منبج محط انظار الجميع

منبج محط انظار الجميع
الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٩ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

مدينة "منبج" السورية هي الان محط انظار الجميع حيث تتوالى اخبار ميدانية من وقوع معارك بين جماعات مسلحة بينما تحاول القيادة السورية الحفاظ على وحدة الاراضي وتطهيرها من كل المدنسات.

العالم- تقارير

وفي اخر المستجدات ذكر ما یسمى بـ "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "الجبهة الوطنية للتحرير"، استعادت الخميس مواقع سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام"، وهي "النصرة" سابقا في ريفي إدلب وحماة إثر معارك دامية.

وحسب "المرصد"، فقد تمكنت "جبهة التحرير" من استعادة ميدان غزال وشهرناز والديرونة وشير مغار ومزرعة الجاسم وجب سليمان وشولين وارينبة وكرسعا والفقيع في القطاع الجنوبي من ريف إدلب وجبل شحشبو، وسوق الغنم قرب الشيخ مصطفى وترملا وتلمنس والغدفة وسفوهن والفطيرة وحيش ومواقع أخرى شرقي معرة النعمان.

وذكر موقع "شام" السوري المعارض أن اشتباكات عنيفة مستمرة وقعت بين "الجبهة الوطنية" و"هيئة التحرير" في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وريف حماة الشمالي الغربي.
وأشارت إلى أن المعارك في غرب حلب ما زالت متواصلة بين الطرفين في جمعية الرحال وأطراف خان العسل ودارة عزة، لافتا إلى أن "الهيئة الوطنية" المهاجمة لم تتمكن من تحقيق أي تقدم.

وتتوالى هذه الاخبار بينما ذكرت وسائل إعلام، أن الفصائل المسلحة السورية المدعومة من أنقرة والتي انتشرت مؤخرا في محيط منطقة منبج شمال غربي سوريا، قد انسحبت إلى حدود لواء إسكندرون الفاصلة بين تركيا وسوريا.

وأكد ما يسمى بـ"المرصد السوري" المعارض، أن الأوضاع على خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل المدعومة من أنقرة، وقوات "مجلس منبج العسكري" وما يسمى "جيش الثوار"، عادت لما كانت عليه قبيل إعلان الاستنفار في تركيا لعملية عسكرية في منبج.

هذا بينما اشتدت یوم الاربعاء الماضي، حدة المعارك بين تنظیم"جبهة النصرة" وفصائل المسلحة الاخرى شمال غرب سوريا وامتدادها إلى محافظة إدلب موقعة 48 قتيلا خلال اليومين الماضيين حيث بدات المعارك منذ الثلاثاء معارك بين "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وحركة "نور الدين زنكي"، أحد أبرز مكونات "الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة من تركيا، وكانت المعارك محصورة في البداية داخل المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية في محافظة حلب، لكنها توسعت الأربعاء إلى محافظة إدلب المجاورة.

ما هو موقف محمد الجولاني؟

في خضم هذه الاحداث قالت مصادر قريبة من “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” إن أميرها أبو محمد الجولاني سعى خلال الشهرين الماضيين لفتح قنوات اتصال مع تركيا لكن الأتراك رفضوا هذا العرض بحجة رفض روسيا والغرب أي تفاهم مع الهيئة الموضوعة على لوائح الإرهاب العالمي.

وقالت المصادر إن معلومات مؤكدة حصلت عليها “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” تفيد عن إبلاغ تركيا المجموعات المسلحة التابعة لها أن الغرب وروسيا يرفضون اي تعاون أو اتصال مع “جبهة النصرة”، وتضيف انه تم إبلاغ جميع الفصائل في اجتماع عقد مع ضباط استخبارات أتراك عن المرحلة المقبلة بعد منبج وهي إدلب لتحريرها من سيطرة “هيئة تحرير الشام ـ النصرة”.

وكشفت المصادر أن هذه المعلومات كانت السبب الأساس لشن “الهيئة” هجوما كبيرا على مواقع حركة نور الدين زنكي الموالية لتركيا في مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي عند جبل شحشبو. وذكرت المصادر المقربة من “الهيئة” في حديثها مع موقع “العهد” الإخباري أن الجولاني أبلغ قيادات قواطعه بضرورة حسم المعركة الحالية لتأخير الهجوم الروسي السوري على “النصرة”. وقد عمدت “النصرة” الى نقل آليات ومعدات ثقيلة الى المناطق الجبيلة المحاذية لتركيا، وبدأت فرقة الهندسة بحفر الأنفاق والخنادق وبناء خطوط دفاعية في أكثر من منطقة جبلية.

