارسوا مشاریع مشترکة مع نظرائهم السوریین. مشاریع في مجال السکن والطرق وسکك الحدید والإنتاج المشترك للمواد الغذائیة وتوفیر المواد الخام للمصانع إلی جانب إقامة مصانع مشترکة، کانت هذه أهمّ المحادثات التي جرت بین الطرفین من القطاعین الخاصّین في البلدین، وقریباً سوف نشهد تواجد قطاعنا الخاصّ في دمشق وحلب. وطوال الأسابیع المنصرمة حوالي خمسة عشر وفداً من القطاع الخاصّ ذهب إلی سوریة، نحن نؤمن من أنّ العامل الذي سوف یساهم في الحصول علی نتیجة سریعة یتمثّل في العلاقات والصلات بین القطاعین الخاصّین في البلدین. فمن ناحیة یتمتّع قطاعنا الخاصّ في ایران بالإمکانیات المطلوبة، وکذلك الحال في سوریة من ناحیة أخری. بالطبع لایمکن إنکار دعم ومساندة الحکومتین للقطاعین الخاصّین، کما أنّهما بحاجة إلی البرامج الحکومیة في البلدین والإتّفاقیات الکبیرة بین الحکومتین في مجالات المعاییر وقوانین التجارة الحرّة وکیفیة تنفیذها والعمل علی إقامة المناطق التجاریة الحرّة والعلاقات المصرفیة والتعامل بالعملتین الوطنیتین، کلّ ماسبق ذکره یرتبط بالحکومتین، ولحسن الحظّ فقد حصلت المجالات الآنفة الذکر علی قفزة نوعیة جیّدة. قریباً جدّاً سوف نشهد زیارات لمسؤولین کبار في الجمهوریة الإسلامیة في ایران إلی الجمهوریة العربیة السوریة، ونتیجة لهذه الزیارات سوف تُوقّع إتّفاقیات إقتصادیة في المجالات السابقة. وعن طریق الترکیز علی القطاع الخاصّ، أعتقد أنّه سوف یجیب علی السؤال الذي طرحتموه، کما أنّه سوف یوفّر المتطلّبات المرجوّة. بالطبع أنا شخصیاً سمعتُ أیضاً أنّ دولاً أخری أبدت إستعدادها للدخول إلی هذا المعترك، فقد تحدّث ممثّلوها إلی السوریین بطریقة مباشرة، إلی جانب أنّ بعض هذه الدول أرسلت مندوبیها إلینا ودخلوا في محادثات مباشرة معنا نحن، وقد رحّبنا نحن بهم علی أمل أن نتابع هذه المواضیع بواسطة تلك الدول.

- إلی جانب الجمهوریة الإسلامیة في ایران التي تلعب دوراً فعّالاً وواضحاً للعیان في مجال الإقتصاد السوري، توجد روسیا الإتّحادیة أیضاً، کما نشط الصینیون في الفترة الأخیرة أیضاً. حضرت إلینا مجموعات حیث دخلت في حوارات معنا، وقد أبدت إستعدادها بالعمل معنا في المجال الإقتصادي بصورة مشترکة. بعض الدول الأوروبیة، التي لا أری شخصیاً المصلحة من ذکر أسمائها في الوقت الراهن، بعثت بوفود إلینا. حیث إقترحوا أن تقوم شرکاتنا بالتعاون مع شرکات تلك الدول الأوروبیة بالعمل في سوریة بصورة مشترکة. کما أنّ بعض دول جنوب شرق آسیا ترغب بدخول السوق السوریة، أعتقد شخصیاً في المجموع أنّ هذا العدد من الدول لدیها الطاقات والقدرات کي تبدأ بعملیة الإعمار والبناء في سوریة.

