ظريف من کردستان العراق جدد بأعلی صوته فشل الحظر الامريکي القاسي

ظريف من کردستان العراق جدد بأعلی صوته فشل الحظر الامريکي القاسي
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٩ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

غادر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف طهران یوم الاحد الی بغداد في زيارة رسمية للعراق على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى واجرى خلال اليومين الماضيين محادثات مع كبار المسؤولين والشخصيات السياسية والدينية في العراق، حيث التقى مع رئيس الجمهورية "برهم صالح" ورئيس الوزراء "عادل عبدالمهدي" ورئيس مجلس النواب" محمد الحلبوسي" وشارك أمس الاثنين في الملتقى التجاري الايراني والعراقي المشترك، ثم توجه الی اربيل.

العالم- تقارير

وخلال زيارته اربيل مركز اقليم كردستان العراق اجرى ظريف لقاءات مع رئيس حكومة الاقليم نيجرفان البارزاني ومستشار الامن باقليم كردستان مسرور البارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، کما شارك في ملتقى اقتصادي بحضور عدد كبير من التجار ورجال الاعمال الايرانيين ومن اقليم كردستان العراق.

وخلال الملتقى قال ظريف: لدينا تاريخ مشترك مع الكرد، وقصف حلبجة بالكيمياوي أبكى الإيرانيين مثلما ابكى الكرد.

واضاف: لا يمكن لأحد أن يقطع علاقاتنا مع الكرد. فإيران تمثل شريكاً مهماً لإقليم كردستان ونحن نتطلع لتعزيز العلاقات التاريخية بين طهران وأربيل.

وبين ظريف اننا حاربنا التطرف والارهاب والدكتاتورية معا، مردفا القول: لقد حاربنا داعش معاً وامتزجت دماء الشباب الايرانيين والكرد والعرب والشيعة والسنة والايزديين والمسيحيين.

وخاطب ظريف، التجار ورجال الاعمال الحاضرين في الملتقى بقوله: انني اطمئن بان اجراءات الحظر الاميركية لن تؤثر على التعاون الاقتصادي بين ايران واقليم كردستان العراق.

ووصف علاقات ايران مع العراق واقليم كردستان بانها عريقة وممتازة وبناءة، وفي المجال الاقتصادي والتجاري متنامية، ولفت الی ان التبادل الاقتصادي مع العراق سيبلغ الـ 20 مليار دولار سنويا.

من ناحيته وصف بارزاني العلاقات بين اقليم كردستان العراق وايران بانها مهمة للغاية، معتبرا ان تنمية هذه العلاقات بما في ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري، جزء من سياسات الاقليم.

ونوه بارزاني الى دعم ايران اثناء هجوم ارهابيي داعش على اقليم كردستان العراق، واكد ان شعب كردستان لن ينسى مطلقا هذا الدعم.

وأكد أن "الشركات الإيرانية العاملة في إقليم كردستان تعاملت بصبر مع الأزمة المالية التي عصفت بالإقليم"، مبيناً اننا "نبذل جهوداً حثيثة بغية حل المشكلات التي يعاني منها رجال الأعمال والتجار الإيرانيون، معبراً عن تفاؤله "بشأن المستقبل.

وبحث الجانبان في هذا اللقاء القضايا الاقليمية وأكدا على اهمية تعزيز السلام والامن والاستقرار في المنطقة.

وفي تصريح له لشبكة "روداف" علی هامش زيارته الی اربيل، تطرق ظريف الی تصريحات ترامب الاخيرة حول بيع النفط من جانب الأكراد الی ايران؛ مؤكدا: نحن والشعب الكردي كنّا الی جانب بعضنا البعض منذ آلاف السنين وسنواصل هذا التلاحم رغم تغيّر الحكومات.

واكد علی ان ايران تبذل علی الدوام جهدها من اجل تعزيز علاقاتها بشتی المجالات السياسية والاقتصادية مع بغداد واربيل، ولفت الی ان زيارته الحالية للعراق تأتي في سياق تنمية العلاقات مع هذا البلد؛ واصفا مباحثاته مع المسؤولين في بغداد واقليم كردستان العراق بانها ايجابية.