وقالت المصادر ايضا إن هدف “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” هو السيطرة على مدينة دارة عزة وعلى جبل بركات أو جبل دارة عزة وهو نقطة استراتيجية تتحكم بكل ريف حلب الغربي وشنت قوات “النصرة” عدة هجمات على دارة عزة منذ بداية عملية “غصن الزيتون” التي بدأتها تركيا والتي انتهت قبل عام من الان بالسيطرة على مدينة عفرين.

ويعتبر “امير جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني أن السيطرة على جبل دارة عزة يعطيه ورقة استراتيجية في وجه تركيا التي يعتبر أنها تريد ان تحاربه في إدلب بعد انتهاء معركة منبج حسب مصادر ميدانية مقربة من “الجبهة”.

وتقول المصادر إن الجولاني رفض كل مبادرات وقف إطلاق النار مع جيش تحرير سوريا الذي شكل من تجمع الزنكي وأحرار الشام بسبب حاجته للسيطرة على جبل بركات، وهو حاول تجميد كل الجبهات باستثناء جبهة دارة عزة التي أشعلها وسيطر عليها مناديا باقي الفصائل أنه لا يريد محاربتها وإنما معركته مع الزنكي وحده.

أما الهدف السياسي من هجوم “النصرة” حسب المصادر المقربة من التنظيم فهو الاستفراد بمقعد التفاوض مع تركيا عبر القضاء على حركة نور الدين الزنكي التي تدعمها انقرة.

وقد أراد الجولاني استئصال حركة الزنكي وإظهار قوته للجميع وفرض نفسه أمرا واقعا يجب ويمكن التفاوض معه لحل المشاكل في الشمال السوري وأفادت المصادر أن حركة نور الدين زنكي تحاول إقناع حركة أحرار الشام أنها سوف تكون هدفا عسكريا للنصرة بعدها، وبالتالي عليها مساعدتها في المعارك الجارية حاليا.

ووافقت قيادة أحرار الشام على الدخول في المعركة عبر ريف إدلب الجنوبي في منطقة جبل شحشبو وفي ريف حماه عند بلدة قسطون في سهل الغاب وامتدت الى غرب حلب عند الجمعية الأرمنية حيث تهاجم حركة أحرار الشام مواقع “النصرة” هناك. كما بثت مواقع تابعة لـ”هيئة تحرير الشام ـ النصرة” فيديو من مدينة أطمة يظهر عدم تمكن الزنكي وأحرار الشام من السيطرة على المدينة.

وفي سياق متصل، أكدت جهات حكومية ان دخول القوات السورية إلى منبج هو ضمن الصلاحيات الدستورية للجيش السوري بحماية اراضي البلاد، حيث صرح محمد خير عكام عضو مجلس الشعب السوري: " ان الجيش التركي لا يريد ان يصطدم مع الجيش السوري، وعده بالامر المهم، وهذا يعني بان هناك تنسيق روسي تركي كي لا يصطدم الجيش السوري مع الجيش التركي، مشيراً الى ان اهم دواعي الانسحاب الاميركي من سوريا هو التعمد ان يتصادم الجميع في تلك المنطقة وبالتالي يحقق الاميركي مصالحه عندما يتصادم السوري مع التركي وعندما يفشل التنسيق الروسي.

فيما رات المعارضة الداخلية ان قرار الانسحاب الامريكي مهد الطريق امام الجيش لملء فراغ الانسحاب الامريكي وخروج الاكراد من منبج. فيما تواصل الترحيب الشعبي بدخول الجيش إلى مدينة منبج ورفع العلم السوري.

وقال محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني الديموقراطي: نحن في المعارضة الوطنية الداخلية نرى ان ملء الفراغ سوف يكون من مصلحة الدولة والجيش السوري، حيث تحرك الجيش باتجاه منبج وهو الان في داخل المدينة.

ويرحب الشارع السوري بأي خطوة من شأنها رفع راية سورية فوق أي منطقة داخل أراضي البلاد، ولا سيما في منبج التي وضع الفرنسي والتركي والأمريكي عينه عليها، قبل أن ينجح الجيش السوري بالتغلب على المشاريع الخارجية واستعادة المنطقة مستندا على مطالبة الأهالي هناك بدخوله.