- هذا الکلام یشبه نفس الکلام الذي تردّده وسائل الإعلام والمجموعات من أنّ ایران أنفقت الکثیر في مجال الأمن في سوریة. حسناً، حینما نقارن ما أنفقته الدول المتآمرة علی سوریة بهدف القضاء علی هذا البلد وإسقاط الحکومة القانونیة فیه مع مقدار ما أنفقته الحکومة في ایران والشعب الایراني للدفاع عن الحکومة الشرعیة في سوریة، نجد أنّه قلیل جدّاً، ونحن نعتقد أنّ ماتروّجه وسائل الإعلام وبعض المجموعات یجب علینا تقییمه في ذاك الإتّجاه، کما نعتقد نحن بعدم الحاجة لتخصیص مبالغ خاصّة بعملیة الإعمار والبناء في سوریة، حیث أنّ شرکاتنا تمتلك بما یکفي من المواد والمستلزمات التي یمکن تصدیرها إلی هذا البلد، لیس علی شکل هبات أو هدایا، بل إرسالها للمشارکة في إعادة إعمار المواقع والمباني المدمّرة حتّی بصورة مشترکة، کما نعتقد نحن أنّ مثل هذا الکلام عبارة عن نوع من ایجاد من الشقاق والفرقة في العلاقات بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران والجمهوریة العربیة السوریة، ویبدو أنّنا سوف نعبر من هذه المرحلة أیضاً ونضعها خلفنا، وفي الماضي کنّا نسمع الکثیر من الأقاویل في المجال الأمني. بالطبع لاتزال سوریة تعاني من بعض المشکلات الأمنیة بسبب تواجد الأجانب والمعتدین فیها، إلی جانب حضور غیر القانوني للأمریکیین وآخرین في شمال الفرات، هذه المواضیع التي تسبّب القلق. سوریة دولة مستقلّة، نحن نعتقد بوجوب المحافظة علی وحدة الأراضي السوریة، ویجب علی المعتدین والذین حضروا وتواجدوا علی التراب السوري من دون موافقة الحکومة السوریة أو التنسیق معها الخروج من هذا البلد، کي تتوفّر الظروف لدخول سوریة في مرحلة الإعمار والبناء.

- کان لأمریکا وإسرائیل أمنیات ورغبات کثیرة خلال السنوات المنصرمة. طوال الأربعین سنة الماضیة کان لدیهم الکثیر من الرغبات التي لم یتمکّنوا من تحقیقها، ما جرّبه الأمریکیون والإسرائیلیون لم یتحقّق، لذا فنحن نقترح علیهم ألا یسعوا لتنفیذ تجارب جدیدة. البعض من الذین رغبوا برؤیة سقوط الجمهوریة الإسلامیة في ایران وزوال هذا النظام، وقاموا بخطوات في هذا السیاق، ناموا في قبورهم وأخذوا هذه الأمنیات والرغبات معهم إلی دار البقاء، أعتقد أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران أکبر مما یتصوّرها هؤلاء وتتمتّع بطاقات وقدرات معقّدة وأکبر ممّا هو موجود في أذهان البعض. ومع هذه الإستعراضات التي یبدونها کي یمنعوا الجمهوریة الإسلامیة من التقدّم، إلا أنّها حقیقة لایمکن إنکارها وهي عمق ثقافي وعقائدي وفکري. الجمهوریة الإسلامیة نفذت إلی قلوب شعوب المنطقة، وهي غیر متواجدة علی أراضي الغیر کما یعلن البعض، بل هي موجودة وراسخة في القلوب. للجمهوریة الإسلامیة حضور في لبنان ولکن لیس میدانیاً بل ثقافیاً وعن طریق القلوب والمعتقدات. شعوب المنطقة تقبل بالجمهوریة الإسلامیة في ایران وتعتقد بها، في سوریة وفي العراق ومنطقة الشرق الأوسط، فالجمهوریة الإسلامیة في ایران ماهي إلا ظاهرة، وهي لیست بحکومة بل هي ثقافة ومدرسة. وأنتم ترون کیف أنّ الإستکبار العالمي سعی بکلّ ماأوتي من قوّة لکنّه لم یحصد سوی الخیبة والفشل. بالطبع، فقد سبّب الإستکبار العالمي بمشاکل ومضایقات لنا، إلا أنّ المضایقات التي أوجدها للغیر لا تقلّ عن المضایقات التي أوجدها لنا، فقد أُصیب هؤلاء بنوع من الکآبة، أستطیع القول أنّ بعض الزعماء السیاسیین في المنطقة أصابتهم الکآبة، هؤلاء الذین أصرّوا علی أن لایتوافقوا مع الجمهوریة الإسلامیة في ایران ویتعارضوا مع سیاساتها، هؤلاء بالمناسبة هم الذین أُصیبوا بالیأس والإحباط. بعض هؤلاء الزعماء أصبحوا شباباً وعجائزاً ولایزالون یمضون خلف هذه الأمنیة والرغبة. لقد ذکرتم عبارة جمیلة، فهذه الرغبة وهذه الأمنیة سوف یأخذها الباقي من هؤلاء الزعماء إلی العالم الآخر.