وقال ظريف: ان نيجرفان بارزاني ومسعود بارزاني اصدقاء مقرّبون ونتمنی لهم التوفيق.

وفي الختام اعرب وزير الخارجية الايراني عن امله بأن يتم عبر تشكيل حكومة موحدة في اقليم كردستان العراق، اتاحة مزيد من فرص التعاون بين اربيل وبغداد من جانب، وبين طهران واقليم كردستان من الجانب الآخر.

هذا وقد اکد رجال أعمال اكراد خلال ملتقی السليمانية الاقتصادي رغبتهم في تسهيل وتعزيز العلاقات مع ايران.

ودعا رجال الاعمال الاكراد المشاركون في هذا الحدث، إلی زيادة التعاون الاقتصادي وتيسير التجارة بين إيران والعراق ولاسيما إقليم كردستان العراق.

وقال رئيس غرفة الاستثمار في السليمانية ملا ياسين في تصريح خلال المؤتمر : إن إيران وبالنظر إلي إمكانيتها الاقتصادية العالية في القطاع الزراعي يمكن أن تساعد في استئناف النشاطات الزراعية داخل الاقليم.

وأضاف ملا ياسين أن العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين تتطلب انتفاع اقليم كردستان العراق من قدرات ايران الاقتصادية الضخمة.

وتابع هذا المسؤول العراقي أن حضور الشركات الايرانية الكبيرة برفقة وفد وزير الخارجية الايراني خلال زيارته العراق تشير إلي الامكانية العالية التي يتمتع بها البلدان وبجب أن نبذل قصاری جهودنا لتنمية العلاقات؛ داعيا الی إلغاء التاشيرة بالنسبة للرعايا الايرانيين والعراقيين من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية.

الی ذلك، دعا رئيس غرفة التجارة في السليمانية ياسين محمود إلی الارتياد المباشر للشاحنات الإيرانية والعراقية بين البلدين وذلك بهدف تعزيز التبادل التجاري المشترك.

وأكد هذا المسؤول العراقي رغبته في إزالة العقبات الجمركية بين إيران والاقليم كي لا يضطر التجار إلی دفع الضرائب.

بدوره دعا ممثل حكومة اقليم كردستان العراق في القطاع الاقتصادي عثمان شواني إلي إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين المحافظات الحدودية العراقية والايرانية بغية تسوية المشاكل.

من جانب اخر، قال مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون الاقتصادية غلام رضا انصاري أن زيارة رئيس الجمهورية حجة الاسلام حسن روحاني إلي العراق خلال الشهرين القادمين ستاتي في إطار تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين؛ مردفا ان ايران تسعی لازالة العقبات الصغيرة في مسار تطوير العلاقات الاقتصادية.

وفي سياق متصل، صرح امين لجنة تنمية العلاقات بين ايران والعراق وسوريا 'حسن دانائي فر'، قائلا : إن 14 ممرًا حدوديا تربطنا مع العراق ومعظمها مع اقليم كردستان وهذه الاستراتيجية تدل علی علاقاتنا الواسعة مع هذه المنطقة، مضيفا أن تشكيل لجنة مشتركة هو واحد من المواضيع الهامة التي يجب متابعتها بجد وذلك لأننا نحتاج إلی العمل المتبادل.

واكد دانائي فر أن ايران تعمل علی توفير آليات مناسبة لدعم عمليات الاستيراد والتصدير بين الجانبين.

ومن الطريف الاشارة الی ان ظریف و الوفد المرافق له زاروا اليوم مدينة السليمانية وأدوا الاحترام والتقدير لمرقد الفقيد جلال طالباني.

وسيتجه ظريف والوفد المرافق له غدا الاربعاء الی محافظة كربلاء المقدسة للمشاركة في الملتقی الاقتصادي الذي سيقام هناك.

وتأتي الأهمية الکبری لهذه الزيارات المتعددة من ناحية أنها أحبطت مؤامرة الإدارة الامريکية لفرض العزلة علی ايران والفصل بينها وبين الشعب العراقي المسلم.