الطامحون لرئاسة الجزائر يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي

الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٩ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

بينما يواصل مرشحون محتملون لإنتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في الجزائر في أبريل/نيسان المقبل جمع التوقيعات اللازمة بات إعلان آخرين اعتزامهم خوض السباق محل سخرية لغرابة تصريحاتهم التي تراوحت بين ادعاء أحدهم بأنه "مكلف من الله" وزعم آخر أنه "قائد القوات العالمية".

العالم - الجزائر

ومؤخرا نشرت قنوات خاصة مثل البلاد، والنهار تي في، والحياة، ومواقع إخبارية جزائرية في موقع يوتيوب ومواقع اجتماعية أخرى تسجيلات تضمنت مقابلات قصيرة مع عدد من المرشحين المحتملين المغمورين سئلوا فيها عما دفعهم للترشح وعن برامجهم الانتخابية.

وحملت الردود قدرا كبيرا من الغرابة بما أنها كشفت عن جهل معظم هؤلاء بعالم السياسة بل حتى بجغرافيا وتاريخ الجزائر، في حين ذهب البعض بعيدا إلى حد وصف قرار ترشحهم بأنه نوع من الوحي الإلهي.

وخلال الأيام الأخيرة كانت تصريحات هؤلاء مادة دسمة للسخرية والتندر سواء في الشارع أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولقبول ملفات المتقدمين لانتخابات الرئاسة هناك شروط عدة، من بينها جمع ستين ألف توقيع، وذلك بعد سحب استمارات الترشح من المجلس الدستوري.

"وحي إلهي"

أحد من سحبوا استمارات الترشح يدعى أحمد بولبايز، وحين سئل عن الأمر قال بأسلوب الواثق من نفسه إنه "رئيس جمهورية الإمام المهدي المبشر من الرحمن".

لم يكتف بذلك بل زعم أن الله بعثه لهذه المهمة، ودعا المترشحين الآخرين إلى الانسحاب من السباق كي يفسحوا له المجال لتنفيذ "الأمر الإلهي"، قائلا إنه يسعى من العام 2000 للترشح للرئاسة.

وعلى المنوال نفسه تقريبا، قال فتحي بوغانم (40 عاما) من ولاية عين تيموشنت إن قراره التقدم لانتخابات الرئاسة كان بناء على "وحي إلهي"، وصرح لتلفزيون النهار بأنه كان يفكر في هذا الأمر بعدما تنام زوجته.

وفي تصريح منفصل، قال بوغانم إنه منخرط منذ 1999 في حزب جبهة التحرير الوطني الذي يقود الائتلاف الحاكم في الجزائر.

"قائد القوات العالمية"

نموذج آخر من الراغبين في الترشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية هو السعيد عمامرة الذي قدم نفسه على أنه فنان وصحفي وكاتب.

لكن السعيد لم يكتف بهذه الصفات فأضاف إليها صفة "قائد القوات العالمية"، و"رئيس الأمن الدولي"، وعميد الأمن والسلم في العالم"، كما أنه وصف ترشحه المحتمل بأنه عبارة عن "رسالة من السماء".

وإذا كان البعض زعم أنه مكلف من الله فإن المترشح الحر الآخر رابح بن الشريف قال لتلفزيون البلاد إنه مكلف من الجزائريين، وإنه الأمل الوحيد للشعب الجزائري.

أحد الراغبين في الترشح قال إن "الشعب الأميركي يطالب بأن أكون رئيسا عليهم، ولكن أتمنى أن أكون رئيسا لبلادي"، في حين ذكر آخر أنه يريد جعل الجزائر أحسن من الولايات المتحدة.

وشملت قائمة الراغبين في خوض انتخابات الرئاسة مربي نحل، ومن أبرز عناوين برنامجه الانتخابي حل الخطوط الجوية الجزائرية وتغيير اسمها إلى "ألجيريا إيرويز".

لا أجوبة

ومعظم هؤلاء حين يُسألون عن برامجهم الانتخابية يعجزون عن الإجابة، بل أكثر من واحد منهم فشل في الإجابة عن أسئلة بسيطة تتعلق بالنشيد الوطني ومساحة الجزائر وحدودها حتى أن أحدهم قال إن إسبانيا تحدها من الجنوب.

كما أن أحد المرشحين المحتملين حين قيل له إن الرؤساء يأكلون بطاطس رد بأن أكلته المفضلة هي "ستيك اللحم"، وأقر زميل له بأن مستواه الدراسي هو السابع الثانوي، لكنه قال إنه "يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر".

وللنساء نصيب في الطموح للرئاسة، وفي هذا الإطار قدمت المترشحة صليحة مرميوي وعواد ومقترحات تشمل مجانية الماء والغاز وتمكين كل مواطن من أرض مساحتها ألف متر مربعة، فضلا عن نقل إمكانية نقل المساجين خارج الجزائر.

الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس علق بالقول إنه حين يريد أن يضحك يشاهد تصريحات هؤلاء المترشحين، معتبرا أن سعي هؤلاء للترشح للرئاسة يعبر عن عدم احترام للجزائر.