- أعتقد شخصیاً من أنّ سوریة بلد واحد، والتقسیم لا یصبّ في مصلحة أيّ دولة من الدول الإقلیمیة. کما أنّ سوریة تمتلك الطاقات والقدرات التي تمکّنها من إستعادة السیطرة علی منطقتي إدلب وشمال الفرات کما فعلت في السابق وإستعادت المناطق التي کانت في قبضة الإرهابیین وعلی رأسهم داعش، وأنا لا أضع في الحسبان فترة زمنیة طویلة لهذا العمل. فالظروف الخاصّة في سوریة والنزعة القومیة داخل سوریة إلی جانب الظروف الإقلیمیة والدولیة هي بشکل تُحتّم إخراج المنطقتین الآنفتي الذکر من قبضة الإرهابیین والمعتدین، ومن ضمنهم الأمریکیین، وإلحاقهما بالحکومة المرکزیة في دمشق، وفي المستقبل القریب سوف نشهد سوریة واحدة موحّدة، لقد تجاوز الخطر هذا البلد. حینما کان أکثر من 75% من مساحة سوریة تحت سیطرة الإرهابیین، وعلی رأسهم داعش، إلی جانب تواجد المعتدین من الأجانب، نجحت سوریة في تنظیف هذه الأراضي منهم،والیوم نحن نری أنّ الإحتلال یغطّي أقلّ من 20% من مساحة سوریة، وأعتقد أنّ هذا العمل سوف ینتهي في القریب العاجل.

- حسناً، دائماً تکون المشکلات مرافقة لتنفیذ المشاریع، سواء هنا أم هناك. لهذا السبب تمّ ایجاد هذا المقرّ، حیث تمّ ایجاد مسؤولیة لهذه العملیات التنسیقیة. بالتأکید نحن نتوقّع أثناء عملیات التنفیذ بروز بعض الإشکالات والأمور، وهذه ظواهر طبیعیة، ومن هنا نری فلسفة وجود المقرّ هنا إلی جانب وجود اللجنة في رئاسة مجلس الوزراء من قبل الحکومة السوریة، بهدف إزالة الموانع والمشکلات إن وُجدت، للعلم فأنّ أکثر المشکلات هي ذات صلة بالأعمال التنفیذیة. توجد رغبة صادقة لدی کلا الطرفین للتعاون الإقتصادي، لذا، تمّ وضع برامج جیّدة في هذا الصدد، وتنسیق جیّد، کما أنّ بعض الإتّفاقیات الرئیسة التي یُمکنها إعطاء قفزة نوعیة وسریعة لعملیة العلاقات الإقتصادیة تمّ إعدادها، وکما أسلفتُ لکم قبل قلیل سوف نشهد في القریب العاجل زیارات متبادلة بین الجانبین، وسوف یتمّ التوقیع علی الإتّفاقیات الآنفة الذکر من قبل مسؤولین کبار من البلدین.

- الحقّ یُقال، أنّني کنتُ في سوريا قبل حوالي ثلاثة أسابیع. نحن نری النشاط والحیویة والحیاة في المدن السوریة، وعلی الأخصّ في العاصمة دمشق. من الطبیعي في الردّ علی سؤالکم، شخصیاً لا أری فجوة کبیرة بین الإعمار والعودة إلی النشاط السابق الذي کانت تتتمیّز به سوریة وذلك بهمّة رئیس الجمهوریة والمسؤولین وعلی الأخصّ الشعب السوري، وأتوقّع حدوث وتبلور تغییرات کبیرة جدّاً ذو معنی مقارنة بالظروف الحالیة خلال سنتین أو ثلاث من الآن. فقد وصل إلی مسامعي مؤخّراً أنّ موضوع قطار الأنفاق والقطارات داخل شوارع المدینة موجود علی رأس جدول أعمال المسؤولین السوریین ویتابعونه بشکلٍ جدّي، إلی جانب المشاریع التي تبعث علی النشاط وتتطلّع إلی الأمام وإلی المستقبل قد وُضعت علی جدول الأعمال أیضاً. ومن المؤشّرات التي تشیر وتؤکّد علی مستقبل واعد وأفضل لسوریة تعاون شرکات محوریة العلم في الجمهوریة الإسلامیة في ایران مع نظیراتها السوریة التي تنظر إلی مواضیع مثل تقنیة النانو والتقنیة الحیویة والإنجازات العلمیة التي حقّقتها لحسن الحظّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران وحصلت من خلالها علی سمعة عالمیة بین الدول المختلفة. والیوم، ترغب هذه الشرکات السوریة بدخول هذه الأجواء. نفس هذه الرغبة والإرادة إن دلّتا علی شئ فإنّما تدلّان علی أنّ هذه الشرکات تنظر إلی مستقبل شفّاف وواضح ودینامیکي ونشط، ونحن أیضاً نعتقد أنّ هذه النظرة الآنفة الذکر واقعیة وسوف تتبلور.