ترامب يقدم هديتين كبيرتين لنتنياهو قبيل الانتخابات

السبت ٢٣ مارس ٢٠١٩ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

اكد الخبير في العلاقات الدولية رياض عيد، ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدم هديتين كبيرتين لرئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاولى نقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة، والثانية هي السيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل.

وقال عيد في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان نتنياهو سيتمكن من خلال هذين القرارين ان يقول لناخبيه بان كل القيادات الاسرائيلي السابقة لم تستطع ان تنتزع هذا الاعتراف، وانه الوحيد الذي ادى الى هذا الاعتراف.

واعتبر عيد، ان قرار اعتراف الادارة الاميركية بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل، ورقة كبيرة لنتنياهو في الانتخابات، ورأى ان هذا الاعتراف من الوجهة الحقوقية لا قيمة له، ومن الوجهة الحقيقية لن يحقق شيئاً باعتباره كلام انتخابي لا اكثر ولا اقل.

واضاف، ان كلاً من ترامب ونتنياهو يؤثران احدهما الاخر على الانتخابات، مشيراً الى ان هناك ازمة عميقة لترامب مع الكونغرس ومجلس الشيوخ ومجلس النواب الاميركي، وعرقلة سياسته الخارجية، بمعنى ان ترامب يحاول ان يرضي الانجليين واللوبي اليهودي لاعادة التجديد لنفسه في الانتخابات المقبلة، واعتبرها عملية مزدوجة ذو اتجاهين وهي خدمة لترامب لانتخاباته قبل ان تكون لنتنياهو.

من جانبه، اعتبر الباحث في قضايا الصراع العربي الاسرائيلي سمير ابو صالح، ان القرار الاميركي الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، هي مصلحة مشتركة لكلا الزعيمين الاميركي دونالد ترامب والاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال ابو صالح: ان قرار ترامب جاء تزامنا مع قرب الانتخابات الاميركية وايضاً الانتخابات الاسرائيلية في نيسان القادم، وكذلك الاجتماع السنوي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية، ورأى ان ترامب ونتنياهو على الرغم من ذلك سيواجهان الهزيمة فيما يتعلق بعدد الناخبين.

واوضح ابو صالح، اما نتنياهو فهو يعاني من ازمات داخلية سواء على مستوى القضاء الاسرائيلي او على المستوى الشعبي وكذلك على مستوى الانتخابات والاصطفافات الحزبية داخل الكيان الاسرائيلي.

وحول موقف دمشق من القرار الاميركي، قال ابو صالح: ان الرد جاء واضحاً وصريحاً وقوياً من خلال البيان الرسمي الذي اصدرته وزارة الخارجية السورية اعتبرت فيه ان القرار الاميركي وجه لطمة قوية جداً للشرعية الدولية، وصفعة للقانون الدولي ومحاولة خرق لهذا القانون كانت بنفسها اميركا قد صوتت عليه عام 1981 لصالح اعتبار ان ضم الجولان وفقاً للقرار الاسرائيلي يعتبر موقفاً لاغياً وباطلاً وليس له اي مستند شرعي دولي او حتى اقليمي.

بدوره، اكد الكاتب والمحلل السياسي مناف كيلاني، ان ادانة القرار الاميركي الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل، لا تأتي الا من مجلس الامن الدولي فقط، واعتبره طعنة اميركية للدولة السورية بعدما فشلت في تقسيم سوريا.

وقال كيلاني: ان الولايات المتحدة الاميركية ستصوت ضد اي اقرار يمكن ان يدين كيان الاحتلال الاسرائيلي في مجلس الامن الدولي، مشيراً الى ان هذه العقيدة الاميركية موجودة منذ عهد اوباما وليس فقط ترامب هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، فان الامم المتحدة الان في ازمة لان هناك العديد من الدول التي تطرق باب مجلس الامن دون الوصول اليه، وهذا الهم الشاغل الاولي بالنسبة للامم المتحدة وان كان هناك نوع من التستر على هذه الهموم الهامة جداً.

واضاف كيلاني، ان الادانة من قبل الامم المتحدة ستكون نوع من التشكي الرخو من قبل وزراء الخارجية الاوروبيين، فيما سيعتبر وزراء الخارجية البريطانية والفرنسية والاميركية ان ما تفعله "اسرائيل" يجب ان يفرض على ارض الواقع.

ولفت الى ان الدول الغربية تتعامل مع مهلة انتظار كي تتقبل جميع الدول العربية المعنية بالامر الواقع، واعرب عن اسفه بانه ليس هناك من احد يقف بوجه "اسرائيل" حتى الان، الا من المقاومة الموجودة في شمال "اسرائيل".

واعتبر الخطوة الاميركية طعنة من الخلف من قبل الاميركان ضد الدولة السورية المشغولة باعادة توحيد اراضيها.

واكد ابو صالح، ان الولايات المتحدة عندما فشلت بتقسيم سوريا ارباً ارباً، تسعى عن طريق حليفها الاسرائيلي على تقطيع اوصال الدولة السورية الجنوبية، لكن تبقى مدى استجابة الناخبين الاميركيين والاسرائيليين ان تقبلوا هذه الخدع الباطلة.


يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4127831

https://www.alalamtv.net/news/4127836